تغريد سعادة
كشف مرشح رئاسة بلدية ادمنتون في مقاطعة ألبرتا الكندية، رحيم جعفر، في مقابلة اجرتها “زيتون نيوز” عن جانب من شخصيته نادرا ما يعرفه سكان المدينة. على شارع وايت أفينيو، أصبح مطعمه أكثر من مجرد مكان لتناول الطعام، فهو منذ عام 2020 منصة نابضة للفنون في المدينة. يعم الفضاء الموسيقى، وقراءات الشعر، وفعاليات الفنون البصرية، مما جعله ملاذا للمواهب المحلية.
يشرح جعفر، “بعد جائحة كورونا، فقدنا الكثير من الأماكن التي كانت تحتضن الفن والمجتمع. أردنا خلق مكان يشعر فيه الناس بالأمان، ويستطيعون التعبير عن أنفسهم، والمساهمة في حيوية المدينة.”
في صباحي الثلاثاء والجمعة، يجتمع الموسيقيون المتقاعدون للعزف، بينما يعتلي الطلاب المسرح أيام السبت. ويضيف، “لدينا أطفال يقدمون عروضهم للمرة الأولى، وتأتي عائلاتهم لدعمهم. هذا شيء لا يقدر بثمن. الفن هو ما يجمعنا جميعا، الموسيقى والشعر والكتابة، يتخطى كل الاختلافات.”
ورغم هذه الجهود، كثير من السكان المحليين لا يعرفون هذا الجانب منه. يعترف جعفر: “كان يجب أن نروج لذلك بشكل أفضل. هذا خطأي.”
وهذا الالتزام بالمجتمع هو ما يدفع حملته الانتخابية لرئاسة البلدية. يقول: “نشأت هنا، ورأيت العديد من الفرص في هذه المدينة، ورأيت كيف تغيرت الاوضاع، فالشركات تغادر، وتكاليف المعيشة ترتفع، والجريمة تتزايد، ومشكلة المشردين خرجت عن السيطرة. نحن بحاجة إلى قيادة مختلفة.”
ويشير إلى تحدي مشاركة الناخبين في الانتخابات فهناك التصويت المسبق والذي يتيح للناخبين التصويت قبل الانتخابات الفعلية في 20 من اكتوبر الجاري ، “ما يقرب من 45٪ من الناس لم يصوتوا بعد. بعضهم قال لي: ‘لقد صوتت لك بالفعل’، بينما لم يقرر آخرون بعد. كثير من الناس يخفون أوراقهم. يمكن أن يحدث أي شيء. أنا متفائل بعد عطلة نهاية هذا الأسبوع.”
وعن سبب اختياره الترشح الآن، يقول: “الكثير من ذلك بسبب هذه المدينة. نحن بحاجة إلى قيادة مختلفة، شخص ذو خبرة، ويستطيع العمل مع مستويات الحكومة المختلفة. الشركات تغادر، وتكاليف الحياة مرتفعة جدا، والجريمة خارج السيطرة، ومشكلة المشردين كبيرة. حتى إدارة عمل في وايت أفينيو – وهو الشارع الاشهر في المدينة – تظهر لك ان كل شيء تغير، من نوافذ محطمة إلى الناس النائمة في الشوارع – المشردون.”
كما يشدد على أهمية التعاون بين مستويات الحكومة، “عندما كنت عضوا في البرلمان، كنا نعمل كفريق بغض النظر عن الحزب. الآن، إذا كان شخص ما من حزب مختلف، غالبا ما يرفضون الحديث. هذا لا يناسب الديمقراطية. أستطيع أن أقدم نهجا مختلفا.”
التحديات المجتمعية تأتي في المقام الأول، “المشردون والجريمة هما الأولوية القصوى. نحن بحاجة إلى نهج أفضل. خطتي هي نقل هؤلاء الأشخاص إلى منشأة خارج وسط المدينة حيث يمكنهم الحصول على السكن والغذاء والدعم الاجتماعي. يجب أن يكون وسط المدينة نابضا بالحياة، لا وكأنه منطقة حرب.”
المخاوف الاقتصادية أيضا ملحة، “البطالة بين الشباب في ادمنتون من أعلى المعدلات في البلاد. نحتاج لجذب الأعمال، والعمل مع الجامعات والكليات، وخلق الفرص. إذا لم يجد الشباب وظائف، ستزداد المشاكل الاجتماعية.”
ويتحدث جعفر عن نقاط قوته الشخصية، “الناس يقولون لي إنني قوي في بناء التحالفات. لطالما حاولت جمع الناس معا بدل التركيز على الاختلافات. هناك أكثر ما يوحدنا مما يفرقنا.”
كما يستخدم الفكاهة للتواصل مع الناخبين، “أحب إلقاء النكات حتى عند مناقشة القضايا الجادة. يقول الشباب إنهم يشعرون أن السياسيين بعيدون عنهم. أريدهم أن يشعروا بأن أصواتهم مسموعة ومرتبطون.”
ويشارك جعفر أيضا تجربة شخصية عن عائلته، “لدي ابن صغير عمره 14 عاما في الصف العاشر. قضاء الوقت معه ورؤية وجهة نظره يجعلني أفكر في المدينة التي سينشأ فيها. هذا جزء من سبب قيامي بهذا العمل، لكي تزدهر المدينة للجيل القادم.”
وعن المستقبل، يأمل في إعادة روح ادمنتون، “لقد كانت هذه المدينة مليئة بالطاقة والإبداع والفرص لعقود. مع رؤية وتركيز جديد، يمكننا توفير البيئة للناس للنجاح مرة أخرى. كان لدينا فرق رياضية، واقتصاد قوي، وفنون وموسيقى نابضة بالحياة. كنا نسميها مدينة الأبطال. أريد إعادة ذلك.”
وعن دمج الفن في حياة المدينة، يؤكد، “بغض النظر عن المعتقدات السياسية، الفن يجمعنا. الموسيقى والفن والشعر والكتابة، شيء يمكن للجميع تقديره. هذا هو المكان الذي أريد أن أبدأ منه في بناء مدينة آمنة ونابضة بالحياة ومليئة بالفرص.”







