سجل في القائمة البريدية

Edit Template

غازي حمد يكشف خياري حماس: البقاء في الحكم أو دفع الشعب ثمن حرب استنزاف

تغريد سعادة

في ظهوره الإعلامي الأخير، قدم غازي حمد، القيادي في حركة حماس، خطابا سياسيا محكما من حيث الشكل، لكنه خطير في مضمونه وأهدافه. تحدث باسم “الشعب الفلسطيني”، ورفض أي صفقة جزئية، ودافع بشدة عن سلاح المقاومة، قائلا إنه “لن يتم تسليم حتى طلقة فارغة”. وبدا من لغته أنه لا يمثل حركة سياسية، بل يتحدث كأنه الناطق الرسمي باسم شعب بأكمله، وكأن حماس تمثل الكل الفلسطيني.

لقاء حمد لا يخلو من التضليل المقصود؛ فحين يستخدم كلمة “الشعب الفلسطيني” بدل “حماس”، ويجمع بين دماء الشهداء ومواقف الحركة، فإنه يعيد إنتاج اللغة القديمة للحركة التي تخلط بين حماس كفصيل والشعب، في محاولة مكشوفة لشرعنة مشروع حماس وعلى حساب المصلحة الوطنية الفلسطينية.

الأخطر من ذلك أنه يطرح “الصفقة الشاملة” كخيار وحيد، دون أن يوضح للشعب الفلسطيني ما تعنيه هذه الصفقة حقا. وهو ما ألمح اليه أبو عبيدة الناطق العسكري للحركة في خطابه الأخير. والصفقة الشاملة تتحدث عن هدنة طويلة الأمد، تضمن بقاء حماس في الحكم، وتعطيها صلاحية حراسة الهدنة.

ويؤكد حمد علي ما جاء في خطاب ابو عبيدة، بان على الاحتلال ان يستعد لحرب الاستنزاف دون الاشارة اليها بشكل مباشر، انما التأكيد على استمرار الوضع الحالي. فإما الدخول في صفقة شاملة تضمن بقاءها كقوة حاكمة واما استمرار الحرب دون الاكتراث بمصير الشعب الفلسطيني في غزة.

وبين هذا وذاك، تغيب أي رؤية وطنية جامعة، أو حتى إحساس بمسؤولية سياسية وأخلاقية. فالإصرار على أن “سلاح المقاومة هو جوهر القضية”، خارج سياق سياسي أو مشروع تحرري واضح، لا يعدو كونه ذريعة للاستمرار في حكم غزة، لا أكثر.

وبينما تصر حماس على أنها تواجه حربا “وجودية”، فإن الواقع على الأرض يقول شيئا آخر، إسرائيل تحتل ما يزيد عن 80٪ من القطاع، العمليات العسكرية لم تتوقف، والمجتمع في غزة ينهار، بينما يقف العالم مشلولا امام القتل والمجاعة والتشريد، في وقت تتحدث قيادة حماس عن “الصمود” و”الانتصار” من وراء الشاشات.

حماس، بلسان غازي حمد، لا تفاوض اليوم على وقف الحرب، بل على صيغة تحفظ وجودها في اليوم التالي للحرب واما استمرار الحرب. وهذا في جوهره، يخدم حماس التي تبحث عن “هدنة سياسية” والبقاء في الحكم او حرب مستمرة، ومن جهة اخرى يخدم إسرائيل وحكومة نتنياهو التي من الواضح انها تستفيد من استمرار حرب كذريعة لاستمرار العدوان والبقاء في الحكم.

بين خطاب غازي حمد وتهديدات أبو عبيدة، لا يبدو أن لدى حماس نية لتغيير المسار، بل إنها تعد الأرض لمرحلة جديدة من السيطرة والتفرد، تحت عنوان “النصر”، وفي واقع ميداني عنوانه الخسارة والموت والمجاعة والتشريد. ومن لا بد ان المناورة المزدوجة بين “المقاومة” و”الحكم”، هي الحلقة الأخطر في إطالة عمر المأساة يدفع ثمنه وحده الشعب الفلسطيني في غزة، واستمرار فصل غزة عن باقي الاراضي الفلسطينية.

Post Views10 Total Count

تصفح المواضيع

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Ethical Dimensions in the Digital Age

The Internet is becoming the town square for the global village of tomorrow.

الأكثر قراءة

هاشتاغ

عن زيتون نيوز

زيتون نيوز موقع اعلامي صادر عن مركز رام للدراسات العربية. مختص بالشؤون العربية في كندا، بالاضافة الى الاهتمام بأهم القضايا في الوطن العربي. وهو موقع مهني تشرف عليه الصحفية تغريد سعادة التي تعمل في الصحافة لما يزيد عن عقدين من الزمان.
يقع المكتب الرئيسي في مدينة ادمنتون / ألبرتا. ويعمل على تقديم تغطية شاملة، لكافة الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للعرب في كندا. 

آخر الأخبار

  • All Posts
  • About Us
  • English News
  • أخبار
  • تحقيقات
  • ثقافة
  • شؤون الجالية
  • شؤون عربية
  • لقاءات
  • مقالات
  • منوعات
    •   Back
    • About us

أقسام

 Zaytoun News © 2024

error: Content is protected !!