سجل في القائمة البريدية

Edit Template

الفن مشروع حياة ينبض بفلسطين: عبد الهادي شلا يتحدث لـ “زيتون نيوز” عن مسيرته وتجربته

تغريد سعادة

منذ أن التقط أول قلم ورسم ملامح من عالمه الطفولي، لم يتوقف الفنان التشكيلي الفلسطيني عبد الهادي شلا عن الغوص في أعماق اللون والخط والتكوين. فنان يكتب بالريشة ما تعجز الكلمات عن التعبير عنه. ” زيتون نيوز” تفتح معه صفحات من الذاكرة، من غزة إلى القاهرة، و الكويت، ثم كندا، حيث ظل الفن لديه مشروعا حيا يشتبك مع الهم الفلسطيني والوجع الإنساني في آن واحد. بين مراحل فنية متعددة، وتيارات فكرية متداخلة، وتحديات الغربة والمنفى، نتعرف على رؤيته، رموزه، طقوسه، وعلى مشروعه الفني الذي لا يزال في حالة تشكل دائم.

في هذا الحوار الخاص، يحدثنا شلا عن بداياته، عن شغفه المبكر، عن المرأة والمفتاح والبحر، عن أثر النكبة والمنفى، عن صراعه مع التكرار، وعن الحلم الذي لا يزول، أن يرسم جدارية للسلام فوق كل جدار فارغ، وأن تعرض أعماله في غزة.

كيف بدأت علاقتك بالرسم؟

البداية كانت فطرية ومنذ الصغر قبل دخولي أي مرحلة تعليمية ربما كان عمري أربع سنوات حين كنت أرى أخي الأكبر يرسم ما يتم تكليفه به من قبل المدرسين, وكذلك من توفر الصحف والمجلات التي كان والدي رحمه الله حريصا على قرأتها يوميا, وكانت تأتي من مصر إلى غزة فكانت متعتي تصفح الصور والرسومات التي كان يقوم بها فنانين كبار. حين التحقت بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة تعرفت على عدد منهم .

في المرحلة الابتدائية لفت نظر مدرس الرسم الأستاذ “منير ساق الله”رحمه الله ماكنت أرسمه، فكان مشجعا أخرا بعد والدي حيث منحني أستاذي فرصة الانتساب إلى فرقة الرسم في المدرسة”مدرسة هاشم بن عبد مناف”، وكنت أصغر تلميذا سنا وكلفني برسم لوحة كبيرة أفزعتني وقتها فاخترت لها موضوعا هو المناضلة الجزائرية “جميلة بوحيرد” التي كانت أخبار اعتقالها وتعذيبها من قبل الفرنسيين تملأ الصحف والمجلات، وقد لونتها وعلقها أستاذي على حائط المرسم وكان يستشهد بها أمام تلاميذ فصلي مما كان يشجعني إلى المزيد.

النقلة الجادة كانت في المرحلة الثانوية حيث كان المعلمون من الفنانين المصريين، وبدأت في رسم لوحة زيتية لأول مرة حملت عنوان”من اليمن إلى فلسطين”، علقت على مدخل مدرسة فلسطين الثانوية وأتبعتها بلوحتين أخريين “إلى أرض السلام”و”جنود النصر” والتي تم نسفها من قبل قوات الاحتلال عام 1967 وكانت معلقة فوق باب مسرح مدرسة فلسطين الثانوية بغزة.

من الفنانون أو المدارس التشكيلية الذين تأثرت بهم؟

لم أتأثر فنيا بأي فنان، ولكنني كنت معجبا بأسلوب الفنان”فنسنت فانجوخ” وجرأته ولمساته واهتمامه بالضوء وموضوعاته الإنسانية فقد كنت أشعر بأنه قريب مني وأشترك في بعض معاناته.

وكذلك كنت معجبا بالفنان”بابلو بيكاسو” في طريقة استحداثه وابتكاره لأساليب فنية ومواد لم يسبقه إلى الاهتمام بها إلا قليل ولكنني لم أعجب بأسلوب حياته.

ومن العرب كنت ومازلت معجبا بالفنان”صلاح جاهين” كونه فنانا شاملا وقد حققت بعضا من هذا الإعجاب لأنه كان من طموحاتي، ولم أدخر جهدا حين اتجهت إلى الكتابة والشعر والقصة وشاركت في لقطات بعض أفلام و أصدرت جريدة وساهمت في تأسيس عدد من الصحف في كندا وفي غيرها عربيا.

