سجل في القائمة البريدية

Edit Template

فتح تستعد لعقد مؤتمرها الثامن: ترميم البيت الداخلي وتعدد الطامحين للرئاسة

تغريد سعادة

كشفت مصادر في حركة “فتح” لـ “زيتون نيوز” أن الحركة تستعد لعقد مؤتمرها العام الثامن لانتخاب قيادة جديدة مع بداية العام المقبل، في خطوة تهدف إلى إعادة ترتيب صفوفها وتجديد شرعيتها التنظيمية بعد أعوام من الجمود. والاستعداد للانتخابات الرئاسية والتشريعية المرتقبة.

ووفقا للمصادر ذاتها، بدأت الحركة التحضيرات عبر انتخابات الأقاليم في الخارج، حيث أجريت انتخابات في لبنان والسويد بإشراف مفوضية التعبئة والتنظيم في الأقاليم الخارجية، وبحضور أعضاء من اللجنة المركزية والمجلس الثوري. وان الحركة ستستكمل انتخابات الاقاليم في الخارج و فلسطين.

عفو عن المفصولين وترميم الصفوف

تزامن التحضير للمؤتمر مع قرار اللجنة المركزية لحركة “فتح” دراسة طلبات الراغبين في العودة إلى صفوف الحركة، استنادا إلى قرار صدر في مارس الماضي وما ورد في خطاب الرئيس محمود عباس خلال القمة العربية بشأن العفو عن المفصولين.

وأوضحت اللجنة المركزية في تعميم رسمي، أنه تقرر دراسة طلبات الراغبين بالعودة إلى صفوف حركة فتح من خلال تقديم طلب فردي من العضو المفصول من اللجنة المركزية لحركة فتح، يعرب به عن رغبته بالعودة إلى أطر الحركة والاستعداد للالتزام بأنظمة وقوانين واحكام حركة فتح، وذلك خلال شهر من تاريخ هذا التعميم. وأوضحت أن فترة تقديم الطلبات تمتد لمدة ستة اشهر من تاريخ إصدار التعميم، والتي تنتهي مع نهاية الشهر الجاري.

ورغم أن عددا من الكوادر المفصولة من بينهم ناصر القدوة ونجاة أبو بكر واخرين، قد عادوا فعلا إلى صفوف الحركة، فإن نحو 22 قياديا من التيار المحسوب على محمد دحلان رفضوا تقديم طلبات فردية، مفضلين عودة جماعية كما كان فصلهم جماعيا.

ومع ذلك، تؤكد مصادر “فتح” أن القيادة ماضية في مسارها التنظيمي دون التفات لهذه الاعتراضات، مركزة على إعادة ترميم بيتها الداخلي.

من سيخلف عباس

مصدر في الحركة فضل عدم الكشف عن اسمه، أشار إلى وجود عدد من الأسماء البارزة التي تطرح كمرشحين محتملين لرئاسة الحركة، منهم جبريل الرجوب، ومحمد اشتية، وناصر القدوة، إضافة إلى مروان البرغوثي الذي يعد من أكثر الشخصيات شعبية في صفوف القواعد الفتحاوية.

وأكد المصدر أن اختيار المرشح الرئاسي سيتم عبر انتخابات داخلية للحركة لا عبر التعيين.

وأضاف أن “ما يشاع عن رفض بعض قيادات الحركة لاخراج مروان من الاعتقال غير واقعي، فلو كانت للحركة قدرة على ذلك لنجحت في تحرير عدد من قياداتها الأسيرة في سجون الاحتلال مثل سائد عوض الله و خالد الرجوب”، ومشيرا إلى أن الحديث عن هذه الملفات يستخدم للتحريض ضد الحركة.

وأوضح أن أعضاء من اللجنة المركزية والمجلس الثوري زاروا منزل مروان البرغوثي والتقوا زوجته فدوى دعما له بعد رفض الاحتلال إدراجه في صفقة الإفراج الأخيرة.

وقال المصدر الفتحاوي، ان البرغوثي يحظى بشعبية كبيرة داخل فتح، لكن بعض القيادات ترى أن المرحلة القادمة تحتاج إلى قدرة على التعامل مع الدول المانحة وجذب الدعم المالي، وهو ما يشكك البعض في قدرة البرغوثي على تحقيقه.
ومع ذلك، يبقى قرار الحسم بيد المؤسسات التنظيمية للحركة، التي تؤكد أن “أي مرشح لن يحظى بالدعم الكامل ما لم تصادق عليه فتح رسميا”.

الخلفية الانتخابية والسياسية لمروان

شارك البرغوثي في انتخابات المجلس التشريعي عام 1996، و لم يكن يتمتع بشعبية انتخابية كبيرة، وجاء في قائمة رام الله والبيرة بعد عبد الجواد صالح وجميل الطريفي وقدورة فارس، وحتى بعد مرشح فدا عزمي الشعيبي. لكن في انتخابات عام 2006،حيث كان في الاعتقال، تحسنت مكانته، ففاز ضمن قائمة حركة فتح، إلى جانب الاسيرين امحمد إبراهيم أبو علي وجمال حويل. وفي المقابل، فاز لحماس في نفس الانتخابات أحد عشر أسيرا، بينما مثل أحمد سعدات الجبهة الشعبية من داخل المعتقل.

