تغريد سعادة
اثناء الحرب على قطاع غزة، برز موقف الأردن ومصر بشكل واضح في رفض مخطط التهجير الذي حاولت إسرائيل والولايات المتحدة فرضه على الفلسطينيين. فقد أظهرت الدولتان إصرارا على دعم الفلسطينيين بالرغم من الضغوط الأمريكية المتكررة والعروض المغرية، مما يعكس التزاما راسخا بمبادئ القضية الفلسطينية واستعدادا لتحمل المخاطر الأمنية لحماية القضية.
قدمت مصر والأردن أمنهما الوطني كرهان في سبيل الوقوف ضد محاولات التهجير، وهو موقف عزز مباشرة الموقف الفلسطيني وأدى إلى إحباط المخطط الذي كان مدعوما أمريكيا. ورغم تناول التحليلات الإعلامية والدولية نجاح خطة وقف التهجير، إلا أن الدور الحاسم الذي لعبته هاتين الدولتان لم يبرز بشكل كاف.
الموقف العربي ايضا تجسد خلال القمة العربية الطارئة في القاهرة مارس الماضي، حيث أظهر وحدة حقيقية داعمة للفلسطينيين، مع مساهمة ملموسة في تشكيل الخطة العربية لوقف الحرب في غزة، ومبادرة السعودية بدعم حل الدولتين.
إلى جانب الدور العربي، ساهمت دول إسلامية، مثل تركيا وإندونيسيا، بدعم واضح لتعزيز الخطة العربية، التي كانت السلطة الفلسطينية في جوهرها. هذا التضافر الإسلامي لم يسبق أن شهدته الأحداث الفلسطينية بهذا الشكل الموحد، وشكل عامل ضغط إضافي على الإدارة الأمريكية، ما اضطرها لإعادة النظر في خطواتها ضد الفلسطينيين.
إن الحديث عن الحرب وخطة ترامب لوقفها دون الإشارة إلى هذا التعاون العربي والإسلامي يعطي صورة ناقصة عن الوقائع. وهنا ايضا يبرز موقف السلطة الفلسطينية التي اضطلعت بدور محوري في تنسيق الموقف العربي والإسلامي لإجهاض مخطط التهجير ولعب دور محوري في الخطة العربية والتي لاقت دعما من الدول الاسلامية.
إن إنجاز وقف التهجير يعكس قوة التضامن العربي وقدرته على حماية الحقوق الفلسطينية، ويؤكد أن المواقف الحاسمة والواضحة يمكن أن تصنع فرقا حقيقيا على المستوى الدولي، حتى أمام أقوى الضغوط السياسية والاقتصادية، ويشكل نموذجا استراتيجيا للتأثير الجماعي في حماية حقوق الشعب الفلسطيني.