كيف أثرت نشأتك في غزة في تشكيل رؤيتك الفنية؟

غزة، هي المصدر لكل ما نشأت عليه واختزنته في ذاكرتي طوال مشواري في الغربة لسنوات طويلة، فقد عرفت شوارعها وتضاريسها قبل أن تكون غزة اليوم وقبل الدمار الذي نزل بها. وكذلك عرفت رجالها وجالست شيوخها وكنت صبيا فتعلمت منهم وسمعت قصصا وحكايات انعكست في بعض لوحاتي حين احترفت الفن، ومازال في جعبتي الكثير الذي أتمنى أن أوثقه رسما أو كتابة وأنا متعايش مع كل لحظة تمر بها مدينتي التي أحبها، وقد جسدت مأساتها الحالية في عدة لوحات ومنها جداريتان إحداها استقرت في متحف “هندية-عمَان” والأخرى لم تعرض بعد..الحديث عن تأثير غزة في شخصيتي وفي أعمالي لا تتسع له المساحة فهي تاريخي ومسيرة حياتي.

أهم المحطات في تجربتك؟

بداية مع تأسيس أول مرسم خاص بي بعد تخرجي من كلية الفنون الجميلة بالقاهرة، وقد كانت عائلتي تقيم في الكويت وفي مدينة الأحمدي بالذات، وقد تفاجأت بأن والدي رحمه الله قد جهز لي مرسما ملحقا بالبيت كنت أستقبل فيه الفنانين والكتاب والموسيقيين والمسرحيين العرب والمقيمين في بداية تبلور الحركة التشكيلية الكويتية ومع عودة الرعيل الأول من بعثاتهم الدراسية. فقد كنت مشاركا في كل المعارض وحققت مكانة مازالت محفوظة في ذاكرة الفنانين و على تواصل معهم.

من هذا المرسم انطلقت عربيا وعالميا بمشاركات ضمن الاتحاد العام للتشكيليين الفلسطينيين الذي كنت أمثل فيه نائبا لرئيس فرع الكويت، وتعرفت على كبار الفنانين العرب وحققت جوائز وشهادات تقديرية.

تجرتي الفنية تقوم على مبدأ”المشروع الفني” فلا شيء يأتي بالصدفة وكل مشروع له خصائصه ومقوماته التي أخضعها لتتوافق مع القيم الفنية الرفيعة وقد مررت بأربع مراحل: التعبيرية، البيضاء الأولى، البيضاء الثانية، التجريدية.

وكل مرحلة لها رموزها وخصائصها التي تنبثق من عنوان كبير قررته لمنهجي الفني وهو “موضوعاتي إنسانية من خلال خصوصيتي الفلسطينية”. وهي تأتي نابعة من موقفي الإنساني من كل القضايا الإنسانية المشابهة، الأمر الذي أضفى على أعمالي تفردا في الحركة التشكيلية الفلسطينية والعربية والتقى مع رؤية المبدعين العالميين.

خلالها كنت أعرج على بعض التجارب الجانبية مثل المرحلة الخطية التي اعتمدت فيها الخط العربي ومرحلة نساء بلا وجوه وكذلك الرقص على الجليد بجانب رسم الكاريكاتير والكتابة للصحف والمجلات العربية.

أهم الصعوبات التي واجهتك؟

لاشك أن الصعوبات تلازم كل مبدع وأهمها أن يحقق حضورا واختراقا لتحقيق مكانة، وهذه واجهتها في قصة طويلة ممكن الرجوع إليها في كتابي”تحت التجهيز” بعنوان” على درب الجمال” يحكي سيرتي ومسيرتي وكانت القصة في التحدي لدخول كلية الفنون الجميلة بعد أن أغلق باب التنسيق للجامعات وفي النهاية حققت هدفي.

أما التحدي الحقيقي فقد كان هجرتي إلى كندا حيث لا أحد يعرفني في الوسط الفني، وكذلك ليس لدي أي خبرة بطبيعة هذا الوسط، ولكن بصبر وجلادة حققت اختراق تكلل بعرض لوحة صغيرة”7×10بوصة” ضمن مسابقة على مستوى مدينة لندن/أونتاريو في أكبر قاعة فنية، وتم التصديق على أن تكون لوحتي مطبوعة على بطاقة الدعوة لهذا المعرض، وفي نفس الوقت تم بيعها، حدث هذا بعد أن رفض صاحب القاعة إجراء أي حوار معي، ولكنني صممت على طرح أعمالي أمامه مما اضطره للجلوس معي حوالي ساعة مبهورا بما يشاهد.

