سجل في القائمة البريدية

Edit Template

الاعلان عن المؤتمر التأسيسي لـ “المجلس التنسيقي من أجل فلسطين” المرّ: نسعى لخلق حراك كندي قوي لدعم فلسطين

مونتريال – تغريد سعادة

عقد المؤتمر التأسيسي لـ ” المجلس التنسيقي من أجل فلسطين ” CC4P، في مركز سان بيار في مدينة مونتريال، في مقاطعة كيباك الكندية، نهاية الاسبوع الماضي. وشهد أعمال المؤتمر على مدار يومين، نوفمبر 1 ونوفمبر 2، فعاليات تتضمن ورش عمل ولقاءات، شارك فيها اعضاء المجلس من كل المقاطعات الكندية، والعشرات من الجمعيات والافراد والطلبة الداعمين للقضية الفلسطينية. 

وفي تجربة فريدة في كندا، تجتمع نخب اكاديمية وعلمية واعلامية وطلابية وافراد ومجموعات من اجل العمل لاجل فلسطين من كل المقاطعات. ”زيتون نيوز“ ترصد اعمال المؤتمر ونتائجه. وعلى حلقات، سيتم نشر التحضيرات والفعاليات والمتابعات لاعمال المؤتمر التأسيسي الاول لـ ” المجلس التنسيقي من أجل فلسطين“. 

الحلقة الاولى 

”زيتون نيوز“ تلتقي الدكتور خريستو المر، احد اعضاء المجلس التأسيسي للمجلس، في حوار حول المؤتمر والمشاركون، والتوقعات المرجوة منه، وآليات العمل، وكان اللقاء التالي: 

لماذا هذا المؤتمر؟ ولماذا فلسطين بالذات؟

هذا المؤتمر يأتي في لحظة تاريخية حرجة، حيث يواجه الشعب الفلسطيني إبادة جماعية. ورغم أن الجرائم المماثلة تُدان بشكل واسع في الإعلام والدوائر السياسية، إلا أن الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون يتم دعمها وتبريرها في وسائل الإعلام والسياسة في كندا وأميركا الشمالية ومعظم أوروبا. فلسطين ليست مجرد قضية محلّية؛ بل هي رمز للنضال ضدّ الاستعمار والظلم الذي يطال شعوبًا عديدة. وجودنا في المؤتمر اليوم يعكس رفضنا للصمت إزاء هذا الظلم ويعبّر عن التزامنا بمناصرة العدالة والكرامة وحقوق الإنسان. فلسطين هي جوهر هذا المؤتمر لأنها تمثل رمزًا عالميًا للنضال والصمود.

حدثنا عن أهمّ المشاركين والموضوعات التي تناولونها؟

شارك في المؤتمر نخبة من العاملين على الأرض في كندا من أجل الفلسطينيّين، منهم الطلّاب والأطبّاء، الفنّانين والأدباء والأكاديميّين، والناشطين السياسيّين، والمتقاعدين، المواطنين والمواطنات من مختلف مشارب الحياة. المؤتمر ابتعد عن الأكاديميّة ليكون مجالا للتباحث والتفكير وتقديم الاقتراحات العمليّة. هكذا، قام المشاركون في كلّ حلقة نقاش بالحوار مع المشاركين في المؤتمر بطريقة تفاعليّة بحيث أدلي المشاركين برأيهم وأدلي الحاضرون بدلوهم. كان هناك ثلاث محاضرات فقط خلال المؤتمر.

تشمل موضوعات المؤتمر الوضع الأكاديمي في غزة وخطّة الطوارئ، فلسطين وكندا من زاوية الانتخابات واستراتيجيات المشاركة الشعبية، فلسطين في الشعر والأدب، ودور المرأة في المقاومة وتحديداً النساء الفلسطينيات واللبنانيات. وتناول المؤتمر أيضًا التحديّات الحالية لحركة المقاطعة (BDS)، وبناء التضامن الفلسطيني من خلال دروس مستخلصة من النضالات التاريخية، وكيفية تصوير فلسطين والفلسطينيّين في الإعلام الكندي. وشملت الجلسات كذلك الدور السياسيّ والقانونيّ للمحكمة الجنائية الدولية في القضية الفلسطينيّة، وتحدّيات الرعايّة الصحيّة في غزة ودور العاملين الصحيّين في المقاومة، ودور الشتات الفلسطيني وتأثيره على النضال الوطني، إضافة إلى الانتفاضة الطلابيّة والشبابيّة في دعم القضية الفلسطينيّة، وتحدّيات تجريم المعارضة التي تواجهها الأصوات المؤيدة لفلسطين في كندا. من خلال هذه المواضيع، سعى المؤتمر إلى تقديم فهم شامل للتحديات والآمال التي تواجه القضية الفلسطينية في هذا البلد.

