واشنطن – زيتون نيوز
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية تقريرا بعنوان”وثائق سرية”، تظهر أن “حماس حاولت إقناع إيران بالانضمام إلى هجومها في السابع من تشرين الأول”،
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” بأنها حصلت على وثائق لمحاضر 10 اجتماعات سرية لقياديين بحماس، وتقدم نظرة مفصّلة عن العملية التي أطلقوا عليها اسم “المشروع الكبير“.
وجاء في الوثائق التي نشرتها الصحيفة، بأن الاستعداد للهجوم انطلق في أوائل عام 2022، واستمر لأكثر من عامين، بمشاركة قادة حماس البارزين، يحيى السنوار ومحمد ضيف ومروان عيسى.
وتكشف المحاضر، بحسب المصدر ذاته، أن حماس خططت في البداية لتنفيذ هجومها على إسرائيل في خريف 2022، لكنها أجلت الخطة في محاولة لإقناع حلفائها الإقليميين إيران وحزب الله بالمشاركة.
وتقول “نيويورك تايمز”، إن الحركة اعتمدت استراتيجية محكمة لخداع إسرائيل بشأن نواياها، إذ تجنبت عمدا إثارة أي مواجهات وتفادت التصعيد لمدة عامين منذ 2021، بهدف تعظيم عنصر المفاجأة في هجوم 7 أكتوبر، إذ ذكر القادة في اجتماعاتهم، أن من الضروري “إبقاء العدو مقتنعا بأن حماس في غزة تريد الهدوء”، وفقا للوثائق.
وتوضح الوثائق أن قادة حماس برون إمكانية شن الهجوم خلال الأعياد اليهودية، في سبتمبر أو أكتوبر 2023.
وأثرت عوامل أخرى على قرارهم، بما في ذلك الرغبة في تعطيل جهود تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، والقلق من تطوير إسرائيل لنظام دفاع جوي متطور جديد.
بالإضافة إلى ذلك، لفت قادة حماس إلى أن “الوضع الداخلي” لإسرائيل ـ في إشارة على ما يبدو إلى الاضطرابات التي أحدثتها خطط رئيس الوزراء لحكومة الاحتلال، بنيامين نتانياهو، لإصلاح القضاء – كان من بين الأسباب التي “أجبرتهم على التحرك نحو معركة استراتيجية”.
وذكرت الصحيفة أنه تم العثور على الوثائق من قبل الجنود الإسرائيليين في أواخر يناير، على جهاز كمبيوتر خلال تفتيش مركز قيادة تحت الأرض تابع لحماس في خان يونس، جنوب غزة.
وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة “واشنطن بوست” أيضا وثائق سرية قالت إنها تعود لحماس، وتشمل 59 صفحة من “رسائل وتخطيطات هجومية مفصلة لهجمات على إسرائيل”.
وتكشف الوثائق التي نقلتها الصحيفة، عن تخطيط حركة حماس لـ”موجة من الهجمات ضد إسرائيل أكثر فتكا من هجوم 7 أكتوبر”، مع سعيها للحصول على مساعدة إيرانية كبيرة لتحقيق رؤيتها في القضاء على إسرائيل.
ووفقا لتقرير لواشنطن بوست، تضمنت الوثائق عرضا تقديميا من 36 صفحة يوضح خيارات وسيناريوهات لمهاجمة إسرائيل على جبهات متعددة.
وتشمل هذه الخطط، خطة لإسقاط ناطحة سحاب في تل أبيب على غرار هجمات 11 سبتمبر. بالإضافة استهداف شبكة السكك الحديدية الإسرائيلية باستخدام قطارات محملة بالمتفجرات، بالإضافة إلى تحويل قوارب الصيد إلى زوارق هجومية سريعة، واستخدام عربات تجرها الخيول لنقل المقاتلين والأسلحة، حسبما أوردت الصحيفة.
وتكشف الوثائق التي نقلتها الصحيفة، أيضا عن “فحوى رسائل من قائد حماس في غزة، يحيى السنوار إلى كبار المسؤولين الإيرانيين في عام 2021، والتي يطلب فيها من طهران 500 مليون دولار على مدى عامين، إضافة الى تدريب وتجهيز 12 ألف مقاتل إضافي من حماس”.
ووعد السنوار في رسائله المزعومة، بأنه بدعم إيران، يمكن لحماس تدمير إسرائيل بالكامل خلال عامين، قائلاً: “نعدكم بأننا لن نضيع دقيقة أو قرشاً ما لم يقربنا من تحقيق هذا الهدف المقدس”.
لكن البعثة الدائمة لإيران لدى الأمم المتحدة نفت صحة هذا التقرير.
وقالت البعثة لمجلة “نيوزويك” الأميركية: “بينما صرح مسؤولو حماس المتمركزون في الدوحة أنهم أيضا لم يكن لديهم علم مسبق بالعملية، وأن كل التخطيط واتخاذ القرار تم حصريا من قبل الجناح العسكري للحركة داخل غزة، فإن أي ادعاء يحاول ربط إيران أو حزب الله بالهجوم، جزئيا أو كليا، خال من المصداقية ويأتي من وثائق ملفقة”.
كما رفض باسم نعيم، القيادي في حماس، التعليق على محتوى الرسائل والسجلات، مشيراً إلى أن لإسرائيل تاريخا في تزوير الوثائق.
