غزة – واشنطن – القدس المحتلة – زيتون نيوز
أفاد موقع “أكسيوس” بأن إسرائيل أبلغت الإدارة الأميركية أن حماس لا تبذل جهودا كافية لاستعادة ما تبقى من جثث الرهائن في قطاع غزة، معتبرة أن استمرار هذا الوضع يعرقل الانتقال إلى المرحلة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار.
ووفقا للموقع، فإن معلومات استخباراتية إسرائيلية اطلعت عليها واشنطن تشير إلى أن حماس قادرة على الوصول إلى عدد أكبر من جثث الرهائن مما تعلنه رسمياً، مما يعني من وجهة النظر الإسرائيلية أن الحركة تتعمد المماطلة أو توظف الملف كورقة ضغط في المفاوضات.
ويأتي هذا الاتهام بعد أن سلمت حماس، مساء الأربعاء، جثتين إضافيتين من الرهائن الإسرائيليين إلى الصليب الأحمر، الذي نقل الرفات إلى الجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة. وبذلك يرتفع عدد جثث الرهائن التي أُعيدت حتى الآن إلى ثماني جثث، بينما تؤكد إسرائيل أن نحو 28 جثة أخرى ما زالت مفقودة داخل القطاع.
في المقابل، أعلنت حركة حماس أنها سلمت جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء الذين كانوا في حوزتها، إضافة إلى الجثث التي تمكنت من الوصول إليها، مشيرة إلى أن العثور على بقية الجثث يتطلب “جهوداً كبيرة ومعدات خاصة” بسبب الدمار الواسع في غزة.
ويرى مراقبون التصعيد الإسرائيلي في هذا الملف كجزء من ضغط سياسي وإعلامي على حماس، هدفه تسريع تنفيذ البنود الأمنية للاتفاق وتمهيد الطريق نحو ترتيبات ما بعد الحرب، بينما تحاول إسرائيل إبقاء واشنطن على اطلاع دقيق بكل تفصيل ميداني لضمان استمرار دعمها السياسي والدبلوماسي.
في الوقت نفسه، يرى محللون أن إسرائيل تستخدم ملف جثث الرهائن لإبقاء الضغط الأخلاقي والإعلامي على حماس، مستفيدة من حساسية هذا الملف داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث يشكل استعادة الجثث قضية وطنية تتجاوز الانقسامات السياسية.
ومع استمرار المفاوضات غير المعلنة حول المرحلة الثانية من اتفاق غزة، يبدو أن ملف الرهائن سواء الأحياء أو القتلى، سيبقى ورقة أساسية في معادلة التفاوض المعقدة بين الجانبين، وسط غياب أي ضمانات فعلية لتقدم ملموس في الأفق القريب.
من جهته، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، تعليماتٍ للجيش بإعداد خطة شاملة لهزيمة حماس في غزة حال استئناف الحرب، وسط غضب إسرائيلي من بطء عودة رفات الرهائن القتلى.
وتلقت إسرائيل، عبر الصليب الأحمر، نعشين لرهينتين إسرائيليتين متوفيتين، تم تسليمهما إلى قوات الجيش الإسرائيلي وجهاز “الشاباك” داخل قطاع غزة، وفق مكتب نتنياهو.
ومن المقرر نقل الجثمانين إلى إسرائيل، حيث ستقام لهما مراسم استقبال عسكرية ودينية.
وبعد ذلك، سيجرى نقلهما إلى المعهد الوطني للطب الشرعي التابع لوزارة الصحة، على أن تخطر عائلتاهما رسميا فور الانتهاء من إجراءات التحقق من الهوية، وفق البيان.
وجاء تهديد كاتس، الأربعاء، باستئناف القتال إذا لم تلتزم حماس بشروط وقف إطلاق النار، بعد أن أشارت حماس الى أن الوصول إلى باقي الجثث يتطلب “معدات خاصة”.
وكشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن حركة حماس تبحث عن مزيد من الرهائن، مشيرا إلى أنها تحفر في الركام وداخل الأنفاق لإيجاد المزيد من الجثث.
وأضاف ترامب أن ما تريده الولايات المتحدة من حماس في المرحلة الثانية من الاتفاق هو نزع السلاح، مؤكداً أن الحركة وافقت على ذلك، وإن لم تفعل فستتولى واشنطن الأمر.
وشدد الرئيس الأميركي على أنه لا يوجد سبب لنشر الجيش الأميركي داخل قطاع غزة.