ماذا تأملون، وما هي نتائج المؤتمر؟

نأمل أن يكون هذا المؤتمر منصّة قوية للتنسيق بين الأصوات الداعمة للنضال الفلسطينيّ، وأن يساهم في تعزيز الوعي بحقيقة الصراع والتحديات التي يواجهها الفلسطينيّون. نأمل أيضًا أن يلهم المؤتمر الحضورَ للعمل الفعليّ من خلال خلق حراك قوي لدعم حقوق الفلسطينيين في جزيرة السلحفاة- كندا، وأن يخرج بنتائج ملموسة تعّزز التضامن وتوسّع شبكة الدعم لهذه القضية في كندا.

آليات العمل

كيف ستكون آليات العمل؟ بمعنى هل سيتوقف الأمر عند عقد المؤتمر والإعلان عن نتائجه؟

لقد أسّسنا جمعيّة لتنسيق العمل من أجل فلسطين في كندا، ولذلك ستعمل الجمعيّة على تلخيص توصيات المؤتمر وتحويلها إلى برنامج عمل، ثمّ توسيع التحالفات مع مختلف الجهات الداعمة، وإطلاق حملات توعية وفعاليات تضامن في كندا، بالإضافة إلى السعي لإشراك جميع المهتمين حول العالم لمواجهة الانتهاكات في حقّ الفلسطينيّين. سنعمل على تحويل توصيّات المؤتمر إلى مبادرات فعلية تستقطب الدعم الشعبيّ وتضغط على الحكومة.

تشير أدبيات المجلس أنكم طامحون لعكس توجه التيار الرسمي الكندي حول فلسطين، ما هي خططكم للمواجهة، وهل ستقنعون الأحزاب بأدبياتكم؟ بمعنى هل ثمة توجه للتواصل ولقاءات على مستوى البرلمان أو الحكومة الفيدرالية وعلى صعيد المقاطعات؟

بينما سنتفاعل مع الدوائر السياسية في كندا بشكل طبيعيّ كمواطنين كاملي الحقوق ومتساويين بغيرنا أمام القانون، فإننا تركيزنا لا يمكن بإظهار الحقائق وعدالة القضية الفلسطينية للسياسيّين، فهم على علم بحقيقة الأوضاع. نحن نهدف إلى خلق تيّار شعبي ضاغط يفرض عليهم للالتزام بالقيم الأخلاقية وميثاق حقوق الإنسان والميثاق الكندي للحقوق. نحن عمل على التعاون بين الحركات والمنظّمات الشعبيّة في كندا لنمارس الضغط على السياسيين قبل وأثناء وبعد الانتخابات، ليتحملوا مسؤولياتهم الإنسانيّة ومسؤوليّاتهم القانونيّة. لا يُعقل أن نترك العالم لتتحكّم به بضع شركات وأصحاب رؤوس الأموال، لجني المنافع على حساب زهق أرواح البشر. صحيح أنّ هذا الموقف الأخلاقيّ يبدو غريبا عن عالم السياسة وبالضبط هذه الغرابة هي المشكلة، هذه الغرابة هي الغريبة، الأكثريّة بين البشر تجني نتائج سياسات الأقلّية المدمّرة، الأكثريّة بين البشر حقّها أن تحيا في عدالة وسلام لا أن تكون حطبا في آلة رأسماليّة عنصريّة لجني الأرباح. عالم عدالة وسلام هو عالم ممكن، ما يجعله غير ممكنا ليس «الطبيعة» البشريّة بل سياسات المستفيدين من مراكمة الأرباح بواسطة التدمير، والاستكانة والاستسلام أمامها. نحن نريد أن نغيّر ذلك في كندا.

حق الدفاع عن فلسطين ضمن الأطر القانونية وحرية التعبير

ألا تقلقون من تهم ستوجه إليكم كما وُجِّهت مؤخراً لشبكة صامدون ووصفتها بالإرهاب، خاصة أن مجموعتكم تتناول القضية الفلسطينية؟ وكيف ستتعاملون مع مثل هذه الاتهامات؟

