رام الله – زيتون نيوز
منعت السلطات الإسرائيلية امس، وفدا كنديا يضم حوالي 30 شخصا، من بينهم ستة أعضاء في مجلس العموم الكندي، من دخول الضفة الغربية عبر معبر الكرامة الحدودي مع الأردن. يأتي هذا القرار في سياق التوترات المتصاعدة بين كندا وإسرائيل بعد الاعتراف الكندي بدولة فلسطينية مستقلة في سبتمبر 2025.
النواب الستة الذين كانوا جزءا من الوفد هم: سمير الزبيري، إقراء خالد، إسلام رنا، فارس أبو السعود، غوربوكس سايني، وجيني كوان. ينتمي هؤلاء النواب إلى الحزب الليبرالي الحاكم والحزب الديمقراطي الجديد (NDP)، اليساري التوجه. يرافقهم أعضاء من جمعية “الصوت المسلم الكندي” (Canadian Muslim Vote) والمجلس الوطني للمسلمين الكنديين (CNMC/NCCM)، وهما منظمتان غير ربحيتين ومسجلتان في كندا.
وكان الهدف من زيارة الضفة الغربية تمكين النواب من لقاء مجموعات المجتمع المدني في الضفة الغربية، واللاجئين الفلسطينيين، وممثلين عن السلطة الوطنية الفلسطينية. وتشمل خطة الزيارة عدة مدن فلسطينية، منها القدس وجنين والخليل، إضافة إلى بعض مخيمات اللاجئين، وذلك بهدف الاطلاع على الواقع المعيشي والسياسي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقالت السفارة الإسرائيلية في كندا إن الوفد رفض دخوله بسبب صلته بمنظمة “الإغاثة الإسلامية العالمية”، وهي منظمة غير حكومية تصنفها إسرائيل كجماعة إرهابية.
وكتبت وزيرة الخارجية الكندية أنيتا أناند في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن كندا أعربت عن “اعتراضها على سوء معاملة هؤلاء الكنديين”.
وأضافت عضو البرلمان عن أونتاريو إقرا خالد، من الحزب الليبرالي لرئيس الوزراء مارك كارني، أنها كانت جزءا من الوفد وتعرضت للدفع عدة مرات من قبل مسؤولي الحدود الإسرائيليين.
وأوضحت أنها دفعت أثناء محاولتها الاطمئنان على أحد أعضاء الوفد.
ووفق تصريحات رئيس المجلس الوطني للمسلمين الكنديين، ستيفن براون، طلبت السلطات الإسرائيلية من كل فرد في الوفد توقيع استمارة يقر فيها بأنه يشكل تهديدا للأمن العام، وهو ما رفضه أعضاء الوفد. وأكد المجلس الوطني للمسلمين الكنديين أن جميع أعضاء الوفد قد حصلوا على تصاريح سفر إلكترونية من إسرائيل قبل وصولهم إلى الحدود.
من جانبها، أوضح مكتب منسق أنشطة الحكومة في المناطق (COGAT)، المسؤول عن الشؤون المدنية في الضفة الغربية، أن منع الوفد جاء بعد إجراء فحوصات أمنية بالتنسيق مع وزارة الخارجية وسلطة السكان والهجرة، وأن رفض الدخول يعود لأسباب تتعلق بالأمن، مشيرا إلى أن بعض الزوار وصلوا دون تنسيق مسبق.
وأعرب المجلس الوطني للمسلمين الكنديين والنواب عن استيائهم واستغرابهم لهذا القرار، معتبرين أنه يندرج ضمن توجه أوسع للحكومة الإسرائيلية لتقييد وصول الأشخاص الذين يسعون لرؤية الواقع الفلسطيني بأنفسهم. وأكد النواب أن الهدف من الزيارة كان تقصي الحقائق والاطلاع على أوضاع اللاجئين والمجتمع المدني، دون أي ارتباط بأنشطة قد تهدد الأمن الإسرائيلي.
يذكر أن كندا اعترفت بدولة فلسطينية مستقلة في 21 سبتمبر 2025، في خطوة أثارت حفيظة إسرائيل، واعتبرتها ضمن سلسلة قرارات مماثلة اتخذتها دول مثل المملكة المتحدة والبرتغال وأستراليا وفرنسا.
نائبة الوفد جيني كوان، توقعت صعوبة الدخول بسبب تدهور العلاقات بين كندا وإسرائيل بعد الاعتراف الفلسطيني في سبتمبر 2025.
36 Total Count
