روما – زيتون نيوز
تم فصل الصحفي الإيطالي جابرييلي نونزياتي، المراسل في بروكسل لوكالة نوفا الإخبارية، في 27 أكتوبر بعد أن طرح سؤالاً على المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية باولا بينهو حول مسؤولية إسرائيل في إعادة إعمار غزة. وقد أدان الاتحاد الدولي للصحفيين (IFJ) والاتحاد الأوروبي للصحفيين (EFJ) فصل الصحفي، وانتقدا وكالة نوفا لقيامها بفرض الرقابة على نونزياتي ومنعه من ممارسة عمله بحرية.
في مؤتمر صحفي للمفوضية الأوروبية في بروكسل بتاريخ 13 أكتوبر، سأل نونزياتي المتحدثة، “لقد ذكرتم مرارا أن روسيا يجب أن تدفع مقابل إعادة إعمار أوكرانيا. هل تعتقدون أن إسرائيل يجب أن تدفع أيضا مقابل إعادة إعمار غزة، نظرا لأنها دمرت معظم القطاع وبنيته التحتية المدنية؟”
تجنبّت باولا بينهو الإجابة عن السؤال، الذي جاء في يوم مهم في سياق النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، وهو اليوم نفسه الذي شهد تبادلا للأسرى، أطلقت فيه حركة حماس سراح 20 مختطفا محتجزا في غزة، فيما أفرجت إسرائيل عن حوالي 2000 معتقل فلسطيني، بموجب اتفاقية توسطت فيها الحكومة الأميركية لوقف إطلاق النار في غزة.
بعد طرحه للسؤال، أفاد نونزياتي لموقع Fanpage.it الإيطالي أنه تلقى عدة اتصالات هاتفية من وكالة نوفا بين 15 و23 أكتوبر، لمناقشة السؤال الذي طرحه على المتحدثة باسم المفوضية، والذي اعتبر من قبل الوكالة غير مناسب بسبب محتواه.
ووفقا لمقال نشره الموقع الإيطالي il Post، تلقى الصحفي بتاريخ 27 أكتوبر خطابا ينهي علاقة العمل مع الوكالة، دون تحديد أسباب القرار.
وقالت وكالة نوفا لموقع Fanpage.it إن سؤال نونزياتي كان “خارج السياق تماما وخاطئا” وقد سبب “إحراجًا للوكالة”. وأوضحت الوكالة، بحسب نشر Fanpage.it، أن الرد كان “غير صحيح تقنيا” وأن المشكلة تكمن في أن “روسيا […] غزت أوكرانيا، دولة ذات سيادة، دون استفزاز” بينما “تعرضت إسرائيل لهجوم مسلح”.
وعلى حسابه في إنستغرام، قال نونزياتي، “يمكن اعتبار سؤالي متحيزا فقط إذا كان هناك من يريد إنكار الواقع. من الحقائق أن إسرائيل قد دمرت غزة تقريبا بالكامل […]. ومن الحقائق أيضا أن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرات توقيف لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق بنيامين نتنياهو وبعض وزرائه […]. ومن المتحيز إنكار هذه الحقائق.”
وأعربت الفيدرالية الوطنية للصحافة الإيطالية (FNSI)، التابعة للاتحاد الدولي للصحفيين، عن دعمها لنونزياتي، قائلة، “لا يمكن قبول أن يؤدي سؤال، مهما كان مزعجا، إلى فقدانه وظيفته”، مؤكدة استعدادها لدعمه في أي إجراء يتخذه لحماية نفسه.
كما أعرب المجلس الوطني لنقابة الصحفيين الإيطالية عن صدمته من الحادث، داعيا إلى إعادة نونزياتي فورا إلى عمله، ومذكرا بأن “دور الصحفي، بغض النظر عن الحماية التعاقدية، هو طرح أسئلة قد تكون مزعجة أو غير مرحب بها”.
وأعرب الاتحاد الدولي والاتحاد الأوروبي للصحفيين عن قلقهما بشأن حالة حرية الصحافة في إيطاليا، والتي تتدهور باستمرار، مؤكدين، “انتقاد صحفي لطرحه أسئلة مزعجة تعتمد على معلومات موثقة وموثوقة أمر صادم للغاية، ويشكل تجاهلا صارخا لمبادئ حرية الصحافة الأساسية. نحن ندين بشدة قرار وكالة نوفا بإنهاء علاقة العمل مع نونزياتي لمجرد قيامه بواجبه. في وقت تكافح فيه الصحافة للحفاظ على استقلالها، يجب على غرف الأخبار دعم صحفييها، لا خذلانهم لمجرد أداء واجبهم تجاه الجمهور.”