تبع ذلك مشاركات كثيرة وقد اقمت في كندا حتى الآن خمس معارض شخصية من مجموع معارضي التسعة والعشرين في البلاد العربية .

تمتاز لوحاتك بالرمزية والتعبير القوي،فهل تعتمد الاشتغال على هذا الأسلوب، أم هو نابع من تلقائية الشعور؟

التعبيرية هي أولى مراحلي الفنية وكانت في بداية السبعينيات من القرن الماضي وتعتمد على العنصر الإنساني مع قسمات على وجهه ورموز أخرى مساعدة على تحقيق الفكرة في كل لوحة ضمن المشروع العام في التعبيرية وكانت القضية الفلسطينية حاضرة في كل التفاصيل .

لا شيء عندي يعتمد التلقائية بل هو ضمن مخطط المشروع الفني. وليس للصدفة مكان يأسرني وإن حدث خلال العمل أن أجد ما يساعدني فلا أتخلى عنه بل أجعله ركيزة وإضافة، وهذا ما يميز الفنان بذكائه وخبرته على اقتناص الفرصة التي تتولد خلال العمل.

نعرف أعمالك بحضور الرموز الفلسطينية كالمرأة، المفتاح، البحر…كيف تختار رموزك؟

كما أشرت سابقا كلها عناصر تتآلف لتحقيق الغرض الفني والأدبي وتنصهر في بوتقة واحدة لتعطي كل عمل تفرده ضمن مجموعة أعمالي في المشروع الفني الذي كما أشرت ينضوي تحت عنوان كبير، وليست كل هذه العناصر ببعيدة عن تكويني، فأنا إبن هذا الشعب والأرض التي تعبق بالتاريخ والحضارة، فيتم توظيف كل عنصر في مكانه الصحيح ولكن دون “ابتذال”  وتكرار إلا بصورة جديدة تأخذ بيد المتلقي إلى زاوية التذوق للفن الرفيع بعيدا عن “الصنعة” التي تخرج بالموروث عن قيمته وتقلل منها من خلال تكرارها الغير منضبط.

ما أهمية اللون في أعمالك؟ وهل تختار ألوانك بناء على الحالة النفسية أم الرمز؟

كل عمل فني رفيع لا يخلو من ثلاثة عناصر ثابتة مهما كان الأسلوب الفني وهي: اللون، الخط، التكوين. وهي عناصر ضرورية في بناء اللوحة لذلك أهتم بها جميعا. ولكنني من خلال مراحلي قدمت بحثا خاصا باللون الأبيض وعلى مرحلتين في مسيرتي، وكل مرحلة كان لها رموزها التي وافقت المرحلة الزمنية التي مرت بها القضية الفلسطينية وتم توثيقها في الكثير من لوحاتي المرحلة البيضاء الأولى 1978-1983 والمرحلة البيضاء الثانية 1983-1987 .

وهنا نصل إلى أن اختيار اللون محسوم بالمرحلة، وبالطبع لا تخلو المرحلة البيضاء من بعض الألوان التي تساعد على نضوج الفكرة وتيسير الوصول بها إلى المتلقي.

الحالة النفسية تنعكس علي وقت العمل، فالأحداث الكثيرة التي عشناها كان دائما لها حضور مميز بين المراحل، فأنا أخرج كثيرا عن قيد المرحلة لتوثيق حدث هام، وأعطي مثالا على عدة لوحات ورسومات تخطيطية قمت بها أثناء حدوث مذبحة”صبرا وشاتيلا 1982″ تكللت بعدة لوحات وجدارية كبير.

كما أنني كنت أول من استشرف “انتفاضة الحجارة 1987” وقد رسمت أول لوحة تحمل هذا الإسم في العام 1983 أي قبلها بسنوات واللوحة من مقتنيات سيدة فلسطينية تقيم بالكويت.

بعد قيام الانتفاضة الأولى رسمت عدة لوحات مازال بعضها موجود لدي.

بالنسبة للرمز فهو مرافق لأعمالي في كل مراحلي الفنية حتى وصلت به أن أصبح هو سيد اللوحة في المرحلة الأخيرة”التجريدية” 1987- حتى الآن.

