واشنطن – زيتون نيوز
أعلنت أكثر من 150 كاتبا ومثقفا وشخصية عامة رفضهم المساهمة في قسم الرأي لدى صحيفة نيويورك تايمز احتجاجا على ما اعتبروه تغطية منحازة للنزاع بين إسرائيل وفلسطين، وخصوصا الحرب الدائرة في قطاع غزة. وقد اعتبرت هذه الخطوة بمثابة نداء جماعيا لمساءلة مؤسسة إعلامية يُنظر إليها كمنبر رئيسي في الصحافة الأميركية، لما لها من تأثير واسع في تشكيل الرأي العام الغربي تجاه الشرق الأوسط.
وأشار الموقعون إلى أن التغطية الصحفية الغربية، وبخاصة لدى الصحف الأميركية الكبرى، تميل إلى تمثيل الجانب الإسرائيلي بشكل أكثر تفصيلا وإنسانية مقارنة بالجانب الفلسطيني، كما يرون أن اللغة والتحرير المستخدمين في تغطية الأحداث تخفف من معاناة الفلسطينيين أو تصورها على أنها رد فعل لأفعال إسرائيل، بدلا من الاعتراف بها كجزء من واقع الاحتلال والعدوان. ويؤكد الموقعون أن المؤسسة الإعلامية، بوزنها ومصداقيتها، تمتلك القدرة على التأثير على الرأي العام، ما يجعل مساءلتها ضرورة للتغيير.
وجاءت الرسالة الموجهة إلى الصحيفة بثلاثة مطالب صريحة، تشمل مراجعة شاملة لمنهج التحرير فيما يخص تغطية فلسطين/إسرائيل مع إصدار معايير تحريرية جديدة تتعلق بالمفردات والمصادر والتوازن في الاختيار، وسحب أو مراجعة مقال تحقيقي معين ذكرته الحملة باعتباره ضعيف المنهجية، وأن يصدر مجلس التحرير بيانا عاما يدعو إلى وقف تصدير الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل أو الحد من الدعم العسكري، باعتباره جزءا من المسؤولية الأخلاقية للصحافة الكبرى.
وفي رسالة مشتركة، قال الكتاب: “حتى تتحمل صحيفة نيويورك تايمز المسؤولية عن تغطيتها المتحيزة وتلتزم بالتغطية الصادقة والأخلاقية للحرب الأميركية الإسرائيلية على غزة، فإن أي تحد مفترض لغرفة الأخبار أو هيئة التحرير في شكل مقال هو في الواقع إذن لمواصلة هذا الإهمال”.
وأضافوا: “فقط من خلال حجب عملنا يمكننا أن نشن تحديا فعالا للسلطة المهيمنة التي استخدمتها الصحيفة منذ فترة طويلة لتبييض أكاذيب الولايات المتحدة وإسرائيل”.
ومن بين أبرز الموقعين على الحملة، الكاتبة الإيرلندية سالي روني Sally Rooney، الناشطة المناخية العالمية كريتا ثانلرج Greta Thunberg، عضو الكونغرس الأميركي من أصول فلسطينية رشيدة طليب Rashida Tlaib، والكاتبة والروائية الأكاديمية فييت ثان نيجويبن Viet Thanh Nguyen، والشاعرة روبي كور Rupi Kaur، والبرلمانية الفلسطينية الأوروبية ريما حسن Rima Hassan. تضم القائمة أيضا عشرات الكتاب والمثقفين الذين سبق لهم النشر في الصحيفة نفسها، وجاءت توقيعاتهم لتدل على غضب واسع داخل الوسط الثقافي والفكري تجاه ما وصفوه بالانحياز الإعلامي.
43 Total Count
