سجل في القائمة البريدية

Edit Template

عائلة دغمش بين نيران الاحتلال والصراع مع حماس

تغريد سعادة

برز اسم عائلة دغمش الشهر الماضي بعد تصديها لهجمات إسرائيلية على مناطق سكناها، وسط محاولات الاحتلال لابتزاز العائلات الفلسطينية في القطاع. ونتيجة لذلك في حي الصبرة، استهدف القصف الاسرائيلي المربع السكني لعائلة دغمش، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 60 شخصا، بينهم نساء وأطفال، وما زال عشرات آخرون تحت الأنقاض.

ووفق تقارير نشرت حينها قدم الشاباك الإسرائيلي عروضا مالية وعسكرية للعائلة مقابل المشاركة في قتال حماس وتزويد الاحتلال بمعلومات أمنية، في إطار خطة لتقسيم غزة إلى مناطق يديرها مسلحون محليون.

ووثقت العائلة حينها ما تعرضت له من قبل الاحتلال مما اشادت بها كل الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة حماس. مما اضطر العائلة النزوح للمستشفى الاردني. وبعد وقف اطلاق النار بدأت حماس بنشر قواتها، وطالبت العائلة التي لا تملك مكانا للذهاب اليه بعد هدم الاحتلال منازلها، ترك المستشفى وبدا الصدام على هذه الخلفية.

و تعتبر عائلة دغمش من أكبر العائلات الفلسطينية، ولها تاريخ طويل من رفض التعاون مع الاحتلال. قبل سيطرة حماس على غزة عام 2007، كانت العائلات الكبرى تملك نفوذا واسعا مما أدى إلى خلافات مع حماس التي ترفض اي منافسة لها على الارض وتقصي كل من يهدد نفوذها. بعد سيطرة حماس، حاولت الحركة فرض سيطرة أمنية وإدارية في مناطق مهمة، لكن العائلات الفلسطينية الكبيرة، بما فيها دغمش، حافظت على استقلال موقفها الوطني، رافضة أي سيطرة قسرية.

في اليومين الماضيين، اندلعت مواجهات مباشرة بين عناصر حماس وأفراد من عائلة دغمش في حي الصبرة، عقب رفض العائلة الانصياع لتوجيهات الحركة بفرض السيطرة على المنطقة. أسفرت الاشتباكات عن قتلى وجرحى واعتقالات، في استمرار للصراع القديم على النفوذ بين العائلات الكبرى وحركة حماس. اسفر عنه قطع التواصل في المنطقة التي تتواجد فيها العائلة وتم قتل واعتقال العديد دون معرفة الاحصائيات الدقيقة.

ونشرت العائلة على صفحتها الرسمية توضيحا اليوم جاء فيه، “هناك تجاوزات فردية لبعض أفراد العائلة حاولت العائلة حلها داخليا، ومع ذلك تعرضنا لممارسات أمنية شملت إطلاق النار والاعتقال والقتل والحرق. كما تم اختطاف وقتل الصحفي صالح الجعفراوي تحت علامات التعذيب، ونؤكد براءتنا الكاملة من هذه الأفعال. العائلة قدمت أكثر من 600 شهيد، ونناشد الجميع التروي وعدم إلقاء الاتهامات الباطلة.”

وتؤكد مصاد داخل العائلة لـ ” زيتون نيوز” ان حماس فرضت حصار على المربع السكني للعائلة وكان غير مسموح فيه دخول او خروج احد، فكيف سيتم الوصول الى الجعفراوي.

وتتحدث اوساط داخل القطاع الى ان الجعفراوي والذي كان قد جمع اموال تبرعات لبناء مستشفى للاطفال في غزة خلال الحرب على غزة وصلت للملايين مع ابن القيادي لحركة حماس باسم نعيم، ان الاخير وجد مقتولا مع الجعفراوي و لم يتم الحديث عنه.

ووفقا لصديق مقرب للجعفراوي في فيديو ينعى صديقه، قال انه ترك حاجته وموبايلاته معه قبل الذهاب كما يقول لمكان الاشتباكات. وقد انقطعت اخباره يوما كاملا لحين ظهور جثته وهو منكل بها واثار الضرب عليها. ويطالب الغزاويون التحقيق بحادثة وفاته.

ووفقا لتحقيقات أولية نشرتها وسائل الاعلام فان الجعفراوي تواجد في حيي “تل الهوى” و”الصبرة” جنوب مدينة غزة لإعداد تقرير صحفي حول حجم الدمار الذي خلفه الاحتلال، حين استشهد برصاص مجموعات مسلحة كانت تشتبك مع عناصر الأمن.

وقالت الجبهة الداخلية الفلسطينية، وهي قناة تابعة لحماس على تطبيق تليغرام، الأحد: “تم إلقاء القبض على عدد من العملاء والمتعاونين في مدينة غزة، بعد ثبوت تورطهم في التجسس لصالح العدو”، بالإضافة إلى “المشاركة في اغتيال عدد من عناصر المقاومة متهمة عائلة دغمش بذلك.

وعلى الرغم من وجود جماعات مسلحة ظهرت في القطاع خلال مدة الحرب من امثال جماعة ياسر ابو شباب الا ان المؤكد ان كل الجماعات المسلحة والمدعومة من الاحتلال تتواجد في المناطق التي تسيطر عليها الاحتلال في غزة، وان الحديث عن اشتباكات مع عملاء غطاء لحماس لاحكام سيطرتها على الارض كما كانت تفعل قبل الحرب. وهناك بعض العائلات من اثر التسليم لحماس، ولكن بعض العائلات الاخري تتعرض للهجوم في ظل عدم وجود وسائل اعلام وتغييب الرواية الاخرى لحماس.

تعكس هذه الأحداث حجم الضغوط التي تواجهها العائلات الفلسطينية في غزة، بين ابتزاز الاحتلال والحفاظ على موقف وطني رافض للتعاون، وبين الصراع الداخلي مع حماس على النفوذ والسيطرة المحلية. الصمود في القطاع يواجه تحديات مزدوجة من الداخل والخارج، وتظل عائلات مثل دغمش رمزا للمقاومة الوطنية والتشبث بحق الحياة رغم التضحيات الفادحة.

Post Views43 Total Count

تصفح المواضيع

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Ethical Dimensions in the Digital Age

The Internet is becoming the town square for the global village of tomorrow.

الأكثر قراءة

هاشتاغ

عن زيتون نيوز

زيتون نيوز موقع اعلامي صادر عن مركز رام للدراسات العربية. مختص بالشؤون العربية في كندا، بالاضافة الى الاهتمام بأهم القضايا في الوطن العربي. وهو موقع مهني تشرف عليه الصحفية تغريد سعادة التي تعمل في الصحافة لما يزيد عن عقدين من الزمان.
يقع المكتب الرئيسي في مدينة ادمنتون / ألبرتا. ويعمل على تقديم تغطية شاملة، لكافة الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للعرب في كندا. 

آخر الأخبار

  • All Posts
  • About Us
  • English News
  • أخبار
  • تحقيقات
  • ثقافة
  • شؤون الجالية
  • شؤون عربية
  • لقاءات
  • مقالات
  • منوعات
    •   Back
    • About us
    •   Back
    • Art and Cinema
    • Interviews

أقسام

 Zaytoun News © 2024

error: Content is protected !!