نعم، نحن مدركون تمامًا للمخاطر المحتملة خصوصًا مع ما نشهده من اتهامات عشوائيّة لا أساس لها موجّهة إلى شبكات ومنظمات تدعم القضية الفلسطينية في كندا. نحن نؤمن أنّ لا شيء في السياسات خارج النقد والمُساءلة، من الغباء الكامل رفض نقد سياسات وبُنى أيّة دولة، الحضارة التي بُنِيَت في أوروبا منذ عصر الأنوار قامت فلسفتها على النقد والمساءلة. ندرك المخاطر، ولكن ندرك حقوقنا أيضا. نحن نؤمن بحقّ أيّ إنسان في الدفاع عن قيم العدالة والسلام وحقوق الناس، جميع الناس وليس بعضهم فقط. نؤمن بحقّنا بالدفاع عن القضية الفلسطينية ضمن الأطر القانونية وحقوق التعبير عن الرأي السائدة في كندا. نحن مستعدّون لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة لحماية منظمتنا وأعضائنا من أيّة اتّهامات، ولن نخضع لمحاولات التخويف والترهيب؛ ولكنّنا في الوقت نفسه لن نردّ على كلّ تفاهة تصدر من هنا أو هناك. لكنّ أودّ أن أذكر بالأخصّ محاولات الحكومات الديموقراطيّة كمّ أفواه مواطنيها في موضوع أو آخرـ هذا محض ترهيب. المتنوّرون في كندا مدركون أنّ هذا التصرّف الحكوميّ لا علاقة له فقط بفلسطين وإنّما بحقّ كلّ إنسان في كندا بالنضال بحرّية وبشكل سلميّ من أجل العدالة. واقعيّا، تشكّل محاولات الترهيب الحكوميّ هذه تحالفا موضوعيّا مع الذين يرتكبون الإبادة بحقّ الفلسطينيّين. لا بدّ من الصراع في هذه الحياة، كما يقول الشاعر الفرنسيّ فيكتور هوغو «الأحياء هم الذين يناضلون»، وكما يقول الشاعر التونسي أبو القاسم الشابّي «من يتهيب صعود الجبال يعش أبَــدَ الدهر بين الحُفَرْ».

ثمة العشرات من المؤسسات التي تعنى بفلسطين في كندا، ما هو المختلف في منظمتكم؟

نحن لسنا منظمة من الأعلى إلى الأسفل، بل مجلس تنسيقي يعمل على دعم القضية الفلسطينية، من الساحل إلى الساحل. نحقّق توازنًا بين الاستقلالية والتعاون، ونعمل على تنسيق الجهود لتحقيق أقصى تأثير ممكن. ولذلك ندعو جميع العاملين في كندا من أجل حقوق الفلسطينيّين، أفرادا ومنظّمات، ليس إلى الانضمام «إلينا»، بل إلى التعاون معا ضمن المجلس التنسيقيّ لنعمل معًا دون أن يخسر أحد، أو منظّمة، شخصيّته وأهدافه وطريقة عمله.

كلمة أخيرة تحب أن تضيفها؟

نودّ أن نؤكد أن هذا المؤتمر ليس سوى خطوة على طريق طويل نحو العدالة. ندعو الجميع للالتزام بالقيم الإنسانية والعمل على دعم القضية الفلسطينية دون خوف أو تردد. معًا، نستطيع أن نحقّق تغييرًا حقيقيًّا وننهي هذا الظلم التاريخي المستمر.

خريستو المرّ في سطور:

حائز على شهادة دكتوراه في هندسة المعلوماتيّة الصحّيّة

وعلى إجازة في اللاهوت من معهد القدّيس سرجيوس الأرثوذكسيّ في باريس

بروفيسور ومدير مركز الأبحاث النسويّة في جامعة يورك، كندا

شاعر ولاهوتيّ

صدر له ثلاثة دواوين شعريّة: «كلمات للضياع… حبيبة للمنفى»؛ «قبل الشمس بوردة» و«لامستُكَ أيّها النبع»

في اللاهوت، نشر عشر كتب تتمحور حول عيش الإيمان في الحياة اليوميّة، الحرّيّة الإنسانيّة والعدالة الاجتماعيّة، آخرها «الفلسطينيُّون والتحرُّر: موقف مسيحيّ» عن دار الآداب

ساهم في مجلّة «النور» الأرثوذكسيّة وفي مجلّة «الآداب» وعدد من الصحف اللبنانيّة عبر مقالات في الثقافة ولاهوت التحرير والمقاومة، والحرّية الفكريّة، والنضال العنفيّ والنضال اللاعنفيّ، والإيمان والتزام شؤون الإنسان والشأن العام، والقضيّة الفلسطينيّة.

Post Views25 Total Count

تصفح المواضيع

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Ethical Dimensions in the Digital Age

The Internet is becoming the town square for the global village of tomorrow.

الأكثر قراءة

هاشتاغ

عن زيتون نيوز

زيتون نيوز موقع اعلامي صادر عن مركز رام للدراسات العربية. مختص بالشؤون العربية في كندا، بالاضافة الى الاهتمام بأهم القضايا في الوطن العربي. وهو موقع مهني تشرف عليه الصحفية تغريد سعادة التي تعمل في الصحافة لما يزيد عن عقدين من الزمان.
يقع المكتب الرئيسي في مدينة ادمنتون / ألبرتا. ويعمل على تقديم تغطية شاملة، لكافة الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للعرب في كندا. 

آخر الأخبار

أقسام

 Zaytoun News © 2024

error: Content is protected !!