فخامة الرئيس محمود عباس،
حفظكم الله ورعاكم،
تحية طيبة وبعد،
أتمنى أن تصلكم رسالتي وأنتم تنعمون بموفور الصحة والعافية.
أكتب إليكم اليوم لأعبر عن خالص تقديري واحترامي لجهودكم الوطنية الثابتة والمخلصة في خدمة القضية الفلسطينية، منذ توليكم القيادة عام 2004 وحتى يومنا هذا، رغم ما تواجهونه من تحديات جسام وضغوط غير مسبوقة.
لقد تابعت مواقفكم في العديد من المحطات المفصلية والهامة للقضية الفلسطينية، وأتذكر جيدا ما قمتم به عام 2012، حين لعبتم دورا رئيسيا في نيل فلسطين صفة دولة غير عضو في الأمم المتحدة. كنت حينها في مدينة رام الله أغطي الاحتفالات، ورغم أهمية الحدث، لم ألمس، بحكم عملي الصحفي، تغطية إعلامية عربية أو دولية توازي حجم هذا الإنجاز التاريخي. وقد عزز ذلك لدي قناعة بوجود تهميش إعلامي متعمد تجاه جهود القيادة الفلسطينية وحركة فتح وعلى رأسها سيادتكم. وكان استمرارا لجهودكم حتى وصلنا للعضوية الكاملة العام الماضي، ووصل عدد الدول التي تعترف بفلسطين 179 دولة من اصل 193 دولة.
كما لا يمكنني إغفال موقفكم الثابت والمشرف في رفض ما سمي بـ”صفقة القرن”، حين واجهتم وحدكم ضغوطا شديدة وحرمانا من الدعم العربي والدولي، وبقيتم متمسكين بالثوابت الوطنية رغم استمرار حملات النقد من قبل معارضيك، التي غالبا ما كانت بدافع المعارضة بحد ذاتها، لا من أجل فلسطين.
واليوم، وفي ظل الأزمة الخانقة التي تسببت بها ممارسات حركة “حماس”، والتي أثقلت كاهل القضية والشعب، أتابع باحترام مبادراتكم المسؤولة، لا سيما مطالبتكم بالحماية الدولية، وطرحكم المتواصل لرؤى واضحة للحل في المحافل الإقليمية والدولية.
ورغم حملات التشويه الإعلامي ومحاولات التشويش على المسار الوطني، لا تزالون على ثباتكم، تخدمون القضية بصمت وإخلاص بعيدا عن الصخب، وهو أمر يستحق التقدير والإشادة.
سيدي الرئيس، وددت أن أبعث إليكم بهذه الكلمات تعبيرا عن احترامي العميق لما تبذلونه من جهود في سبيل القضية الفلسطينية. كما أرجو أن تتاح لي فرصة لقاء مع سيادتكم في القريب، لإجراء حوار صحفي، إذا سمحت ظروفكم.
دمتم ذخرا لفلسطين وقضيتها العادلة.
مع فائق الاحترام والتقدير،
ابنتكم المخلصة،
تغريد سعادة / كندا
