سجل في القائمة البريدية

Edit Template

”زيتون نيوز“ تحاور مستشار هنية د.احمد يوسف: ربع مليون حصيلة ضحايا الطوفان، وحماس اخطأت التقدير. الانقسام خسرنا ما حققته اوسلو. لي اتصالات مع الاسرائيلي جيرسون باسكن. ومع عودة الدور المصري في غزة


تغريد سعادة

الدكتور احمد يوسف، احد قيادات حماس، ومستشار رئيس الوزراء الفلسطيني السابق ورئيس حركة حماس الشهيد اسماعيل هنية، له رؤية مختلفة حول عملية طوفان الاقصى، والسابع من اكتوبر. ويعتبر ان حركة حماس اخطأت في تقديراتها للعملية والتي كانت تطمح بالاساس لقطع الطريق على مخطط رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، بتهجير الفلسطينيين من الضفة والقطاع. 

د.يوسف والذي عمل استاذ للعلوم السياسية في جامعات الولايات المتحدة الامريكية لقرابة العقدين، يعتبر ان الدورر المصري هو الحل للازمة الحالية في قطاع غزة، ليتم اعادة البناء وخلق ارضية لانتخابات فلسطينية رئاسية وتشريعية وللمجلس الوطني الفلسطيني في منظمة التحرير الفلسطينية. 

د.يوسف وهو احد مؤسسي حركة حماس، اكد انه لن يتخلى عن الحركة رغم الانتقادات واختلاف وجهات النظر مشيرا الى ضرورة تحولها الى حزب سياسي لتنقذ ما تبقى لها من شعبية. 

القيادي في حماس والذي شغل منصب عضو في مجلس الشورى في الحركة، وهي اعلى هيئة، كشف النقاب عن اتصالات مع شخصيات اسرائيلية، وتحديدا مع الناشط الاسرائيلي المعروف جيرسون باسكن.

زيتون نيوز التقته وهو يقطن في الخيام في غزة، ويعاني كما يعاني الشعب الفلسطيني في القطاع، لتسأله عن الوضع في غزة، والخروج من المأزق، والاتصالات مع الامريكان والاسرائيليين، وقضايا سياسة اخرى، وكان اللقاء التالي: 

شغلت منصب مستشار هنية، ومعروف عنك نقدك لحركة حماس من خلال مواقع التواصل الاجتماعي في الاونة الأخيرة ، هل مازالت في الحركة؟ ام ان نقدكم يأتي من باب الإصلاح داخل الحركة؟

الحقيقة اذا في شيئ اسمه انتقاد، هو في سياق عملية الرأي والمشورة في سبيل الاصلاح وتصويب المسار. نحن في هذه الحركة مند انطلاقتها في عام 1987 . نحن كقيادات جئنا من خلفيات مختلفة الكثير من هذه القيادات خريجين من اميركا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا، وكذلك هناك خريجين من السودان، ومن جامعة الامام في المملكة العربية السعودية. فهذا الخليط في القيادة هو الذي يجعل وجهات النظر مختلفة، لكن هناك مرجعية شورية هي التي تحسم القرار. 

وانا وقد اتيت من خلفية تعليمية واقامتي وعملي في الولايات المتحدة لاكثر من عشرين عاما، نضجت خلالها الكثير من الافكار السياسية، واعطتني الجرأة في سياق تخصصي كأستاذ علوم سياسية، وايضا في سياق تجربتي التي امتدت لحوالي 35 سنة زرت فيها معظم المناطق التي حدثت فيها صراعات وتعلمت الكثير. والاختلاف دايما موجود والاختلاف يدفع ان يكون هناك وجهات نظر مختلفة ومتباينة ويكون هناك نقد. وانا في هذا السياق اتحرك، وانا ابن الحركة الاسلامية، وسأبقى ابن الحركة الاسلامية الى ان يكتب الله لنا امرا كان مفعولا. 

تحدثت عن المستوى الثقافي والتعليمي لقيادات الحركة، وأشرت إلى ان القيادات في معظمها لا تقرأ وهي فقط متعمقة بامور الدين؟ هل صحيح ما نقل عنك؟

نعم هناك في خليط من الخلفيات الثقافية والنضالية والتجارب ايضا بين هذه القيادات، وهذا نقطة قوة وليست نقطة ضعف لانه هناك مرجعيات شورىة تحسم قرار المكتب السياسي،  كل المواقف والسياسات للحركة. 