وكان البرغوثي قد خسر قبل الانتفاضة الثانية، في انتخابات فتح الداخلية عام 1999 موقع أمانة سر الحركة أمام حسين الشيخ، نائب الرئيس الفلسطيني الحالي، والذي نافسه على الامانة واستطاع انتزاعه منها، وهذه الخسارة كانت مؤشرا على الصراعات الداخلية في الحركة، وهو ما يحدث في كل التنظيمات والاحزاب.

حملة للإفراج عن مروان

منذ اعتقاله عام 2002، تولت زوجته فدوى البرغوثي قيادة حملة للإفراج عنه. وفي عام 2013، أُطلقت الحملة الدولية للإفراج عن مروان البرغوثي من جزيرة روبن آيلاند في جنوب إفريقيا، حيث سجن نيلسون مانديلا. وجاءت المبادرة بدعم من مؤسسة أحمد كاثرادا، أحد رفاق مانديلا، وبحضور شخصيات سياسية ودبلوماسية عالمية، في حدث رمزي كبير . اختيار المكان لم يكن مصادفة، فقد أرادت الحملة أن تبرز التشابه بين مسيرة مروان البرغوثي ومسيرة مانديلا في مقاومة الاحتلال والسجن من أجل الحرية. ومنذ ذلك الحين، بات يشار إلى البرغوثي في الإعلام الدولي والعربي بوصفه “مانديلا فلسطين”.

الحملة نجحت في إبقاء قضيته حية على الساحة الدولية، وحشدت دعما من حركات تضامن ومن شخصيات حائزة على جائزة نوبل للسلام، واستمرت في تنظيم فعاليات ومبادرات في إفريقيا وأوروبا، مؤكدة أن حرية مروان هي جزء من النضال الأوسع من أجل حرية الشعب الفلسطيني.

ورغم أن فتح تضم عشرات الأسرى في سجون الاحتلال، الا ان الحركة اعتمدت التعامل مع الاسرى جميعا كقضية واحدة، دون تخصيص أو تسليط ضوء إعلامي كما حدث مع مروان البرغوثي الذي تتولى زوجته الحملة للافراج عنه منذ اليوم الاول. هذا ساهم في بروز مروان بشكل استثنائي، مما خلق أحيانا حساسية داخل الحركة نفسها، بين من يرى فيه رمزا وحدويا، ومن يعتبر أن التركيز عليه يضعف توازن القيادة الداخلية.

بين فتح وحماس

اللافت أن بعض الجهات الإعلامية المحسوبة على حماس أو المعارضة لحركة فتح حاولت تقديم مروان البرغوثي وكأنه شخصية مستقلة أو حتى قريبة من مشروعها السياسي، في حين أنه فتحاوي حتى النخاع ويحمل برنامج الحركة السياسي ذاته.

ورغم محاولات تمجيده إعلاميا من أطراف محسوبة على حماس، إلا أن الواقع السياسي يؤكد أن احتمال دعم حماس لمرشح فتح، حتى لو كان مروان البرغوثي، أمر مستبعد تماما. فحماس تنظر إلى أي مرشح رئاسي من داخل فتح باعتباره استمرارا للسلطة القائمة التي تختلف معها وتتنافس معها، يل واعلنت الانقلاب عليها منذ عام 2007 ولازالت.

والعلاقة بين حماس ومروان البرغوثي تبقى في إطار العلاقات العامة والرمزية، لا أكثر.
فمروان يمثل التيار الوطني داخل فتح، الداعي للوحدة والمصالحة، لكنه لا يخرج عن إطار الحركة ولا عن نهج منظمة التحرير الفلسطينية. و محاولات الإيحاء بأن ترشيح مروان البرغوثي يشكل خطرا على السلطة أو أنه بديل عنها هي قراءة غير دقيقة. فجوهر المسألة يكمن داخل فتح نفسها، في قدرتها على حسم قرارها الديمقراطي الداخلي، وتوحيد صفوفها حول مرشح واحد.

استعداد الحركة لعقد مؤتمرها الثامن يضعها أمام اختبار داخلي كبير، يتمثل في قدرتها على توحيد صفوفها واختيار قيادة جديدة قادرة على مواجهة المرحلة القادمة، سياسيا وتنظيميا. فالمؤتمر لن يكون مجرد استحقاق تنظيمي، بل خطوة لتحديد مستقبل الحركة الأكبر في الساحة الفلسطينية، وضمان استمرارها كقوة وطنية جامعة قادرة على حمل مشروع الدولة الفلسطينية والاستقلال.

Post Views62 Total Count

تصفح المواضيع

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Ethical Dimensions in the Digital Age

The Internet is becoming the town square for the global village of tomorrow.

الأكثر قراءة

هاشتاغ

عن زيتون نيوز

زيتون نيوز موقع اعلامي صادر عن مركز رام للدراسات العربية. مختص بالشؤون العربية في كندا، بالاضافة الى الاهتمام بأهم القضايا في الوطن العربي. وهو موقع مهني تشرف عليه الصحفية تغريد سعادة التي تعمل في الصحافة لما يزيد عن عقدين من الزمان.
يقع المكتب الرئيسي في مدينة ادمنتون / ألبرتا. ويعمل على تقديم تغطية شاملة، لكافة الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للعرب في كندا. 

آخر الأخبار

  • All Posts
  • About Us
  • English News
  • أخبار
  • تحقيقات
  • ثقافة
  • شؤون الجالية
  • شؤون عربية
  • لقاءات
  • مقالات
  • منوعات
    •   Back
    • About us
    •   Back
    • Art and Cinema
    • Interviews

أقسام

 Zaytoun News © 2024

error: Content is protected !!