سجل في القائمة البريدية

Edit Template

حماس على مفترق الطرق: هل انتهت كقوة أم تبحث عن مخرج جديد؟

تغريد سعادة

بعد مرور أكثر من عشرين شهر على الحرب الأكثر دموية في قطاع غزة، تبدو حركة حماس اليوم وكأنها تسير في نفق مظلم بلا نهاية واضحة. فقدت السيطرة على القطاع، انقطعت عن أغلب حلفائها الإقليميين، تواجه حصار مالي، وتتمسك بورقة الأسرى كورقة التفاوض الأخيرة. في ظل هذه المعطيات، تطرح تساؤلات كثيرة: هل ما زالت حماس قوة فاعلة؟ ما مصيرها في ظل الترتيبات الإقليمية والدولية القادمة؟ وهل فقدت توازنها بالفعل؟

من الناحية العسكرية والميدانية، لا يمكن إنكار أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نجح في تقليص نفوذ حماس على الأرض. مناطق واسعة من القطاع خرجت من سيطرة الحركة، وقيادات بارزة اغتالها جيش الاحتلال وبعضها فقد أثرها، والبنية التحتية التنظيمية تضررت بشدة. في الوقت نفسه، لم تسجل أي تحركات من حماس خلال الضربات الإيرانية على إسرائيل، ما أضعف موقعها في محور “الممانعة” وأظهر حجم العزلة التي تعانيها.

في تقارير متضاربة نشرت مؤخرا، أشيع أن حماس وضعت شروطا لأي صفقة مقبلة، تتعلق بحماية قياداتها وعدم تجميد أموالها في الخارج. إلا أن مصادر قريبة من الحركة نفت بشكل قاطع هذه الشروط، مؤكدة أن هدف حماس الأساسي هو وقف الحرب مقابل صفقة تبادل أسرى شاملة. إن صحت هذه الشروط، فإنها تعكس تحولا كبيرا في عقلية الحركة التي تحاول ضمان بقائها السياسي والمؤسسي.

اللافت أن حماس – وإن على استحياء – لم تعد تعارض وجود ضامن أمريكي لأي اتفاق مستقبلي، في سابقة لم تكن واردة في خطابها سابقا. ويفسر هذا التحول بأن حماس باتت تبحث عن مخرج يحفظ ماء وجهها، وليس عن نصر سياسي أو عسكري. لكن في ظل فقدان السيطرة على القطاع وتراجع شعبيتها، هل ما زال لها وزن حقيقي على طاولة المفاوضات؟

الرهائن الإسرائيليون لدى حماس هم الورقة الأخيرة التي تتيح للحركة الجلوس على طاولة التفاوض. من دونهم، تفقد أي أداة ضغط. وهذا ما يجعل أطرافا دولية تتعامل معها كـ”قوة أمر واقع”، رغم إدراكهم بأن سلطتها تآكلت بشكل جذري.

وعلى هذا الاساس تطرح مبادرات لتشكيل لجنة عربية ودولية تشرف على إدارة القطاع، في سيناريو يشبه الوصاية المؤقتة، تمهيدًا لإعادة بناء المشهد السياسي الفلسطيني.

هناك مؤشرات متزايدة على أن إدارة ترامب تحاول الدفع باتجاه تسوية نهائية تنهي دوامة الحروب في غزة، وضمنها حل إقليمي بقيادة أمريكية، قد يشمل دول عربية مثل مصر والأردن والسعودية. في المقابل، يبدو أن مشروع التهجير الكامل للفلسطينيين في غزة قد فشل، بسبب الرفض الدولي والقدرة المحدودة على تنفيذه ميدانيا.

أما مصير حماس، فيبدو معلقا على ثلاثة عوامل: نجاح صفقة الأسرى، توافق إقليمي على دورها في المستقبل، وقدرتها على التحول من فصيل عسكري إلى قوة سياسية ضمن نظام فلسطيني موحد. من دون ذلك، فإن الحركة تواجه خطر الانهيار التدريجي، أو التحول إلى تنظيم يعمل من الظل فقط.

Post Views2 Total Count

تصفح المواضيع

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Ethical Dimensions in the Digital Age

The Internet is becoming the town square for the global village of tomorrow.

الأكثر قراءة

هاشتاغ

عن زيتون نيوز

زيتون نيوز موقع اعلامي صادر عن مركز رام للدراسات العربية. مختص بالشؤون العربية في كندا، بالاضافة الى الاهتمام بأهم القضايا في الوطن العربي. وهو موقع مهني تشرف عليه الصحفية تغريد سعادة التي تعمل في الصحافة لما يزيد عن عقدين من الزمان.
يقع المكتب الرئيسي في مدينة ادمنتون / ألبرتا. ويعمل على تقديم تغطية شاملة، لكافة الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للعرب في كندا. 

آخر الأخبار

  • All Posts
  • About Us
  • English News
  • أخبار
  • تحقيقات
  • ثقافة
  • شؤون الجالية
  • شؤون عربية
  • لقاءات
  • مقالات
  • منوعات
    •   Back
    • About us

أقسام

 Zaytoun News © 2024

error: Content is protected !!