هل لك ان تقيم ما آلت اليه الأمور بقطاع غزة ؟ 

ما الت اليه الامور هو كارثي بامتياز، لم يعد هناك شيئ يمكن البكاء عليه، كل شيئ اطلال. بيوتنا كلها دمرت، وايضا كل مرافق الحياة التي تدفع الفلسطينيين للتثبت بارضه والبقاء عليها، كلها تم تدميرها. الرهان على المؤسسات الصحية والتعليمية والجامعات ومؤسسات الاغاثية، كلها تم تسويتها بالارض. وعندما تنتهي الحرب لن يجد الفلسطينيين بيوت تأويهم، ومطلوب ان يبداوا حياتهم من الصفر لمن يريد البقاء، او تسهيل امر الخروج والتهجير بشكل طوعي او قصري. هذا ما تطالب به اسرائيل ومخططات سموتريش والتي طرحها في عام 2017،  والذي خير الفلسطينيين ان يكونوا اما تحت بسطار الاحتلال بدون اية حقوق مدنية او مواطنة، او الخروج الطوعي او الابادة، وهذا ما تحدث عنه اليهود ان كل اطفال فلسطين مستهدفين ومطلوب التخلص منهم لانهم اعداء لدولة اسرائيل. للاسف هذا هو واقع الحال . لكن هذه ليست اول محاولة لتهجير الفلسطينيين وتوطينهم في سيناء او دفعهم نحن الاردن، الحقيقة الناس متثبتين بحقهم في البقاء  في هذه الارض التي باركها للعالمين وهناك مقدسات يجعل الانسان يثبت على هذه الارض ويستعد لمزيد من التضحيات. الظروف المعيشية اصبحت صعبة وخيام متهالكة، والصمت العربي اصبح مخيف والتجاهل لولا بعض التحركات التي شاهدناها في اوروبا كالمظاهرات المليونية وفي امريكا ايضا وخروج بعض البرلمانيين والسياسيين للحديث عن نزع شرعية الاحتلال، والمطالبة العالمية بوقف الحرب. ولا امل يرتجي الا من بعض هذه الاصوات في هذا العالم الظالم والذي شارك منذ 77 عاما بتواطئ مع الصهاينة الذين جاءوا بخلفيات يمينية متطرفة للاقامة على هذه الارض، وادعاء انها ارض اسرائيل التوراتية.

وكيف ترى الحلول للخروج من المأزق؟؟

فيما يتعلق برؤيتي بالمأزق الذي نعيشه اقول نحن باشد الحاجة لاعادة التواصل لعمقنا العربي والمصري، يجب ان اعطي دور لمصر كما في السابق. بعد النكبة الاولى في عام 1948 حينما احيل القطاع الى ادارة مصرية تتولى شؤون رعاية الناس والحفاظ على وجودهم على ما تبقى من الارض الفلسطينية في قطاع غزة. واستمرت هذه الرعاية حوالي 11 سنة حتى 1967، عدنا بعد ذلك من خلال انتخابات فلسطينية فلسطينية لانتخاب قيادة فلسطينية وادارة شؤون قطاع غزة. اقول اننا في المرحلة الانتقالية القادمة لا بد من ادارة عربية سواء مصرية بدعم عربي، ايضا بجهود دولية لتمكيننا من اعادة البناء والاستقرار حتى يتم توفير ضوابط لانتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني. وهذا يحتاج للكثير من الجهد العربي المصري والدعم من بعض الدول الخليجية لاعادة اعمار مرافق الحياة التي يمكن معها ان يستقر وضع الفلسطينيين.

الشعب الفلسطيني قدم الالاف من الشهداء، وكل الشعب عنده خاصية النضال، ولكن هل كان من الإنصاف ان يموت الالوف من ابناء الشعب في غزة وحماس لم تفعل شيء لحمايتهم او على الاقل ان تتنازل من اجل حفظ الدم الفلسطيني؟

الحقيقة ان مشروع التحرير والعودة امر يتطلب ان يكون هناك قوة مقاومة موجودة في مشهد النضال الفلسطيني وبالتالي كان هناك فصائل تم عسكرتها، كفصائل المقاومة. المقاومة كانت تراهن على العمق العربي و الاسلامي بأن يقف معها واحرار العالم، وان يجتمع الكل الوطني الفلسطيني  يكون ضمن هذه المنظومة في مقاومة الاحتلال، لكن للاسف التآمر كبير كان منذ اوسلو وحتى الان، لم تؤتي هذه الاتفاقية اية نتائج وظل الاسرائيلي يماطل حتى لا يقدم اي استحقاق، وهذا جعل حركة حماس تكرس جهودها من اجل تعظيم قدرات المقاومة على امل ان يكون بالجوار دولة تمكين ممكن ان تعيل الفلسطينيين وتكون لهم هذا العمق الاستراتيجي. لكن المنطقة العربية للاسف، انظمتها انكسرت امام هذا التحالف و التواطئ الاسرائيلي الامريكي الغربي. وشبه تخلو عن القضية الفلسطينية وعن الحقوق الفلسطينية، ولذلك شاهدنا ما شاهدناه. لا الرسميات العربية وقفت مع الفلسطينيين ، ولا حتى الشارع العربي، وهذا ما شجع نتنياهو بعمل كل هذه المجازر والقتل والتجويع والحصار اطمئنانا ان امريكا والدول الغربية ستردع العرب من القيام باي شيئ يعزز من نصرة الفلسطينيين واستمرارهم على خط القتال. لذلك استشهد الكثير من الناس وايضا حجم الشهداء والجرحى والناس المختطفين والمفقودين اصبح نتحدث عن ربع مليون فلسطيني، كانت نتائج التضحيات . واعتقد قيادات حماس اخطأت ولم تقدر ما يمكن ان يترتب على عملية السابع من اكتوبر، معركة طوفان الاقصى، وبالتالي اعطت ذريعة لما كان يخطط له نتنياهو واليمين الاسرائيلي المتطرف والصهيونية الدينية من القيام بعمل عسكري. الاول كان ربما التخطيط للضفة الغربية لتهجير الفلسطينيين من هناك الى الاردن، ثم العودة الى غزة وربما كانت عقلية بعض القيادات العسكرية في الحركة تعتقد ان عمليه مثل هذه العملية، غير محسوبة العواقب للاسف وممكن ان تؤدي الى ضربة استباقية تعيد فيها اسرائيل حساباتها فيما يتعلق بمشروع التوسع والاستيطان. خطأ حسابات وللاسف عدم تقدير للعواقب والجر لهذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى والمخطوفين.