هل تعتبر نفسا فنانا ملتزما بالقضية أم فنانا حرا يمر عبرها؟

بمجرد أن نقول الفنان الفلسطيني، وقبل أن نرى أعماله، يكون فنانا ملتزما. فاللقب الذي يحمله و الصفة التي هو عليها في حد ذاتها التزامه، أما عطاؤه فهو متنوع. وأنا لا أقيد نفسي بشعارات تُملى علي بل أستنبط الفكرة التي تساعدني على أن أحقق قيما فنية عالية لفكرتي الأساسية وهي أعمال إنسانية من خلال الخصوصية الفلسطينية.

كيف ترى دور الفن التشكيلي في حفظ الذاكرة الفلسطينية؟

أن نبعث الحياة في موروثنا وقيمنا الاجتماعية وصور الحياة التي كانت قائمة قبل النكبة وبعدها، فهذا يبقى على وهجها ليراه الأبناء والأحفاد. ونذكر به من عاش تلك الأيام ونبعث في روحه الطمأنينة والأمل بالعودة إلى الأرض وعودة الحياة بصورتها الجديدة التي اكتسبها الفلسطيني في الشتات، ويراه العالم الذي غشيت عيونه الدعايات المخالفة بأننا شعب بلا أرض ولا جذور.

كما أشرت فإن التراث بمفرداته حاضر دائما في معظم أعمالي فإن لم يكن مباشرا فهو مطروح في وحدة زخرفية أو لون ما أو حركة أو نظرة، وكلها عوامل مساعدة على تحقيق الفكرة والقيمة الفنية أيضا.

كيف أثرت تجربة المنفى على ذاكرتك البصرية وعلى مواضيع لوحاتك؟

قد تكون كلمة “منفى” قوية وصعبة لأنني عشت معظم حياتي في البلاد العربية، ولم أكن في منفى. ولكنني كنت في غربة مؤقتة أتاحت لي إعادة النظر فيما يجري من حولي وتطور الحياة بكل صورها. فقد عشت فترة الاستقلال للبلاد العربية والثورات والنهضة التي تجلت صورتها في ستينيات القرن الماضي وقطفت من ثمارها ما ساعد على تكوين شخصيتي الفنية والأدبية وعمق انتمائي لذلك لم أكن منفيا ولكن الظرف كان قاسيا تولدت منه أعمال حادة الانعكاس وقوية التعبير.

أقمت معارض في البلاد العربية و الغربية،كيف تفاعل جمهور كل منها مع أعمالك؟وهل اختلفت قرأتهم للرموز؟

أقمت معظم معارض في البلاد العربية، ودائما كان هناك عطش لفهم القيم الفنية بشكل أكبر في وجود ثقافة تشكيلية ضعيفة. ولكنني كنت أعتمد التيسير في طرح الأفكار وبساطة اللون ومساحة اللوحة مما كان يثير شغف المتلقي بالأسئلة التي كنت حاضرا في الإجابة عليها، لأنني كما قلت سابقا أعمل من خلال مشروع فني وهذا يسهل علي الإجابة والتقارب مع المتلقي السائل.

بالنسبة للغرب فرؤية المتلقي تتفق وثقافته، وهي أيضا ليس كبيرة كما يتصورها البعض، ولكن طرح الأفكار يلقى صدى أكبر حين تكون الأعمال إنسانية ذات قيمة فنية عالية وهو ما كنت أعمل عليها منذ بداية مسيرتي.

هل تهتم بتؤيلات المتلقي أم تترك العمل مفتوحا للقرأة؟

تأويلات المتلقي محل احترام لأنه لا يملك غيرها ومن واجبي أن أوجهه إلى الجانب الأكثر قيمة في اللوحة لكنني لا أسخر من رؤيته أو أقلل منها لأن كل متلقي له قدرات وتصور وتجربة حياتية يرى من منظورها كل ما تقع عليه عينه.

هل أتيح لك عرض أعمالك في مدينتك غزة؟

لا،فهذه أمنيتي التي أطمح إليها يوما ما، لكنني شاركت بأعمال تم طباعتها بالحجم الأصلي في عدة معارض لمناسبات وطنية وتم تقديرها بشهادات تقديرية، وكذلك بمداخلة فنية عبر الزوم مع إحدى الجامعات هنا، ولاقت التقدير الذي أعتز به، و أعتز بكل الفنانين فيها الذين بيننا تواصل وأتابعهم بالتقدير والاحترام. ومشاركاتي كانت قبل مغادرتي غزة 1965 في معارض مدرسية .

