تغريد سعادة
أثار استهداف مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس ومقتل خمسة صحافيين فلسطينيين يعملون لدى مؤسسات إعلامية دولية، عاصفة من الإدانات والانتقادات الحادة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي اعترف بتنفيذ الضربة وأعلن فتح تحقيق داخلي. والصحفيون الشهداء هم: مصور تلفزيون فلسطين حسام المصري، ومصور قناة الجزيرة محمد سلامة، ومريم أبو دقة، ومعاذ أبو طه، وأحمد أبو عزيز.
وفي بيان مقتضب، قال جيش الاحتلال إنه نفذ ضربة في منطقة مجمع ناصر الطبي اليوم، مؤكدا أن العملية جاءت في إطار ما وصفه بـ”استهداف بنى عسكرية لحركة حماس”، مضيفا: “الجيش الإسرائيلي لا يستهدف الصحافيين عمدا، ويأسف لأي إصابة لغير المشاركين في الأعمال القتالية. وقد أمر رئيس الأركان بفتح تحقيق لفهم ملابسات ما جرى.”
لكن مصادر إعلامية، منها رويترز والجارديان، نقلت أن الغارة الأولى تبعتها غارة ثانية استهدفت محيط المستشفى عند وصول فرق الإنقاذ والصحافيين، مما ضاعف عدد الضحايا وأثار شبهة تنفيذ هجوم “مزدوج” المحظور بموجب القانون الدولي الإنساني.
مراسلون بلا حدود (RSF) وصفت القصف بأنه “اعتداء صارخ على حرية الصحافة”، ودعت إلى تحقيق مستقل تحت إشراف الأمم المتحدة.
لجنة حماية الصحافيين (CPJ) طالبت بوقف استهداف الإعلاميين فورا، مؤكدة أن مقتل خمسة صحافيين دفعة واحدة في موقع طبي “سابقة خطيرة”.
الأمم المتحدة عبرت عن “صدمتها” من استهداف منشأة طبية وقتل صحافيين يعملون لحساب وكالات دولية، واعتبرت أن هذه الحادثة تمثل “انتهاكا واضحًا” للقانون الدولي.
الاتحاد الأوروبي دعا إسرائيل إلى الالتزام بالمعايير الدولية الخاصة بحماية الطواقم الطبية والإعلامية، فيما اعتبرت الخارجية الفرنسية أن استهداف الصحافيين “غير مقبول إطلاقا”.
ويرى محللون أن اعتراف جيش الاحتلال، وهو من الحالات النادرة، لم يكن بغية تحمل المسؤولية، بل محاولة للاحتواء الموقف وامتصاص الغضب الدولي السياسي والإعلامي، خاصة مع كون الضحايا يعملون لصالح وكالات عالمية رويترز و الاي بي وهذا الاعتراف مقترن بعبارات “الأسف” و”التحقيق الداخلي”، دون التزام حقيقي بالمحاسبة.
حادثة قصف مجمع ناصر ومقتل الصحافيين الخمسة تسلط الضوء مجددا على هشاشة وضع الإعلاميين في غزة، ورغم الادانات السابقة والحالية الدولية لاجرام الاحتلال واستقصادها قتل الصحفيين في غزة، الا انه يجب ترجمة الاجماع الدولي بخطوات عملية ملزمة، لإجبار الاحتلال على الانصياع بما في ذلك تشكيل قوة حفظ سلام أممية لحماية المدنيين الفلسطينيين، وإدخال المساعدات بشكل مستدام لقطاع غزة، بناء على الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة. فهل اصبحت المسوغات حاضرة ليتحرك المجتمع الدولي ام لازلنا بانتظار المزيد من جرائم الحرب!!!