عندي تساؤل كمتابعة للشؤون الفلسطينية، ورقة الرهائن كانت معطلة منذ عام 2014 ومحادثات التبادل الاسرى كانت بلا نتائج، كيف تفكر حماس في تضخيم العدد من باب انه سيحدث تغيير وتقوم بالسابع من اكتوبر ؟ ما هو ردك ؟

للاسف هناك مختطفين او اسرى اسرائليين موجودين، وهو ما يتذرع به نتيناهو كأحد الاهداف الرئيسية له ولتحقيق النصر المبين، كما يدعي نتنياهو، تحرير الاسرى من قبضة حركة حماس. حماس ترى انه هذه المسألة لا يمكن التسليم بها بسهولة بدون اطلاق عشرات الالاف من الاسرى الفلسطينية الموجودين في السجون الاسرائيلية باحكام عالية و مؤبدات، وايضا من تم اعتقالهم خلال فترة العامين الماضيين واصبح هناك اكثر من 15.000 اسير فلسطيني موجودين في السجون الاسرائيلية. ربما حماس ترى لا بد من مبادلتهم مع ما لديها من اسرى اسرائليين كما حدث مع شاليط بالسابق، على امل ان يتم تفريغ السجون الاسرائيلية ووقف الحرب والعودة من جديد لمحاولة استكمال المشروع السياسي عبر المفاوضات ودخول اطراف عربية واسلامية للتسريع بحل سياسي، وعلى امل ان يكون المجتمع الدولي ايضا والدول الغربية قد غيرت الكثير من مواقفها لصالح ايجاد حل سياسي عادل للفلسطينيين.

قياديين كثر من حماس افرطوا في تمجيد كل هذا الدم الذي راح بسبب اجرام الاحتلال؟ ما رأيك بذلك؟

انا اعتقد ان المبالغة في اظهار الكارثة انها تصطحب معها بطولات كثيرة. لا شك ان المقاتلين في الميدان ابلو بلاء حسنا واوقعوا في الاسرائيليين خسائر فادحة على مستوى الارواح، وعلى مستوى الجرحى، وعلى مستوى المعدات، ولكن ليس هذا بيت القصيد. بيت القصيد ان هناك الكثير من الفلسطينيين الذين سقطوا شهداء ايضا جراء هذه الحرب التي استباحت فيها اسرائيل كل القوانين والاعراف الدولية واصبح بينهم مجرمين الحرب وايضا ستنصف هذه الدولة دولة ارهاب عندما يأتي الوقت المناسب في محكمة العدل الدولية. اما على مستوى المحكمة الجنائية الدولية ايضا هناك الكثير من الشخصيات في قيادة الجيش الاسرائيلي ورئيس الوزراء وبعض السياسيين سيتم تصنيفهم بانهم مجرمين حرب وسيقع عليهم العقاب يوما ما . واذا تغير الموقف الاوروبي لصالح شيئ من العدالة والنزاهة مع الفلسطينيين فان الفرصة كبيرة لمحاكمة هؤلاء كلهم من مجرمي الحرب الاسرائيليين ومعاقبة اسرائيل كدولة بقطع دول كثيرة من الدول الاوروبية علاقاتها التجارية وصفقات السلاح معها.

بكل حركات التحرر الوطني دائما تستثمر في الضحايا والشهداء وهذا الدم الذي اريق بسياق المواجهة مع الاحتلال وهو يعتبر تاريخ ايضا، وكل الشعوب التي تحررت من الاستعمار والاحتلال تعتبر انها تضحيات قدمها الشعب للوطن، وبالتالي كان موضوع هذه الخسائر الكبيرة في الارواح ودائما هي مثار فخر واعتزاز وليس من باب التشكيك في المقاومة او قدراتها . في اختلال في موازين القوة، وفي اختلال بموضوع الانصاف لحق الشعوب في مقاومة الاحتلال، ولذلك اعتقد ما تقوم به حماس من تمجيد هذا الدم لانه دم يستحق التمجيد رغم خطأ تقدير الحسابات فيما يتعلق ب ٧ من اكتوبر . 

وانا اتابع الاخبار استشف ان حماس لازالت في غزة تتمتع بقوة ونفوذ، هل صحيح هذا، ام ثمة تضخيم قد يكون الهدف منه تمرير المخطط التهجير ويكون مبرر لاستمرار الاحتلال لعمليات في غزة؟

