تغريد سعادة
في بيان غير مسبوق، أعلنت قيادة كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس اليوم، عن استعدادها لمواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة غزة، متوعدة بـ”جيش من الاستشهاديين وآلاف الكمائن والعبوات”.
هذه الخطوة تمثل سابقة في أسلوب البيانات، إذ عادة ما صدرت البيانات عن ابو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس طوال السنوات الماضية.
إن هذه السابقة ليست مجرد تغيير شكلي؛ فهي تأكيد غير مباشر لاغتيال أبو عبيدة، وضربة معنوية كبيرة لحركة حماس، التي خسرت أحد أهم قيادييها في منتصف الحرب. ومع هذا الإعلان، يسعى القسام إلى إظهار صلابة وقدرة على الرد، لكن الواقع على الأرض في غزة يعكس مأساة مختلفة تماما.
واعلن الاحتلال بتاريخ 31 أغسطس 2025، رسميا مقتل أبو عبيدة، في غارة جوية استهدفته في شمال قطاع غزة. وكتب وزير الدفاع في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عبر منصة “إكس” أن العملية تمت بنجاح، مشيرا إلى أن أبو عبيدة كان يشغل دورا مهما في منظومة الدعاية التابعة لحماس. وهو ما نفته حماس قطعا.
والمدنيون في غزة، الذين يتحملون العبء الأكبر، ليس بمقدورهم مواجهة القوة العسكرية الإسرائيلية، ولا تمتلك القسام الوسائل الكافية لمنع مخططات نتنياهو التي تهدف إلى التدمير الشامل وفرض التهجير القسري. الحصار المستمر والقصف المكثف يترك المدينة على حافة الانهيار، والبنية التحتية الأساسية تدمر يوميا، بينما السكان يدفعون ثمنا باهظا لا يمكن للكلمات العسكرية أن تخففه.
إن البيان، على الرغم من الجهوزية العسكرية التي يعلنها، يكشف الفجوة بين الرؤية العسكرية والشروط الواقعية. فهو تعبير عن إرادة القسام في الدفاع عن غزة، لكنه في الوقت نفسه يؤكد محدودية قدرتها على حماية المدنيين أو منع استمرار مخطط التدمير والتهجير.
إن القرار الآن مسؤولية تاريخية على قادة الحركة في الخارج: إما التعاون مع الجامعة العربية للحفاظ على ما تبقى من غزة، أو المخاطرة بفقدان كل شيء، بما في ذلك مستقبل القضية الفلسطينية، وحينها ستنتهي حماس وقطاع غزة.
أليس القطاع الفلسطيني بأسره يستحق شجاعة وتفاني وعدم انانية؟ انكم تضحون بالقطاع على امل البقاء، والشعب الفلسطيني والتاريخ حينها لن يرحمكم!!!!
