تغريد سعادة
منذ عام 1945، دخل العالم عصرا جديدا، سمي بعصر القنبلة النووية، حيث فجرت الولايات المتحدة الأمريكية أول قنبلة ذرية في التاريخ، وكان هذا الاختبار بمثابة ثورة في عالم المواد المتفجرة والأسلحة المدمرة. لتتبعها روسيا وفرنسا وبريطانيا لامتلاك النووي. ومنذ ذلك التاريخ تم إجراء أكثر من 2000 تجربة نووية.
وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام SIPRI لعام 2024، فان 9 دول معروفة بامتلاكها رؤوسا نووية، بعضها معلن رسميا وبعضها غير معترف به علنا.
تملك روسيا نحو 5,580 رأس نووي، وهي أكبر ترسانة في العالم، تشمل صواريخ باليستية وغواصات نووية. تليها الولايات المتحدة حيث تملك 5,244 رأس نووي، وتملك ثالوثا نوويا متكاملا. اما الصين فهي تملك 500 رأس نووي، وتخطط لمضاعفة ترسانتها خلال سنوات قليلة. وتملك فرنسا 290 قوة نووية بحرية وجوية. وتملك بريطانيا 225 رأس نووي تعتمد على غواصات “ترايدنت” في تسليحها النووي. وباكستان لديها 170 قنبلة نووية، طورت برنامجها ردا على الهند. اما الهند تمتلك 172 رأس نووي، وصواريخ بعيدة ومتوسطة المدى قادرة على حمل رؤوس نووية.
وتملك إسرائيل بين 80–90 رأس نووي وهي لا تعترف رسميا، لكنها معروفة بامتلاكها السلاح النووي منذ السبعينات.
اما كوريا الشمالية لديها 50 رأس نووي وأجرت عدد من التجارب النووية، وتواصل تطوير قدراتها.
المجموع العالمي لإجمالي الرؤوس النووية في العالم (2024): حوالي 12,100 رأس نووي. حوالي 9,500 منها في مخازن عسكرية، وأكثر من 3,700 منها منتشرة وجاهزة للإطلاق.
اما ايران فهي تطور برنامجها النووي. رغم انها وقعت الاتفاق النووي عام 2015، لكنها استأنفت التخصيب بعد انسحاب واشنطن منه. تنفي طهران السعي لتطوير قنبلة نووية، لكن تقارير وكالة الطاقة الذرية تفيد بتخصيبها اليورانيوم بنسبة قريبة من مستوى الاستخدام العسكري.
ومن الدول التي أوقفت برامجها النووية هي العراق. حيث تشير التقارير ان الرئيس الراحل صدام حسين سعى لتطوير برنامج نووي سري في مفاعل “تموز”. وفي 1981، دمرته إسرائيل في عملية “أوبرا”.وبعد 1991، أجبرت بغداد على تفكيك كل منشآتها النووية تحت إشراف الأمم المتحدة.
من جهتها، بدأت ليبيا مشروعا سريا للحصول على تقنيات نووية في التسعينات بمساعدة باكستان. وفي 2003، أعلنت التخلي عن برنامجها وتسليمه للغرب في مقابل تطبيع وتحسين علاقاتها.
اما سوريا فقد اتهمت ببناء مفاعل نووي سري في دير الزور بمساعدة كوريا الشمالية. وفي 2007، دمرت إسرائيل المفاعل في غارة جوية. وتنفي دمشق هذه الاتهامات، ولكن الملف ما زال مفتوحا في وكالة الطاقة الذرية.
اما السعودية فلديها طموحات نووية. فهي ترفض توقيع اتفاقية “الضمانات الشاملة” مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأعلنت عن نيتها تطوير برنامج نووي سلمي. وكان الملف النووي من بين الملفات التي تم بحثها خلال زيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب الي الرياض الشهر الماضي. تقارير دولية تشير إلى اهتمامها بتقنيات تخصيب اليورانيوم، وهذا يثير قلق دولي بشأن نواياها المستقبلية. والمح ولي العهد محمد بن سلمان إلى إمكانية السعي لامتلاك السلاح النووي إذا امتلكته إيران.
اما مصر فمشروعها النووي اقامته في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بالاتفاق مع البرنامج الهندي الذي حافظ عليه وامتلك السلاح النووي. في وقت تملك مصر مفاعلات بحثية فقط، وأعلنت التزامها بالاستخدام السلمي.