لا شك هذا النفود موجود، رغم الخسائر الكبيرة وما الت اليه هذه الحرب من نزوح هائل للفلسطينيين لاكثر من ثلثي سكان قطاع غزة، واصبحوا الان في مناطق فارغة قريبة من البحر تسمى بالمواصي والقليل عادوا لما تبقى لهم من منازل ليكونوا بجانب موتاهم الذين لايزالون تحت الانقاض. اعتقد ان الحديث عن التهجير القصري، وعن الضغوطات من اجل عدم ايجاد مقومات حياة متبقية في قطاع غزة لهؤلاء النازحين للعودة اليها، مشروع لازال لم تحسم نهاياته بعد ولازال يدور في خلد الصهاينة. وهذا مشروع ليس جديد ومنذ زمن يتحدثون فيه،  ودائما لديهم اطماع كبيرة في سيناء ان تحتضن الاعداد الهائلة من الفلسطينيين ليكون سيناء موطنهم. و مخططات كانت موجودة لايجاد نوع من الترابط بين سيناء والاردن يمكن ان يتم اقتطاع جزء من هناك لايجاد ما يسمى دولة فلسطينية. وهذا كلام قديم تحدثوا عنه خلال فترة وجود الملك الحسين، لكن هذا المشروع رفضته القيادة المصرية ورفضه ملك الاردن عبدالله. وبالتالي رهانات اسرائيل على هدم كل مقومات الحياة في قطاع غزة واستمرار الضغط بالتجويع والحصار هو ما سيدفع الفلسطينيين قصرا للجوء الى الاراضي المصرية طلبا للنجاة لحياتهم وحياة اطفالهم ونسائهم، هذا ما تراهن عليه اسرائيل. لذلك تحاول حصر الفلسطينيين في مساحة جغرافية لا تتوفر فيها اي مقاومات حياة في منطقة المواصي ومنطقة خالية اصبحت ممتلئة بخيام النازحين دون اية مرافق تعين الناس، والاستمرار في سياسة التجويع ولا مقومات البقاء او الكرامة. 

تحدثت الأنباء عن اتصالات أمريكية مع حماس، حدثنا عن بداياتها وما الهدف من هذه المحادثات التي لها تاريخ طويل وليس جديد؟

 انا اشهد ان هناك في اتصالات مع الامريكان كانت في السابق، لكنها لم تكلل بالنجاح بسبب ظروف وجود حماس محاصرة في قطاع غرة . وانا شاهد على الاقل على جزء من هذه الانشطة والتحركات. وايضا  كانت هناك رسائل حمل بعضها الرئيس التركي اردوغان في عام ٢٠٠٩. في عهد اوباما كان هناك مشروع انفتاح على الامريكان، وايضا كان في ترتيبات اللقاء مع الامريكان في اوروبا. ولازالت خطوط تواصل مع الامريكان لم تنقطع بشكل كلي، وكان للدكتور موسى (ابو مرزوق)  لقاءات مع مستويات سياسية ودبلوماسية امريكية. والامريكان  لهم اجندتهم الخاصة، صحيح  السياسة الامريكية فيما يتعلق باسرائيل تصنعها الخارجية الاسرائيلية او نتنياهو والدولة العميقة في اسرائيل، وهي التي تصنع مواقف الولايات المتحدة تجاه الفلسطينيين بالتالي تجاه قطاع غزة. لكن في النهاية الامريكان لهم اجندتهم، و ترامب وعد الشعب الامريكان ان تكون امريكا اولا. وان كانت هذه الحرب دخلت على الخط مع بداية استلامه للسلطة،  وفرضت عليه للاسف ان يكون خاضع لهذه الاجندة الاسرائيلية التي يحركها المسيحية الصهيونية الموجودين في امريكا، والذين يرون حضورهم قوي في ادارة الحزب الجمهوري وتاثيرها كبير جدا على سياسة البيت الابيض، و يرون ان عودة المسيح مرهونة بقيام دولة اسرائيل وبالتالي هم كمسيحيين متطرفين يرون ان دعم اسرائل اصبح بالنسبة لهم واجب ديني يحتاج الى ان تكون الادارة الامريكية التي بالحكم داعمة بشكل كبير جدا لكل ما يمكن لاسرائيل من الوصول الى هذه الحالة، وان تصبح دولة قوية تتمدد في المنطقة كما يخططون ان من النيل الى الفرات.  للاسف هذا موقف الادارة الامريكية والرئيس ترامب، يسير على هذه الخطى وان كان الان يحاول ان يوجد نوع من الفصل والمساحة بينه وبين سياسات نتنياهو، باعتبار الاخير اصبح مجرم حرب. وانه اسرائيل انخرطت في حرب الابادة الجماعية وهي التي ايضا وجدت نوع من الشرخ والتصدع بين امريكا والاوروبيين، الذين يرون ان هذه الجريمة يجب ان لا تمر دون معاقبة لاسرائيل. وحظر تصدير السلاح الي هذه الدولة المارقة. 

الأوروبيون حاسمون في موقفهم حيال حماس، وهي اخراجها خارج الحكم، كيف تقيم الموقف الأوروبي ؟

لا شك ان الاوروبيين يسعون ان تخرج حماس بالشكل اللي كانت فيه كحركة وحكومة من المشهد الي مشهد اخر يعني في اطار انشاء حزب سياسي يمكن ان يحقق طموحات ورغبات وربما قناعات حركة حماس، في المشهد السياسي والنضال الفلسطيني.  هذا الاطار انا اعتقد انه يمكن من خلاله ان تبقى حماس موجودة ضمن حاضنة القرار السياسي، وايضا كشريك في الحكومة، ضمن ما توفره من حظوظ وكسب شعبي في الانتخابات وهذا هو الذي سيمنح هذه الكوادر، لانه في النهاية  نحن شعب مسلم وشعب له طموحاته وقراءاته، في الاطار القومي او في الاطار الديني وهي كلها امور وقناعات موجودة، لا يمكن ان تنزع شرعية الاعتقاد عند بعض او الكثير من الناس بانه هذه القضية قضية اسلامية بالدرجة الاولي، وان موضوع الاقصي وتحرير الاقصي مسالة في العقلية الفلسطينية، شيئ مقدس يجب العمل من اجله مع حظوظ التواصل مع العمق العربي الاسلامي. لان هذه قضية امة . فلسطين كانت ومازالت قضية الامة المركزية، الامة بشكلها العربي او بشكلها الاسلامي. وبالتالي لا يمكن ان تفرق عقول الناس مما تعتقده، من ان هذه القضية هي  جزء من مشروعيه النضال الفلسطيني سواء كان بطريقة العمل المسلح او من خلال العمل السياسي.