كيف تتعامل مع سؤال التكرار في تجربتك؟ وهل تبحث عن التجديد أم الثبات في الأسلوب؟

أعتقد أنني أجبت عن هذه الأسئلة في بداية حديثي هنا، ولكن أعمالي لا تكرار فيها لرمز ،إلا أن يكون أكثر ملائمة لوضعه في اللوحة لذلك فالرمز دائما يأخذ صيغة جديدة وهي من أهم ما يقوم به الفنان المبدع.

الثبات على حالة ما ليس من طبيعتي فدائما أبحث عن الجديد دون اعتبار لأي نقد لا يضيف وعيا للمتلقي أو للعمل الفني وإلا فإنني سأكرر نفسي وهذا أمر مميت للمبدع.

هل لديك طقوس خاصة حين تبدأ العمل على لوحة جديدة؟

كل فنان له طقوسه بالطبع، فالعملية الإبداعية لا تبدأ بمجرد الجلوس أمام اللوحة البيضاء ثم يبدأ التفكير ورسم الحلول، بل تبدأ قبلها بزمن قد يأخذ أياما أو أشهر. ولكن الفكرة تلح مثل ومضات متباعدة وتتقارب حتى تتوهج لتسطع وتضعني أمام اللوحة منطلقا مثل السهم فأضع كل ما يجول بخاطري موظفا كل لمسة أو خط لغرض أحاول ضبطه ضمن مشروعي الفني حتى تنتهي الجولة الأولى. وأبدأ بتأمل كل الاسقاطات لأعيد حساباتي في ضبط ما انفلت وتقويم ما خرج عن المخطط له وقد يستمر هذا أياما أو أشهر. ولكنني لا أوقع عملا دون التأكد منه وصل إلى نهايته استعدادا للعمل القادم..!

كيف ترى العلاقة بين الفن والسياسة؟ وهل يمكن أن يكون الفن محايدا؟

ببساطة فإن الفن حدث يومي، وكذلك السياسة والعلاقة بينهما طردية وكل فنان له موقف منها ورؤية تظهر في أعماله وقد سجلت مواقفي في كثير من الرسومات الكاريكاتورية وبعض لوحات لا أعتمد فيها المباشرة لأنني لست طرفا بل فنانا محايدا يرى الأفضل للإنسان في أي مكان على وجه الأرض، وليس هناك ما يمكن أن يقوم به الفنان أكثر من ذلك..!!

هل تمر بلحظات فقدان إلهام؟ وكيف تستعيدها؟

كثير أمر بهذه الحالة فهي مرافقة لي منذ سنوات، ولكنني دائما أحاول الخروج منها برسم تخطيطات بلا هدف فأخرج بتصورات وأفكار قد تكون أكبر من حجم هذا الفقد فأشعر بالنشوة وأستعيد توازي. يقول جان كوكتو”القلق وسادة الفنان”..!

من هو عبد الهادي شلا  خارج مشغله الفني؟

إنسان عادي متآلف مع من حوله بروح مرحة طيبة وناصح صادق محب لعائلته وأولاده وتربطني بالكثير من الفنانين والأدباء روابط صداقة متينه مبنية على الود والاحترام، ولا أحمل ضغينة. وإن غضبت فهي لحظات عابرة لأنني أؤمن بأن الحياة يجب أن تسير كما رسم لها وليس لي ولا لغيري القدرة على تغيير مسارها.

ما المشروع الفني الذي تحلم بإنجازه ولم يتحقق بعد؟

في كل لحظة أعيش مشروعا فنيا فأنا دائم البحث ولكنني أصدم حين أجد أنني قد رسمت نفس الحالة منذ سنوات وعدة مرات وفي كل مرة لها وصف مختلف لكنه يتفق معه في النتيجة وكلها لوحات تطابقت فيها صور المجازر والحروب، ولكنني أحلم برسم جدارية على كل حائط فارغ في أي مكان تقع عليه عيني وأن يكون السلام والرخاء والحب هو عنوانها تملؤها الورود والأزهار والفتيات يرقصن ويغنين وسط حقول الزيتون ورائحة الزعتر تفوح بالمكان تطير فيها حمامات بيضاء تسر الناظرين و نوارس تحوم فوق بحر غزة بشاطئه الذي تتفتح بقربه الزنابق البيضاء..هي حلم ..هي حلم !!

