لندن / أونتاريو – زيتون نيوز
اعلنت الصحفية المسلمة أرفعة رنا استقالتها من هيئة الإذاعة الكندية (CBC) احتجاجا على اللغة التي تستخدمها الهيئة في تغطية الحرب على غزة، معتبرة أن الحرب الداخلية بين ضميرها المهني والنهج التحريري للهيئة أصبحت معركة لا يمكن الفوز بها.
وأوضحت أن الحيادية المزعومة التي تتبناها CBC تساهم في تبرير الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون، وتساءلت عن دور الصحافة في التزامها بالحقيقة والعدالة.
وقالت إن الصحفيين يتحملون مسؤولية أخلاقية للتأثير على الرأي العام من خلال الحقائق التي يقدمونها، مشددة على أن قول الحقيقة هو فعل ثوري يهدف لتحقيق العدالة للضحايا والمظلومين.
وفي اجتماع مع أحد كبار المسؤولين في CBC، أعربت رنا من لندن أونتاريو، عن استيائها من افتقار التغطية إلى السياق التاريخي بين إسرائيل وفلسطين، واستخدام مصطلحات تبرر المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين. ورغم تعاطف المسؤول معها، أكد على ضرورة التزام الهيئة بالحيادية وتقديم “تغطية متوازنة”. ومع ذلك، أشارت الصحفية إلى أنه لا يمكن التعامل مع الجرائم ضد الإنسانية على أنها مسألة “وجهات نظر متعارضة”، بل هي حقيقة واضحة.
كما انتقدت الصحفية بشدة دليل اللغة الذي تعتمده CBC في تغطية الشرق الأوسط، والذي يحظر استخدام مصطلحات مثل “الاستعمار” و”الفصل العنصري” لوصف الأحداث. وأشارت إلى أن هذا التوجه يعكس انحيازًا واضحًا في نقل الأحداث، حيث يتم استخدام لغة محايدة لوصف هجمات إسرائيل بينما توصف هجمات حماس بمصطلحات قوية مثل “مجزرة” و”وحشية”.
وتساءلت الصحفية عما إذا كانت الحيادية مجرد عذر للتواطؤ مع الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين، معتبرة أن الصحافة الكندية السائدة تحولت إلى “مكبر صوت” لصالح القوى الاستعمارية.