د. سعيد ذياب
حالة ذهنية لا تستند الى الواقع. ناتج عن معلومات خاطئة او الميل نحو الخيال، وهو بالطبع على الضد من الحقيقة التي تعتمد على ادلة ملموسة وواقع يمكن التحقق منة.
ينتشر الوهم في مجتمعاتنا افرادا او جماعات، يرى البعض ان من اسباب رواج الوهم هو غياب الوعي من ناحية والخوف من ناحية ثانية، وغياب التفكير النقدي وسيطرة العقل النقلي.
فالناس احيانا لا ترغب في سماع الحقيقة لانها ترى في اوهامها عنصر سكينة واطمئنان، لذا تنزعج من سماع الحقيقة لانها لا تريد أن ترى اوهامها تتكسر على صخرة الواقع، وتثلم سكينتها وتتجلى بوضوح قلقها وسعيها لتجاوز حالها.
يقول ديستوفسكي ان الحقيقة الصادقة دائما غير قابلة للتصديق، فان شئت ان تجعل الحقيقة قابلة للتصديق عليك ان تضيف اليها شيئا من الكذب.
فالناس تلتفت للمتصنع. الثرثار بائع الاوهام اكثر مما تلتفت لمن يسعى لتقديم الواقع كما هو والبحث عن الحقيقة.
ان سيطرة الوهم على عقول الناس من الخطورة بمكان بحيث بات سببا في رفضها البحث في التراث ومراجعتة بل تعتبرة شيء مقدس لا يجوز الاقتراب منة.
يزاد الوهم كلما ابتعدنا عن التفكير العلمي، وبالتالي نصبح اسرى السراب واسرى كل ما هو مخالف للواقع.
نجد الوهم في الكثير من مناحي الحياة خاصة مع تطور الاعلام وتعدد وسائلة بحيث بات نسبة كبيرة منه همها صناعة صور غير حقيقية سواء للافراد او المؤسسات
الوهم مقلق لانك تجد نفسك امام اعتقادات ليس من السهل فكفكتها وتفنيدها. يبقى الوعي هو السلاح الاقوى في موجهة الوهم. لان الجماهير كما يقول جوستاف لوبون، لم تكن عطشى للحقيقة، وانها امام الحقائق التي تزعجهم فانهم يحولون انظارهم باتجاة اخر.
لقد عانينا الكثير من الوهم ومن صناع الوهم، فلا بد من البحث عن الحقيقة وتقبلها مهما كانت صعبة، فهي الترياق لمحاربة الوهم.