هل من معرض جديد تعمل عليه؟

دائما أنا جاهز فالرسم عندي طقس يومي لا أتأخر عنه لذلك عندي عدد من اللوحات لم تعرض حتى الآن، ويمكنني إقامة أكثر من معرض في نفس الوقت، ولكن هذا أمر مرهق ومكلف يحتاج من يتبنىاه.

اعمال الفنان شلا

الفنان شلا في صور ومحطات مختلفة مع فنانين عرب ومسؤولين واصدقاء الفن

الفنان شلا في سطور:

حاصل على جائزة فلسطين للفنون والإبداع – 2023

فنان ذو تجربة واسعة تمتد لأكثر من خمسة عقود، جمع خلالها بين التشكيل والكاريكاتير والكتابة الأدبية. تنوعت تجربته بين الرسم والنقد الفني والشعر والقصة والعمل الصحفي، وله اثر كبير في المشهدين العربي والدولي.

الدراسة:
بكالوريوس فنون جميلة – قسم التصوير، القاهرة – 1971

العضويات والمؤسسات:
عضو مؤسس للاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين – 1972
عضو الرابطة الدولية للفنون التشكيلية – باريس – 1974
عضو الاتحاد العام للفنانين التشكيليين العرب – 1974
عضو في جمعيات ومراكز فنية بكندا منذ 1995، منها Forest City Gallery

الجوائز:
جائزة فلسطين للفنون والإبداع – 2023
جائزة معرض الرسم السنوي – كندا – 1997
جائزة مشروع الهواء الطلق للفنون – لندن، كندا – 2001

المعارض الفردية:
أقام أكثر من 30 معرضا فرديا في كل من:
الكويت، العراق، ليبيا، قطر، كندا، الأردن، مصر، وغيرها.
من أبرزها:
قاعة الواسطي – بغداد 1980
قاعة بوشهري – الكويت 1985 و2015
فورست سيتي جاليري – كندا 1998
متحف هندية – عمان، الأردن – 2020

المعارض الجماعية والدولية:
شارك في العديد من الفعاليات الفنية الدولية، والمعارض جماعية في: إسبانيا، ألمانيا، تشيكوسلوفاكيا، المجر، ماليزيا، قبرص، المغرب، اليابان، وغيرها.

الكتابة والنشر:
نشر ثلاث مجموعات قصصية ودواوين شعرية بين 2014 و2024
صدر له ديوان “صدى الحنين” عن مركز نهر النيل للنشر – مصر 2025
كتب في النقد الفني والصحافة العربية

في مجال الكاريكاتير:
رسام في مجلة الكويت ومجلة علوم وتكنولوجيا – 1991–1995

مقتنيات:
اقتُنيت أعماله من جهات رسمية وخاصة، منها:
متحف الفن الحديث – بغداد
متحف الفنون الجميلة – الأردن
شركة مرسيدس – ألمانيا
وزارة الإعلام القطرية
المجلس الوطني للثقافة والفنون – الكويت
عمدة مدينة لندن – كندا
أعضاء في البرلمان الكندي
متحف الكاريكاتير – رومانيا
مجموعات خاصة في أكثر من 15 دولة حول العالم

Post Views25 Total Count

تصفح المواضيع

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Ethical Dimensions in the Digital Age

The Internet is becoming the town square for the global village of tomorrow.

الأكثر قراءة

هاشتاغ

عن زيتون نيوز

زيتون نيوز موقع اعلامي صادر عن مركز رام للدراسات العربية. مختص بالشؤون العربية في كندا، بالاضافة الى الاهتمام بأهم القضايا في الوطن العربي. وهو موقع مهني تشرف عليه الصحفية تغريد سعادة التي تعمل في الصحافة لما يزيد عن عقدين من الزمان.
يقع المكتب الرئيسي في مدينة ادمنتون / ألبرتا. ويعمل على تقديم تغطية شاملة، لكافة الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للعرب في كندا. 

آخر الأخبار

  • All Posts
  • About Us
  • English News
  • أخبار
  • تحقيقات
  • ثقافة
  • شؤون الجالية
  • شؤون عربية
  • لقاءات
  • مقالات
  • منوعات
    •   Back
    • About us

أقسام

 Zaytoun News © 2024

error: Content is protected !!