سجل في القائمة البريدية

Edit Template

بيت يتحول إلى معرض: قصة افتنان نمر فياض بالنحات الكندي ليدبيتر

تغريد سعادة

أن تحب الفن شيء يعني الكثير، وأن تقتني لوحات ومنحوتات لفنانين تحبهم سيضفي على المنزل الكثير من الإحساس. لكن أن تحول بيتك إلى صالة لعرض أعمال فنان عشقته، وامتنانا لصداقة طويلة جمعتكما، هنا سيكون بعد آخر من الإحساس والذوق والإنسانية.

في بيت نمر فياض الكائن في أحد الأحياء الراقية بوسط مدينة إدمونتون، عاصمة مقاطعة ألبرتا، وعلى مساحة 2500 متر مربع، سترى تحفا فنية ورسومات لها طابعها الخاص، وكلها للنحات والفنان الكندي الشهير روي ليدبيتر.

كانت صداقة متينة تجمع نمر مع ليدبيتر لسنوات طويلة، امتدت إلى 12 عاما.

يقول فياض في حديث خاص مع “زيتون نيوز”: “حينما التقيت ليدبيتر كان يسكن بالقرب مني. تعرفت على أعماله واقتنيت بعضا منها، ومن ثم جمعتنا صداقة، وأصبح روتيني أن نشرب القهوة معا ونقضي الكثير من الوقت.”

ويضيف: “كنت أحب فلسفته حيال الحياة ونظرته لكافة الأمور؛ حالتي قبله شيء وبعده شيء آخر.”

فياض، وهو في منتصف العقد الخامس، يروي أن حياته قبل لقائه يمكن وصفها بالبوهيمية؛ كان يسير في هذا الكون بلا هدف، عمل في قطاع التدريس لعشرة أعوام ثم استقال وأحب العمل في قطاع السيارات.

ويتابع: “وجود ليدبيتر في حياتي غير الكثير من نظرتي للحياة؛ أصبحت أهتم بهندامي مثله، وأصبحت أنظر للحياة بنفس فلسفته، وأحب الحياة الاجتماعية.”

ويتحدث فياض عن النحات الشهير قائلا: “كان صاحب ذوق رفيع في اللباس، ويحب أن يحيط نفسه بالأصدقاء. حينما نذهب لأي مكان ليس من الصعب أن يتجمهر حولنا الناس، وتبدأ أحاديث طويلة وممتعة معه.”

ويضيف: “أهم شيء كان يتميز به ليدبيتر هو الحب غير المشروط، وعدم الكراهية، والعطاء.”

فياض، الذي يشارك في ماراثونات الركض ويقوم بالتدريب اليومي، انتقل إلى مسكنه الجديد قبل عامين، ووضع فيه كل أعمال ليدبيتر التي اقتناها. في المنزل، توجد قاعدة استقبال كبيرة تتوزع فيها اللوحات والمنحوتات بطريقة فنية للغاية.

عن ليدبيتر

ولد روي ليدبيتر، النحات والرسام الكندي الشهير، في أشبورن، إنجلترا عام 1928. خدم في البحرية التجارية البريطانية وكان عمره 16 عاما، وكان عضوا في الشرطة البريطانية التي ساعدت في الحفاظ على السلام في فلسطين بعد الحرب العالمية الثانية.

يقول عن تجربته في فلسطين عام 1946: “أتذكر بعد مقتل أكثر من 100 عربي في مجزرة دير ياسين، كان ينظر إلى البريطانيين على أنهم سمحوا بحدوثها. وتعرضت القوافل البريطانية للهجوم من قبل العرب والقوميين الإسرائيليين. كانت معضلتنا، كوننا بريطانيين، أننا كنا متعاطفين مع ما حدث لليهود في ألمانيا، لكن الآن كان هناك أفراد يهود يحاولون قتلنا. تم إطلاق النار علينا من قبل نفس الأشخاص الذين كنا نتعاطف معهم.”