الناشط الاسرائيلي جيرسون باسكن، تحدث عن علاقته مع حركة حماس وقنوات التواصل تحديدا معها وتحديدا مع غازي حمد، هل لك ان تحدثنا عن طبيعة الاتصالات ومنذ متي بدأت، والنتائج التي أسفرت عنها؟

باسكن معروف انه اسرائيلي معتدل وله علاقات مع بعض الشخصيات وكان على تواصل مع غازي حمد، ايضا كان على تواصل معي فترة من الفترات بخصوص موضوع شاليط. وموقعي كمستشار لرئيس الوزراء كان لي هذه الاتصالات. وقد اتصل بي والد شاليط لاساعده بالافراج عن ابنه، وباسكن جاء الى قطاع غزة والتقى رئيس الوزراء . وكان مع شخصيات وطنية رافقته. وربما بعض هذه الجهود والاتصالات عجلت بقضية تبادل الاسرى التي تمت في عام 2011.  وهو رجل محسوب على معسكر السلام، وهو ليس بمتصهين متشدد، ولا يميني متطرف، متوازن في تفكيره وايضا معتدل من دعاة حق الفلسطينيين في ان يكون لهم دولة وليس متطرف او متشدد بالمعنى الدي نشهد عليه الحكومة الاسرائيلية و نتنياهو واليمين الصهيوني المتطرف في اسرائيل. له افكار بشكل او باخر تنصف الفلسطينيين على الاقل، وتحاول ان تطرح بعض الافكار التي يمكن ان تؤدي الي سلام معهم. وهذا الرجل له علاقات مع اطراف فلسطينية في الضفة الغربية اعلامية وسياسية وجاء معهم. وكان يحاول حل ملف شاليط. وكان تواصله معي او مع غازي. وعلي التأكيد كان محظور علينا في الحكومة ان نفتح علاقات في مرحلة معنية خاصة بعد الانقسام و تغير الحكومة العاشرة، حكومة الوحدة الوطنية بان نفتح علاقات مع اسرائيليين.

اتهمت حماس خلال عهد محمد مرسي انخراطها بالمشروع الاخواني في المنطقة؟ حدثنا عن تلك المرحلة والى ماذا حماس كانت تسعي اليه؟ حينها ايضا ولاكثر من سنتين امتنعت عن عبارات المقاومة؟ كان هذا تمهيد إلى ماذا؟ ماذا كان معروض ع حماس؟

لا شك انه بعد الربيع العربي انتعشت الحركة الاسلامية في المنطقة كلها، وايضا في قطاع غزة، واصبح الناس يعلقون امال كبيرة علي وجود دولة في الجوار مثل مصر بقدراتها وامكانياتها الهائلة. ترفع شعارات اسلامية، معروف من ضمن شعارات الاخوان في السابق انه القضية المركزية فلسطين وهي مركزية للامة العربية والاسلامية، وبالتالي كانوا يأملون ان تكون مصر هي دولة العمق العربي، القادرة على توفير مقومات دعم واسناد شعبي وعسكري ودبلوماسي للفلسطينيين في قطاع غزة. ربما حماس لخلفيتها تعود الي فكر الاخوان المسلمين لكن هذه المسألة تخططها الحركة بعد 2006، واصبحت حكومتها هي التي تفكر من اجل مستقبل القضية الفلسطينية، وليس  تعليق الامال علي اجندة السياسية المصرية بغض النطر انه مرسي او  غيره. واننا سنفكر لشعبنا وبالتالي نقوم بما يتطلبه مشروع العودة والتحرير . انه حماس لاشك حركة تحرر وطني براية اسلامية كانت تأمل ان يكون الاسلام في الجوار العربي مقدمة للدعم والاسناد الكبير حتى تتمكن الحركة فعلا من مقارعة الاحتلال الاسرائيلي. لكن الامور كما شاهدنا ان اسرائيل كانت دولة مارقة تحتمي بسيف الامريكان وقدراتهم وتأثيرهم في المنطقة. على هذه الامور انتكست الامور بعد   خروج مرسي رحمة الله من الحكم، وعودة النطام المصري  بحسابات جديدة غير التي كانت تظن او تعتقد حماس او الحركة الاسلامية في غزة انها ستكون الداعم القوي وصاحبة المواقف التي تحمي الحكومة في قطاع غزة او الحركة الاسلامية في غزة. هذه الامور كانت حماس تأمل ان يكون خطابها السياسي بشكل لا يعطي مبررات لاسرائيل الاستمرار في احتلالها، واستمرار توجيه ضربات من اشكال العدوان وقطع  الطريق امام ان تتمكن حركة حماس من ادارة شؤون غزة بشكل قوى ويحافظ على دعم شعبي كبير والذي نجحت الحركة في كسبه منذ ان فازت في الانتخابات في يناير عام  2006 .

