عمان – عمر ابو الهيجاء*
منحت جمهورية فنزويلا البوليفارية ستة شعراء فلسطينيين شاركوا في الدورة الـ 19 من المهرجان العالمي للشعر، وسام أندريس بِيّو، من الدرجة الأولى (وشاح الشرف)، الذي يعد أرفع وسام ثقافي يمنحه رئيس الجمهورية تقديراً للأفراد المتميزين في حقول التعليم، والبحث العلمي، والأدب والفنون. ويحمل الوسام الذي أُسّس في العام 1965، اسم أندريس بيّو، الشاعر والمفكر والفيلسوف وعالم النحو، ومعلّم المحرّر سيمون بوليفار.
جاءت مشاركة الشعراء في وفد برئاسة الأمين العام للاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، الشاعر مراد السوداني، ضمن فعاليات تكريم فلسطين باختيارها “ضيف الشرف” الأول في تاريخ مهرجان فنزويلا للشعر.
وشكر الشاعر علي العامري فنزويلا التي توّجته بوسام أندريس بيّو، من الدرجة الأولى، إلى جانب الشعراء مراد السوداني وناجي الناجي وغادة خليل وأحلام بشارات ونبيهة عبد الرازق. وقال العامري بعد التكريم: “أهدي هذا الوسام إلى فلسطين من النهر إلى البحر، بشهدائها وأسراها ومناضليها وأطفالها ونسائها ومبدعيها ومثقفيها وصحافييها، وإلى أهلنا في غزّة الذين يواجهون بإرادتهم الصلبة وصبرهم وجوعهم جرائم الإبادة الجماعية والمحرقة الثقافية والتجويع والحصار، التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني بدعم من الغرب الرسميّ، وخصوصاً الولايات المتحدة”، مؤكداً أن “غزة تشكّل خط الدفاع الأول عن الأمة العربية، وتكتب بدمها السؤال الأول والأصعب في امتحان الضمير الإنساني”.
وأضاف صاحب “فلسطينياذا” أنّ “فنزويلا قيادة وشعباً تقف إلى جانب الحقّ الفلسطيني، وهذا نهجها الثابت في دعم حركات التحرر الوطني، وفي مواجهة الحلف الصهيوني الرأسمالي الظالم والظلاميّ”، مؤكداً أهمية دور الكلمة في الانتصار للحقّ والحقيقة والعدالة والإنسانية والجمال، وفي تعزيز السردية الفلسطينية، ودحض المرويّة الاستعمارية التلفيقية.
وكان نائب الرئيس الفنزويلي، لقطاعات الاتصال والثقافة والسياحة، الشاعر فريدي نانييز، قال خلال حفل تقليد الشعراء الفلسطينيين الستة وسام أندريس بيّو من الدرجة الأولى، بحضور السفير الفلسطيني لدى فنزويلا، فادي الزّبن، مساء 20 يوليو/ تموز 2025، في مقر إقامة الشعراء المشاركين بالمهرجان في العاصمة كراكاس: “حيثما يُوجد الشعر، وحيثما توجد الأغنية، وحيثما توجد الكلمة، يبقى النضال متواصلاً من أجل العدالة والكرامة”، مؤكداً على أهمية دور الشعر الفلسطيني في المقاومة الثقافية، وفي الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده، وإعلاء صوت الحرية، وفي كشف جرائم الاحتلال الصهيوني.
وتحدث فريدي نانييز عن الشاعر الحكيم الذي يحمل الوسام اسمه، قائلاً إنّ “أندريس بيّو محرِّرٌ بالمعنى العميق للكلمة”، موضحاً أنه عمل لغويّاً على تأسيس “قواعد نحويّة جديدة تكسر الصوت الإمبراطوري، وتبني مرجعية ذاتية ليس لفنزويلا فقط، إنّما لبلدان أميركا”.
وحيّا نضال الشعب الفلسطيني من أجل التحرّر والكرامة، قائلاً إن “ما يحدث لفلسطين سيحدّد مصير الإنسانية”، مشيراً إلى تصاعد الحركات الشعبية المناصرة لفلسطين في مختلف مدن العالم، والتي تنادي بتحرير فلسطين.
وتابع نائب الرئيس كلمته بالقول “ستظلّ فلسطين حيّة”، مضيفاً “نحن الشعراء الذين تواجدوا في هذا المهرجان سنتمكن في يوم من الأيام من إخبار أحفادنا أننا قدمنا بيتاً شعرياً لفلسطين”.
من جانبه، قال السفير الفلسطيني فادي الزّبن، إنّ “هذا التكريم يؤكد أن الشعب الفلسطينيّ ليس وحيداً، إذ تحظى فلسطين بدعم فنزويلا وشعبها الشجاع”، مشيراً إلى أن التكريم الفنزويلي للشعراء الفلسطينيين، هو أيضاً تكريم للثقافة ولأطفال فلسطين ونسائها الذين تستمر معاناتهم تحت قصف الاحتلال وتحت الحصار والتجويع الممنهج.
وبدوره، قال الشاعر مراد السوداني إنّ “هذا التكريم لوفد فلسطين المشارك في مهرجان فنزويلا للشعر والذي حلّت فيه فلسطين ضيف شرف، هو تكريم لشهداء الحركة الثقافية الفلسطينية، وفي مقدمتهم شهداء الثقافة في غزة الصابرة الشهيدة الشاهدة” .
يذكر أنّ أندريس بيّو الذي يحمل الوسام اسمه وصورته، من أبرز الرموز في تاريخ فنزويلا وعموم أميركا اللاتينية، وهو شاعر وفيلسوف وعالم نحويّ وسياسي. وُلِد في العاصمة كاراكاس في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 1781، وتوفي في سانتياغو تشيلي في 15 أكتوبر/ تشرين الأول 1865. وكان من بين تلاميذه المحرر سيمون بوليفار.
ويُعدّ وسام أندريس بيّو أرفع وسام ثقافي في فنزويلا، أُسس في 15 أكتوبر/ تشرين الأول 1965، ويمنحه الرئيس الفنزويلي تقديراً للأفراد المتميزين في ميادين التعليم، والبحث العلمي، والأدب والفنون. كما يُمنح للأفراد الذين قدموا خدمات جليلة في مجال الثقافة أو ساهموا في التنمية الثقافية.
*عن الدستور الاردنية
86 Total Count
