سجل في القائمة البريدية

Edit Template

استمرار المجازر في ظل ضعف حماس: غزة بين مطرقة الاحتلال وسندان المفاوضات

تغريد سعادة

تتواصل المجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في ظل سيطرة شبه كاملة على الأرض، بينما تدور المفاوضات بين إسرائيل وحماس في حلقة مفرغة لا تحمل أي أفق للنجاة.

وما يجري يمكن وصفه بانه تتويج لعقود من التخطيط الممنهج لإضعاف الشعب الفلسطيني، وتحويل القطاع إلى جحيم يومي، تمهيدا لفرض واقع جديد يقود في نهاية المطاف إلى التهجير الطوعي أو تفريغ غزة من سكانها.

لقد منحت حماس الاحتلال الورقة الذهبية التي انتظرها نتنياهو طويلا لتنفيذ مخطط التهجير بعد تجويع وقتل الآلاف وتدمير البنية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للقطاع بحجة الرهائن او الاسرى الاسرائيليين.

تصريحات القيادي في حركة حماس محمود مرداوي اليوم والتي تتحدث عن توقف المفاوضات منذ الشهر الماضي ورفض شروط إسرائيل، تشي ان الامر صعب ولا يوجد افاق للحل القريب، بينما الحقيقة على الأرض تقول إن الاحتلال يسيطر على أكثر من 90٪ من مساحة غزة ويفرض قبضته الأمنية والعسكرية على كل مفصل من مفاصل الحياة في القطاع.

رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قال أن إسرائيل ستستأنف المفاوضات بهدف إنهاء الحرب والإفراج عن الرهائن، لكن فقط في إطار شروط ترضي إسرائيل، وأصر على مواصلة العمليات العسكرية، لا سيما السيطرة على مدينة غزة، واضعا شروطا صارمة تشمل نزع سلاح حماس وتفكيك هيكلها الإداري والعسكري.

في المقابل، تطالب حماس بوقف دائم للحرب وسحب القوات الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح كافة الأسرى، وترفض نزع سلاحها أو القبول بشروط تهدد وجودها السياسي.

في ظل هذا فان المفاوضات الراهنة وصلت إلى طريق مسدود، وسط استمرار الحرب وتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، فيما قوات الاحتلال مستمرة في العمليات العسكرية في مدينة غزة، اما الوسطاء ما زالوا يحاولون دفع مسار تفاوضي، لكن لا توافق جوهري حتى الآن.

والحديث عن “صمود المقاومة”، ليس سوى ذر رماد في العيون. فالمقاومة التي تدعيها حماس لم تعد سوى غطاء إعلامي يخدم الاحتلال أكثر مما يواجهه. المفاوضات التي تقودها الحركة باسم الشعب الفلسطيني عبر ملف الرهائن لا تمثل سوى طوق نجاة أخير للهروب من الاندثار. فهي تعلم أن أي صفقة تبادل أسرى ستعني نهايتها الفعلية، ولهذا تناور حول قضية السلاح وضمانات وقف الحرب، رغم أن قوتها العسكرية تكاد تكون تلاشت، والاحتلال يفرض شروطه بوصفه الطرف الأقوى والمهيمن.

الرسالة الصادمة للشعب الفلسطيني أن حماس، التي عزز الاحتلال وجودها في مراحل سابقة، لم تعد تملك اليوم إلا أوراقا إعلامية لتبرير استمرارها، فيما يستغل نتنياهو الوضع ليحقق أكبر مكاسب سياسية وعسكرية على حساب دماء الفلسطينيين.

وعلى الرغم من ان هذا الوضع قد اتضح منذ بدايات الحرب على غزة، الا ان المأساة ما زالت حماس تناور بحثا عن مخرج سياسي يبقيها في المشهد، بينما الشعب الفلسطيني يدفع الثمن دما ودمارا ومعاناة لا تنتهي. ولو أنها لجأت منذ البداية إلى منظمة التحرير الفلسطينية وتعاملت بإخلاص مع القضية الفلسطينية بعيدا عن الحسابات التنظيمية الضيقة، لما وصلت غزة إلى هذا المصير الكارثي. النتيجة اليوم واضحة، موت بالآلاف من الشعب الفلسطيني في غزة، دمار شامل لقطاع غزة، ومستقبل يقود حتما إلى نهاية حماس كقوة على الأرض وكجزء من المشروع السياسي الفلسطيني.

والمطلوب من حماس ان تضع امام عينيها دم الشعب الذي لا يجب المساومة عليه، وان فات الاوان على الاقل امامها فرصة انقاذ ما تبقى.

Post Views21 Total Count

تصفح المواضيع

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Ethical Dimensions in the Digital Age

The Internet is becoming the town square for the global village of tomorrow.

الأكثر قراءة

هاشتاغ

عن زيتون نيوز

زيتون نيوز موقع اعلامي صادر عن مركز رام للدراسات العربية. مختص بالشؤون العربية في كندا، بالاضافة الى الاهتمام بأهم القضايا في الوطن العربي. وهو موقع مهني تشرف عليه الصحفية تغريد سعادة التي تعمل في الصحافة لما يزيد عن عقدين من الزمان.
يقع المكتب الرئيسي في مدينة ادمنتون / ألبرتا. ويعمل على تقديم تغطية شاملة، لكافة الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للعرب في كندا. 

آخر الأخبار

  • All Posts
  • About Us
  • English News
  • أخبار
  • تحقيقات
  • ثقافة
  • شؤون الجالية
  • شؤون عربية
  • لقاءات
  • مقالات
  • منوعات
    •   Back
    • About us

أقسام

 Zaytoun News © 2024

error: Content is protected !!