تغريد سعادة
وأنا كفلسطينية، أتابع ما يكتبه بعض العرب على المنصات المختلفة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، تحت شعار “دعم المقاومة”، فأُصاب بالصدمة حين أرى هذا الخلط المتعمد بين فلسطين كقضية وطنية، وبين حماس كتنظيم سياسي له مشروعه الأيديولوجي الخاص.
ما يجري اليوم هو محاولة واضحة لإخفاء صوت فلسطين الحقيقي، خصوصا الصوت الفلسطيني في الداخل الذي يرفض حماس علنا.
و في خضم فوضى إعلامية تقودها بعض المنصات العربية ومنذ زمن، نرى هجوما منظما على السلطة الفلسطينية وعلى المشروع الوطني، في مقابل تلميع حماس وخطها الإخواني، وكأنها الممثل الوحيد للفلسطينيين. هذا التوجه لم يخدم فلسطين، بل طمس صوت الفلسطينيين المطالبين بمحاسبة حماس على ما تقوم به، وتحمل اهواله وتبعاته الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.
استخدام شعار “فساد السلطة” كحيلة إعلامية لخدمة حماس أصبح مفضوحا. ففي الوقت الذي بدأت تتكشف فيه سرقات حماس وفسادها، يتم تجاهل ذلك عمدا، ولا أحد يجرؤ على ذكره أو مساءلته. هذه ازدواجية خطيرة، هدفها صناعة شرخ داخلي فلسطيني لصالح تنظيم بعينه.
حماس شأن داخلي فلسطيني، وليست شأنا عربيا. نحن الفلسطينيين وحدنا من نقرر ما هي حماس، وما هو موقعها، وليس من حق أي طرف عربي أن يزايد علينا أو يفرض علينا رؤيته باسم “المقاومة”، بينما هو لا يدرك، أو يتجاهل عمدا، تحالفات هذا التنظيم، وأساليبه التي تتبع جماعة الإخوان المسلمين، استخدام العنف حينا، ورفع شعار السلم حينا آخر، فقط من أجل إحكام السيطرة على المجتمع.
في الداخل الفلسطيني، يجب أن يكون النقاش حول حماس فلسطينيا خالصا، لا يدار من الخارج، ولا عبر أطراف لا علاقة لها بالواقع الفلسطيني ولا تدفع ثمن سياسات هذا التنظيم.
توقفوا، واتركوا المجال ليخرج الصوت الفلسطيني الآخر؛ صوت من هم ضد حماس.
توقفوا، لأن فلسطين للفلسطينيين.
وإياكم التطاول على الرأي الفلسطيني أو التعامل معه كأنه مادة تحركها العواطف والشعارات.
نحن أصحاب حق، وأصحاب مبدأ، وأصحاب وجهة نظر، ولا يحق لأحد أن يصادر صوتنا أو يستخف به.
وأقول للعرب، إذا أردتم دعم الفلسطينيين، فادعموا فلسطين، لا تنظيما على حساب الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية. تذكروا أن حماس شأن داخلي لا علاقة لكم به، إلا إذا كنتم تدعمون جماعة الإخوان المسلمين، وحينها سنتصدى لكم.
12 Total Count