في موضوع الانقسام؟ كيف كانت بدايات فكرته، ولماذا قامت به الحركة؟ وهل ترون ان هذا الانقسام قد عطل او أضاف للقضية؟ ولو عادت الأمور لسابق عهدها هل ستقوم به حماس مرة اخرى؟ 

لا شك ان هذا  الانقسام كسر ظهر الفلسطينيين جميعا. واصبح للاسف باي شكل نقرأه انقلاب او حسم قد اصبح سيف في خاصرة العمل الوطني الفلسطيني. واضعف القضية بشكل كبير جدا، واصبحنا للاسف بعد هذا الانقسام وبعد فشل اتفاق مكة ان نصبح على شكل حكومتين، في السياق السريالي يمكن ان نقول اصبحنا حكومتين لشعب بلا وطن. للاسف الضفة الغربية استمر ابو مازن يدير الضفة وكأنه تخلى عن قطاع غزة، وقطاع غزة بدأت حركة حماس تديرها وكأنه لا علاقة لها بالضفة الغربية، وهذا يعني انجاز اوسلو اذا كان  هناك انجارات، واحدة منها الضفة الغربية وقطاع غزة مقدمة للدولة الفلسطينية. خسرنا الرهان على الحفاظ على وجود السلطة الفلسطينية والتمكين لها بشكل ان تحافظ على المشروع، والالتزام بمنظمة التحرير كاطار سياسي وايضا اطار نضالي وقانوني، شكل كثيرا من الانجازات على الساحة الدولية للقضية الفلسطينية. لذلك نحن بالانقسام خسرنا كل شيئ تم انجازه في اوسلو وايضا اصبحت قضيتنا المناكفات السياسية بين الضفة الغربية، بين رام الله وغزة وهذا ايضا استدرجنا الى محطات ومتاهات استفادت منه اسرائيل كثيرا.

اعتقد خلال الفترة الطويلة من جهود المصالحة الفلسطينية، وهذه المبادرات الكبيرة والكثيرة التي تم من خلالها احتضان الفلسطينيين بتبايناتهم السياسية وفصائلهم في اكثر من دولة عربية واسلامية وحتى دول مثل روسيا والصين، واخفاق كل هذه المحاولات في لم الشمل الفلسطيني كلها مسارات موجعة، واننا فشلنا رغم كل هذه الجهود، وعلي مدار سنوات طويلة في ان نحافظ على وحدتنا الداخلية والحفاظ على مشروعنا الوطني وان نتفق على قواسم سياسية مشتركة تحمي المشروع الوطني وتمنحنا القوة والتواصل مع عمقنا العربي والاسلامي والاستثمار في المواقف الدولية التي اصبح بعضها يميل لمحاولة انصاف الفلسطينيين. الامور لن تعود للاسف بعد هذه الحرب الابادة الجماعية وهذه الخسائر الكبيرة وهذا الدمار الهائل بمثابة نكبة ثانية، لن تعود الامور الي سابقاتها وربما يعني وهذه المخاوف موجودة ان يغادر كثير من الفلسطينيين اذا توفرت فرص السفر للخارج، وان يتبقى هناك مجموعة لن تكون افضل حالا ما يسمي بعرب الداخل حيث مواطنيهم بدرجة ثالثة. لن تكون فرص اعادة المشروع الوطني الي زخم قوته وامكانياته في مقاومة هذا الاحتلال الغاصب و ستأخذنا الامور سنين طويلة لاعادة ترميم فقط هذا الدمار الهائل والبقاء على جزء من قطاع غزة، لانه اسرائيل ما تفعله الان هي تحاول إنتزاع ايضا مساحة تقدر ب 70% من هذا القطاع، املا انهم سينجحون في تهجير عدد كبير، مليون ونصف من الفلسطينيين، فمن تبقى تكفي هذه المساحة التي يقيمون فيها الان في مناطق النزوح في مواصي خانيونس و على شاطئ قطاع غزة.

يقول بعض المراقبين ان حماس لعبت دورا تخريبيا لاوسلو ثم غيرت برنامجها بقبول دولة ع 67 ، وقامت بالانقسام واخيراً موضوع الرهائن وما اليه، أتتفق معي ان خطواتها بمجملها كانت تعطيل للمشروع الفلسطيني او محاولات التوصل الى انجاز سياسي على طريقتها والبقاء في الحكم؟

هذه القضية يتحدث فيها البعض، هناك من يتحامل على حركة حماس ويتحامل على المشروع برؤيته الاسلامية، ويرى انه حماس ودخولها على خط العمل السياسي قد اربك انجازات اوسلو ومما اضعف وحدة الشعب الفلسطيني، في حين ان حماس كانت تراهن ان هي مشروع ربما يمكنه ان يكون بديلا عن المشروع الذي انطلق في اوسلو، وان تفرض رؤية وتحقيق مصالح للفلسطينيين افضل مما حققت اوسلو. كانت ايضا كما قلت رهاناتها على العمق العربي والاسلامي ان يتغير الموقف الدولي لصالح القضية الفلسطينية، لكن الامور ريما لم تسير وفق قناعات ورؤية بعض القيادات الاسلامية في حركة حماس وبالتالي صارت الامور على غير هدى، وبالتالي ظل هذا الانقسام قائم، وانحرفت البوصلة بشكل مخيف جدا، الى ان حدث ما حدث، واصبحنا عاجزين على ان نحمي مشروعنا الوطني ونخسر الكثير على مستوى المستقبل هذا المشروع. نحن نواجه حكومة يمينية متطرفة صهيونية دينية تعمل بشكل متسارع  لتوسعة الاستيطان بحيث لا يبقى اراضي في الضفة الغربية قابلة ان تكون جزء من مستقبل الدولة الفلسطينية، وان يتسع هذا الانتشار للمستوطنين على مساحات كبيرة من الضفة الغربية  تضيق الخناق وتدفع الكثيرين منهم للهجرة باتجاه الاردن، للاسف هذا امر موجود الان، كما يدور الحديث داخل عقلية المستوطنين والصهيونية الدينية ان غزة ايضا ستعود اليها كثير من المستوطنات كما كانت قبل ازالتها مع الانسحاب من قطاع واعادت الارض كلها لادارة الحكم الفلسطيني في قطاع غزة.

