سجل في القائمة البريدية

Edit Template

خطاب الجبهة الشعبية اليوم: انحراف عن الإرث الوطني

تغريد سعادة

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كانت منذ تأسيسها رمزا للنضال الفلسطيني المنظم، يقودها الدكتور جورج حبش، الذي ركز على الوحدة الوطنية والمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي بعيدا عن الانقسامات الداخلية والتطرف.

حبش، الذي كان أحد قيادات منظمة التحرير الفلسطينية الرئيسية، وقف إلى جانب ياسر عرفات في إعلان الاستقلال الفلسطيني عام 1988 بالجزائر، مؤكدا على حق الفلسطينيين في دولة مستقلة وشرعية على اراضي الـ 67، وعلى ضرورة حماية المجتمع الفلسطيني من الانقسامات والصراعات الداخلية، رغم انتقاده لبعض السياسات في منظمة التحرير.

كان حبش يدعم المنظمة ويعتبرها الإطار الذي يمكن من خلاله تحقيق العدالة الفلسطينية. وكان نقده للمنظمة دائما من منظور الوفاء بالمبادئ الوطنية وليس لتقويض المنظمة، مع دعمها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

لكن ما نراه اليوم في الجبهة الشعبية هو تحول خطير في خطابها وأفعالها. البيان الأخير للجبهة الذي يساند حماس في الإعدامات التي طالت بعض العائلات المتنفذة في غزة، يعكس تركيزا على التطرف الداخلي والعقاب الممنهج ضد الفلسطينيين أنفسهم، وهو توجه بعيد كل البعد عن إرث حبش ورفاقه الكبار.

تصريحات حبش في كتابه الذي نشر بالفرنسية في حياته “الثوريون لا يموتون أبدا” للصحفي الفرنسي جورج مالبرينو، ان ” لا لتصفية الداخل الفلسطيني أو استعراض القوة ضد أبناء المجتمع نفسه.”

وحبش كان يؤمن بإمكانية سلام شامل وعادل يشمل جميع سكان الأرض (فلسطينيين ويهود) على أساس المساواة والعدالة. وان خلافه مع وديع حداد، الذي أدى إلى فصله من الجبهة، كان بعد ان تجاوز قرار الجبهة بوقف عمليات الخطف حينها وكيف هو نفسه وقف ضدها. وارجعت عضوية حداد بعد وفاته فقط.

اما الروائي غسان كنفاني، الذي كان منفتحا على لقاء اليهود دون مواربة، من باب فكرة تقليل الصراع الأيديولوجي وخرق الصهيونية، والتي تتغنى الجبهة به دوما مقتطعة ما يحلو لها من شعاراته في مراحل اخرى مختلفة، علما انه لم يكن عضو في الجبهة، واعطيت له عضوية المكتب السياسي بعد استشهاده تكريما له.

إن استغلال الجبهة الشعبية لإرث حبش وكنفاني لأغراض سياسية بينما تنحرف عن المبادئ الأصلية يشكل تناقضا صارخا. اليوم، يظهر أن الجبهة لم تعد تمثل إرثا مقاوما وطنيا، بل أصبحت منصة لترويج التطرف الداخلي، وهو ما يضع علامة استفهام كبيرة على مصداقيتها وأخلاقياتها السياسية.

واذا أرادت الجبهة الشعبية أن تحافظ على مكانتها في التاريخ الفلسطيني، عليها أن تعيد النظر في خطابها وممارساتها، وأن تلتزم بالمبادئ التي أسسها حبش، والتي هي بعيده كل البعد عن مساندة حماس امام منظمة التحرير الفلسطينية وتطرفها داخل المجتمع الفلسطيني في غزة تحت غطاء ضبط الامن واحكام السيطرة !!!

Post Views8 Total Count

تصفح المواضيع

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Ethical Dimensions in the Digital Age

The Internet is becoming the town square for the global village of tomorrow.

الأكثر قراءة

هاشتاغ

عن زيتون نيوز

زيتون نيوز موقع اعلامي صادر عن مركز رام للدراسات العربية. مختص بالشؤون العربية في كندا، بالاضافة الى الاهتمام بأهم القضايا في الوطن العربي. وهو موقع مهني تشرف عليه الصحفية تغريد سعادة التي تعمل في الصحافة لما يزيد عن عقدين من الزمان.
يقع المكتب الرئيسي في مدينة ادمنتون / ألبرتا. ويعمل على تقديم تغطية شاملة، لكافة الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للعرب في كندا. 

آخر الأخبار

  • All Posts
  • About Us
  • English News
  • أخبار
  • تحقيقات
  • ثقافة
  • شؤون الجالية
  • شؤون عربية
  • لقاءات
  • مقالات
  • منوعات
    •   Back
    • About us
    •   Back
    • Art and Cinema
    • Interviews

أقسام

 Zaytoun News © 2024

error: Content is protected !!