تغريد سعادة
رغم أن حركة حماس تعلن رفضها القاطع لأية مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، فإن الواقع السياسي يكشف عن قنوات اتصال غير رسمية، أدارها وشارك فيها قياديون بارزون داخل الحركة. يأتي في مقدمتهم غازي حمد، الذي يعد من أبرز الوجوه البراغماتية داخل حماس، ومن أكثرهم انخراطا في جهود التفاوض غير المباشرة مع إسرائيل، لا سيما في ملفات تبادل الأسرى والتهدئة.
وحمد هو قيادي بارز في حركة حماس، ولد في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وتولى عدة مناصب رسمية داخل حكومة غزة التي أدارتها حماس بعد الانقسام في عام 2007، منها نائب وزير الخارجية، والناطق باسم الحكومة، وعضو في المكتب السياسي لحماس، ومسؤول ملفات التفاوض غير المباشر، خاصة ملف الأسرى.
في أعقاب أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006، بدأت أولى المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل. لعب حمد دورا مهما في هذه المرحلة، حيث تواصل مع غيرشون باسكين، الناشط الإسرائيلي، والذي شكل قناة خلفية بين الطرفين. وتبادل معه الرسائل والمقترحات، وشارك في صياغة صفقة شاليط التي انجزت عام 2011. وعمل خلالها حمد كحلقة وصل بين حماس والوسطاء الإسرائيليين.
وصفه باسكين بأنه “الشخص الأكثر توازنا داخل حماس”، وكان “الواجهة التفاوضية العملية”. وبقيت القناة مفتوحة حتى الـ 7 أكتوبر 2023، حينما ظهر حمد في الإعلام مؤيدا للهجوم. حينها أعلن باسكين قطع العلاقة معه، وصرح، “ظننت أن حمد رجل سلام، لكنه خذلني بعد 7 أكتوبر. لم أعد أستطيع الثقة به.”
ورغم ذلك، عاد الاتصال مؤخرا. فقبل ايام، قال باسكين انني تلقيت رسالة من رئيس فريق التفاوض في حركة حماس، ونقل عنه رسالة للجمهور الاسرائيلي، بان اسرائيل رفضت مرارا الافراج عن كل الاسرى دفعة واحدة، وفضلت الحل الجزئي، كما اكد على ان حماس لا تريد الحكم في غزة بعد وقف اطلاق النار.
بعض التقارير الإسرائيلية والإعلامية أشارت إلى وجود لقاءات في الخارج بين ممثلين من حماس (ومنهم حمد) وشخصيات دولية تتحدث باسم إسرائيل، لكنها ليست مفاوضات بمعناها الرسمي. الحركة لم تنف الانباء.
داخل اسرائيل، لا تعارض الأجهزة الأمنية الإسرائيلية (الشاباك، الموساد) وجود قنوات خلفية مع حماس، بل تعتمد عليها في حالات الأزمة. اما سياسيا، تختلف الآراء، فاليمين المتشدد يرفض أي تواصل مع ما يصفها بـ “قيادات إرهابية”. وتيارات أكثر براغماتية ترى أن وجود شخص مثل حمد ضروري لإدارة الملفات الحساسة.
107 Total Count