وما هو الطريق الأنسب لصالح الشعب والقضية بعد تجربتك وانخراطاته بالعمل السياسي؟

 للاسف كما قلت ان تغييب منظمة التحرير، ودورها والاعتقاد ان السلطة الفلسطينية وحدها يمكنها ان تحقق الكثير للفلسطينيين هنا كانت تباينات وجهات النظر واختلاف القناعات. حماس ترى في منظمة التحرير انه ممكن تكون جزء من هذه المنظمة، وان تعزز من انجازاتها على المستوى الاقليمي والدولي، لكن السلطة والرئيس ابو مازن اصبح يعمل من اجل ان تكون منظمة التحرير احد مكاتب السلطة الوطنية الفلسطينية، ويريد ان يتفرد بالرؤية  والقرار وهذا غير ما عليه مجموع الكل الفلسطيني، وهو على هذا الاساس تفتت حركة فتح قبل ان تخرج حركة حماس وتطالب ان تكون مكانتها في منظمة التحرير، وفق التوافقات يمكن التفاهم او لا ولكن ابو مازن خاصة بعد 2007 اراد ان يتفرد بالسلطة وان تكون كلها هي تمثل منظمة التحرير وتمثل الضفة الغربية، والفلسطينيين في الخارج. واعتقد انه بهذا الحال هو يرتاح من الصدام والصراع مع حركة حماس، وهذه كانت خطوة فاشلة واعتقد انه لو كان ابو عمار رحمه الله موجودا لما الت الامور الى ما ال اليه الاتفسام والسقوط الهائل بقضية الانقسام. واصبحت غزة كانها وطن اخر، والضفة الغريبة وطن ثاني، واصبح التواصل ومد الجسور بين الطرفين غير قابل للانجاز، وهذا ما لعبت عليه اسرائيل طوال الفترة الماضية حيث عززت من الهوة القائمة بين فتح وحماس وايضا شرذمت الفلسطينيين بحيث اصبح هناك اكثر من اربعة تنظيمات تابعة وعناوين تحت حركة فتح لكنها غير تابعة للرئاسة ولا تسمع لنهج وسياسات الرئيس ابو مازن. هذا هو الوضع للاسف الاخطاء كبيرة وقعنا فيها جميعا وغابت النوايا الطيبة مهما كانت الخلافات يجب ان يظل الشمل الفلسطيني محافظ على توحده واجتماعه وليس ان نصل لمرحلة ان  كل واحد فينا اصبح يستعظم ما بين يديه من الارض والناس. وترى  حماس في قطاع غزة انها هي قائدة المشروع الوطني الفلسطيني وانه هي التي ستاتي بالتحرير والعودة، فيما ظل ابو مازن ايضا على قناعات ورؤيته وخلافاته مع حركة حماس، واعتقد بسياساته هذه التسليم ان يكون  بان يكون تحت الاحتلال يجعل اسرائيل يسمحون له بالبقاء والاستمرار لانجاز المشروع الوطني الفلسطيني. 

حماس لم تعلن عن خسائرها في هذه الحرب، ما السبب؟

حماس لم تتحدث عن خسائرها لانه امر طبيعي، لان الحرب لازالت تدور رحاها، ولم تضع اوزارها بعد، ولا احد يكشف عن نقاط ضعفة او خسائره الان. لكن عندما تنتهي هذه الحرب سيتم حصر كل انواع الخسائر على مستوى القيادات وعلى مستوى النساء والاطفال، وعلى مستوى التدمير الممنهج الذي طال اكثر من 80% من مقومات وقدرات الاعمار الفلسطيني وعلى مستوى المساكن، وايضا على مستوى المؤسسة التعليمية والصحية والمؤسسات الاغاثية وما الى ذلك، هذا كله يعني اصبح ورقة تهدد بها اسرائيل مستقبل وجودنا على هذه الارض.

ماذا تنصح حماس الان؟ وماذا تقول للقيادة في رام الله؟ (ومن تصريحاتك انك تقف على مسافة واحدة من الاثنين؟)

