ادمنتون – زيتون نيوز
في خطوة وصفت بأنها استفتاء شعبي غير رسمي ضد الانفصال، تشهد مقاطعة ألبرتا حملة واسعة تحت عنوان “فوريفر كنديان – Forever Canadian” تهدف إلى تأكيد انتماء المقاطعة إلى كندا ووضع حد نهائي للجدل حول فكرة الانفصال.
أُطلقت الحملة رسميا في نهاية شهر يوليو 2025، بمبادرة من السياسي الكندي المعروف توماس لوكازوك، نائب رئيس وزراء ألبرتا الأسبق. وقد حصلت على موافقة الهيئة الانتخابية في ألبرتا (Elections Alberta) لإطلاق ما يعرف بـ “مبادرة المواطنين” (Citizen Initiative Petition)، وهي آلية قانونية تتيح للمواطنين المطالبة بإجراء نقاش رسمي أو تعديل سياسي بعد جمع عدد محدد من التوقيعات.
وشارك في الحملة أكثر من 3,500 متطوع لجمع التواقيع من مختلف مدن ألبرتا، في محاولة للوصول إلى الحد الأدنى المطلوب وهو 293,976 توقيعا خلال فترة لا تتجاوز تسعين يوما، أي قبل 28 أكتوبر الجاري. وقد أفادت الحملة في بياناتها الأخيرة أن الإقبال كبير وأن طوابير المواطنين تتشكل أمام نقاط التوقيع في عدة مناطق من المقاطعة.
ورغم أن بعض التقارير المحلية تحدثت عن تجاوز عدد التوقيعات حاجز 400 ألف توقيع، فإن الجهات الرسمية لم تصدر حتى الآن أي بيان يؤكد الرقم النهائي.
يقول توماس لوكازوك إن الرسالة من هذه الحملة واضحة، “ألبرتا فخورة بانتمائها إلى كندا، وحان الوقت لوقف النقاش حول الانفصال ووضع هذه الفكرة في طي النسيان.”
ويؤكد لوكازوك أن هدف الحملة ليس سياسيا بقدر ما هو رسالة وحدة وطنية، تعكس رغبة غالبية سكان المقاطعة في الحفاظ على مكانة ألبرتا داخل الاتحاد الكندي، وحماية الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي الذي تتمتع به.
وجاءت حملة “فوريفر كنديان” كردّ مباشر على دعوات مشروع ازدهار ألبرتا (Alberta Prosperity Project)، وهو مبادرة سياسية تطالب بإجراء استفتاء حول استقلال المقاطعة عن كندا. هذه الدعوات، التي تصاعدت في السنوات الأخيرة، أثارت انقساما واسعا داخل الرأي العام بين مؤيدين يرون الانفصال خطوة نحو الاستقلال الاقتصادي، ومعارضين يعتبرونه مغامرة غير محسوبة العواقب.
من الناحية القانونية، حتى في حال نجاح حملة “ازدهار ألبرتا” أو غيرها في جمع التواقيع الكافية، فإن مسألة الانفصال تبقى شديدة التعقيد بسبب القوانين الفيدرالية الكندية، وعلى رأسها قانون الوضوح (The Clarity Act) الذي يحدد شروطا صارمة لأي عملية انفصال محتملة.
في المقابل، ترى حملة “فوريفر كنديان” أن توجيه الجهود نحو تعزيز الاقتصاد، وتحسين العلاقات بين الحكومة الفيدرالية ومقاطعة ألبرتا، هو الخيار الواقعي والوطني الذي يخدم جميع الكنديين.
تكتسب الحملة رمزية خاصة في ظل تنامي التيارات الشعبوية في بعض المقاطعات الغربية التي تشعر بالتهميش مقارنة بالمقاطعات الشرقية مثل أونتاريو وكيبيك. لكن “فوريفر كنديان” تمثل ـ في المقابل ـ حركة مضادة للانعزال والانقسام، وتؤكد أن الانتماء إلى كندا هو مصدر فخر وتنوع وقوة.
والواضح ألبرتا، كما يقول لوكازوك، “اختارت أن تبقى كندية إلى الأبد”.