هاجر إلى كندا في عام 1953 ودرس الرسم على أساس عدم التفرغ في جامعة ألبرتا. ومن أهم أقواله:
“لطالما اعتقدت أن بعض الفنانين مثل الفيزيائيين يريدون معرفة الإجابات وراء الحياة، وهم مفتونون بالمجهول. أنا مهتم بالسؤال عن ماهية الحياة والمعيشة، وطرح أسئلة حول العالم غير المرئي وجعل هذا العالم غير المرئي مرئيا. لن أستسلم أبدا. واحدة من المزايا العظيمة لكونك في الفنون أو أي شيء إبداعي، هي أنك لا تنفد أبدا من الأفكار، ما ينفد منك هو الوقت.”

أعماله موجودة في كل المقاطعات الكندية.

له قصة مؤلمة في طفولته؛ حين كان عمره ثماني سنوات، أخبره والديه أنهم ذاهبون إلى المتجر وسرعان ما سيعودون إلى الشقة، لكنه انتظر ولم يعودوا. انتقل هو وشقيقه الأصغر بول، الذي كان في السادسة من عمره، إلى دار للأيتام.

اكتشف روي أنه يحب الفن، وخاصة الرسم، وعندما كان مستعدا لمغادرة دار الأيتام في عيد ميلاده الرابع عشر، سأل عن إمكانية الالتحاق بمدرسة الفنون، لكن قيل له إنه من المهم أن يكون لشاب ليس لديه من يعتمد عليه سوى نفسه تجارة.

في سيرته الذاتية، يروي أنه عمل بحارا، وكان يردد مفارقة مهمة، رغم الوقت الذي قضاه في البحر، لم يكن يعرف كيف يسبح، ويقول: “المثير للدهشة أن عدم معرفة كيفية السباحة كان سمة مشتركة بين البحارة.”

مع احتفاظ ليدبيتر بمكانة وطنية في كندا، أصبح وجود إحدى منحوتاته في الفندق أو المكتب الرئيسي أو المنزل رمزا رئيسيا وقيمة نادرة. توفي ليدبيتر في 9 مايو 2017 عن عمر يناهز 89 عاما.

اشتهر بأعماله الكبيرة مثل “سفر التكوين”، وهي منحوتة في حديقة مسرح القلعة الداخلية، وقطعته الأكثر غرابة، مثل “رقصة أورورا”، التي يبلغ طولها 132 مترا، وهي جدار منحوت طويل شيد في شارع 104 لسنوات عديدة في العاصمة. وكان معروفا عنه أنه يرتدي حذاءه من Gucci حتى أثناء النحت.

حب كبير

فياض، الذي يعيش بين 68 لوحة من أعمال صديقه ليدبيتر، والعشرات من المنحوتات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة الحجم، يأمل أن يتعرف عليه الجميع، على الأقل من خلال أعماله التي يعرضها في بيته الكائن في شارع سميت درايف الشهير وسط مدينة إدمونتون.

Post Views57 Total Count

تصفح المواضيع

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Ethical Dimensions in the Digital Age

The Internet is becoming the town square for the global village of tomorrow.

الأكثر قراءة

  • All Posts
  • About Us
  • English News
  • أخبار
  • تحقيقات
  • ثقافة
  • شؤون الجالية
  • شؤون عربية
  • لقاءات
  • مقالات
  • منوعات
    •   Back
    • About us
    •   Back
    • Art and Cinema
    • Interviews

هاشتاغ

عن زيتون نيوز

زيتون نيوز موقع اعلامي صادر عن مركز رام للدراسات العربية. مختص بالشؤون العربية في كندا، بالاضافة الى الاهتمام بأهم القضايا في الوطن العربي. وهو موقع مهني تشرف عليه الصحفية تغريد سعادة التي تعمل في الصحافة لما يزيد عن عقدين من الزمان.
يقع المكتب الرئيسي في مدينة ادمنتون / ألبرتا. ويعمل على تقديم تغطية شاملة، لكافة الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للعرب في كندا. 

آخر الأخبار

  • All Posts
  • About Us
  • English News
  • أخبار
  • تحقيقات
  • ثقافة
  • شؤون الجالية
  • شؤون عربية
  • لقاءات
  • مقالات
  • منوعات
    •   Back
    • About us
    •   Back
    • Art and Cinema
    • Interviews

أقسام

 Zaytoun News © 2024

error: Content is protected !!