فيما يتعلق بالنصح لحركة حماس وايضا للقيادة السياسية في رام الله، انا اعتقد انه على الرئيس ابومازن يعود الي تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية كاطار جامع للنضال الفلسطيني والانجازات الوطنية والدولية، التي حققتها منظمة التحرير الفلسطينية منذ سنوات طويلة. اما فيما يتعلق بحركة حماس عليها التسليم بانه ما جرى اثر كثيرا على حظوظها ووجودها كحركة مقاومة في الداخل الفلسطيني، وانه على حركة حماس ان تعمل علي ان تكون حزب سياسي تتحرك من خلاله للحفاظ علي ما تبقى لها من شعبية وحضور داخل قلوب وافكار الفلسطينيين، ولازالت لها تاريخ انها حركة ذات ايديولوجية او فكر ليس من السهولة ان تنزعه من تلك الاجيال التي نشأت علي هذا الفكر الاسلامي وقناعاتها بانه مشروع التحرير والعودة يحتاج ويتطلب ان تكون هناك مقاومة لهذا الاحتلال بغض النظر اليوم عن طبيعة هذه المقاومة، مقاومة مسلحة او مقاومة لا عنفية تتحرك تحت اجندة سياسية واضحة لكن هذا واقع الحال. انا ارى ان نقطع الطريق في هذه المرحلة على مخططات نتنياهو لعودة احتلال القطاع ونقبل ان تكون هناك ادارة مصرية مع وجود اوروبي، لترتيب امور في المرحلة الانتقالية مع قيادة فلسطينية يمكن ان يشارك فيها شخصيات  تلقى اقبال واحترام الشعب الفلسطيني، وايضا مجموعة اسناد من التكنوقراط هي التي تدير هذه المرحلة الإنتقالية، الي ان تستقر الامور ويستتب الامن والازدهار من جديد، وتجرى انتخابات يمكن ان يشارك فيها الجميع وتظهر قيادة سياسية يجب ان تكون قائمة علي موضوع الشراكة السياسية وضمن قواسم مشتركة يتفق الجميع عليها كاطار لمشروعنا النضالي السياسي ابو بعض ملامح القوة التي يمكن ان تحركها عمليات معينة للضغط على الاسرائيليين التسليم بحقنا في يكون لنا دولة ووطن.

كلمة اخيرة توجهها للكل القيادات الفلسطينية بكل اطيافها؟ ؟ 

 انا اعتقد ان الورقة القوية في المرحلة القادمة هي العمل السياسي، لان هناك تغير شبة استراتيجي في مواقف الرأي العام الغربي تجاه الفلسطينيين والقضية الفلسطينية. وانا اعتقد ان النضال السلمي الان ضمن حركات واسعة في المجتمعات الغربية، واستثمار وجود الحضور للجاليات الاسلامية، وتأثير الصورة في المشهدية الانسانية لدي الغربيين، كلها امور مهمة جدا تسير لصالح الفلسطينيين، واسرائيل ريما تكون فقدت الكثير مما كانت تدعي من شخصية الضحية، و تبين ان هذا كله كذب وادعاء وافتراء، وانه اسرائيل هي عبارة عن دولة مارقة ارتكبت جرائم ابادة بحق الفلسطينيين وقياداتها، الدولة نفسها ايضا مطلوبه لمحكمة العدل الدولية، وايضا كثير من هؤلاء القيادات الاسرائيلية العسكرية والسياسية اصبحت في دائرة مجرمي الحرب مطلوبة ايضا للمحكمة الجنائية الدولية. يعني المرحلة القادمة تتطلب منا ان نلعب الدور بشكل صحيح وسليم، واننا نحن الضحية، وان اسرائيل عبارة عن دولة تعيش علي قتل الناس وهم مصاصي دماء، وهي كيان استعماري استيطاني احلالي يريد التخلص من الفلسطينيين، وان القوانين الدولية اعطتهم شيي حق من الشرعية قبل اوسلو وفي اوسلو، وبالتالي تحقيق هذه المكاسب والحفاظ  عليها يحتاج الان الي جهد سياسي ودبلوماسي وانساني اكثر من ان يكون هناك عمل عسكري في السنوات القادمة. التركيز يجب ان يكون في بعد الضحية وكيف يمكن ان تصل هذه الضحية لقلوب الناس وقلوب الرأي العام، وايضا ان تحظى باحترام وحضور البرلمانات الاوروبية وحتى ايضا داخل امريكا، لانه ايضا نرى يهود في امريكا مع حركات تنتقد ممارسات اسرائيل الصهيونية الدينية واليمين المتطرف التي ترتكب جرائم باسم اليهود حول العالم. 

بطاقة تعريف: 

الدكتور احمد يوسف عضو سابق في مجلس الشورى في حركة حماس لاربع سنوات، وهي اعلى هيئة في الحركة 

مستشار لهنية  2006 – 2010

استاذ جامعي في الولايات المتحدة وغزة في العلوم السياسية والاعلام.

مدير معهد بيت الحكمة للاستشارات وحل النزاعات. 

لديه 53 كتاب باللغتين العربية والانجليزية في الشؤون الفلسطينية والحركة الاسلامية والعلاقة مع الغرب والصراع الفلسطيني الاسرائيلي. 

Post Views44 Total Count

تصفح المواضيع

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Ethical Dimensions in the Digital Age

The Internet is becoming the town square for the global village of tomorrow.

الأكثر قراءة

هاشتاغ

عن زيتون نيوز

زيتون نيوز موقع اعلامي صادر عن مركز رام للدراسات العربية. مختص بالشؤون العربية في كندا، بالاضافة الى الاهتمام بأهم القضايا في الوطن العربي. وهو موقع مهني تشرف عليه الصحفية تغريد سعادة التي تعمل في الصحافة لما يزيد عن عقدين من الزمان.
يقع المكتب الرئيسي في مدينة ادمنتون / ألبرتا. ويعمل على تقديم تغطية شاملة، لكافة الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للعرب في كندا. 

آخر الأخبار

  • All Posts
  • About Us
  • English News
  • أخبار
  • تحقيقات
  • ثقافة
  • شؤون الجالية
  • شؤون عربية
  • لقاءات
  • مقالات
  • منوعات
    •   Back
    • About us

أقسام

 Zaytoun News © 2024

error: Content is protected !!