سجل في القائمة البريدية

Edit Template

كيف فازت “حماس” بانتخابات 2006؟

تغريد سعادة

في 25 كانون الثاني/يناير 2006، جرت الانتخابات التشريعية الثانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية. وشكلت النتائج صدمة للداخل الفلسطيني والمجتمع الدولي، بعدما تمكنت حركة المقاومة الإسلامية حماس من تحقيق أغلبية غير متوقعة، واضعة حركة فتح، صاحبة الإرث التاريخي، في الموقع الثاني لأول مرة.

الأرقام والنتائج
بلغ عدد مقاعد المجلس التشريعي 132 مقعدا. حصلت حركة حماس (قائمة التغيير والإصلاح) على 74 مقعدا، فيما حصلت حركة فتح على 45 مقعدا فقط. وتوزعت بقية المقاعد على قوى وشخصيات مستقلة، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين 3 مقاعد، المبادرة الوطنية مقعدين، حزب الشعب الفلسطيني مقعد واحد. الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين مقعد واحد. والمستقلون اربعة مقاعد.

نسب التصويت
عند النظر إلى نسبة التصويت الإجمالية، يتضح أن الفارق بين الحركتين لم يكن كبيرا. أي أن نجاح حركة حماس لم يكن بسبب الأغلبية الشعبية المطلقة، بل بسبب نظام الاقتراع وتفكك حركة فتح.

وبلغ عدد القوائم التي نافست على مقاعد المجلس التشريعي في 2006، 11 قائمة، نجحت 6 قوائم فقط.

وكانت كالتالي: قائمة التغيير و الإصلاح – حماس – 440,409 حصلت على 29 مقعدا. قائمة حركة “فتح” – 410,554 حصلت على 28 مقعدا. قائمة الشهيد أبو علي مصطفى – 3 42,101 حصلت على 3 مقاعد. قائمة البديل (ائتلاف الجبهة الديمقراطية وحزب الشعب وفدا ومستقلين من بينهم فتح) – 1 28,973 حصلت على مقعدين. قائمة فلسطين المستقلة (مصطفى البرغوثي والمستقلون من بينهم من فتح) – 2 26,909. حصلت على مقعدين. قائمة الطريق الثالث – 8 23,862 حصلت على مقعدين. قائمة الحرية والعدالة الاجتماعية – 5 7,127 لم تحصل علي اي مقعد. قائمة الحرية والاستقلال – 9 4,398 لم تحصل علي اي مقعد. قائمة الشهيد أبو العباس – 4 3,011 لم تحصل علي اي مقعد. الائتلاف الوطني للعدالة والديمقراطية (وعد) – 7 1,806 لم تحصل علي اي مقعد. قائمة العدالة الفلسطينية – 10 1,723 لم تحصل علي اي مقعد.

نظام الانتخابات: خليط بين النسبي والفردي
قانون الانتخابات لعام 2005 أقر نظاما مختلطا، نصف المقاعد (66) عبر القوائم النسبية، والنصف الآخر (66) عبر الدوائر الفردية.

في نظام القوائم، تقاربت نتائج الحركتين نسبيا، لكن في نظام الدوائر حسمت حماس الكفة لصالحها. فقد قدمت مرشحين موحدين في كل دائرة، بينما خاضت فتح الانتخابات بقوائم متعددة ومرشحين متنافسين في الدائرة نفسها، وهو ما أدى إلى تشتت الأصوات الفتحاوية. ولو توحد الصوت الفتحاوي في قائمة واحدة، لكانت فتح قد تجاوزت حماس شعبيا وربما حصدت الأغلبية.

دلالات النتيجة
وفي الظروف الموضوعية لعام 2006, فان كثير من الناخبين اعتبروا التصويت لحماس تعبيرا عن رفضهم لفساد السلطة وممارسات بعض قيادات فتح. كما أظهرت حماس انضباطا أكبر في إدارة حملتها الانتخابية وتوحيد مرشحيها. والانقسام الداخلي لحركة فتح كان العامل الحاسم في قلب النتائج.

وفي 2007 نفذت حماس انقلاب بقوة السلاح وانتهت بسيطرتها على قطاع غزة.

لم يكن فوز حماس في انتخابات 2006 تفويضا ساحقا بقدر ما كان نتاجا لمعادلة انتخابية معقدة، جمعت بين نظام اقتراع مزدوج وأخطاء فتح الداخلية. ورغم مرور ما يقارب عقدين على تلك الانتخابات، ما زالت نتائجها تلقي بظلالها الثقيلة على الواقع الفلسطيني المنقسم حتى اليوم.

Post Views89 Total Count

تصفح المواضيع

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Ethical Dimensions in the Digital Age

The Internet is becoming the town square for the global village of tomorrow.

الأكثر قراءة

هاشتاغ

عن زيتون نيوز

زيتون نيوز موقع اعلامي صادر عن مركز رام للدراسات العربية. مختص بالشؤون العربية في كندا، بالاضافة الى الاهتمام بأهم القضايا في الوطن العربي. وهو موقع مهني تشرف عليه الصحفية تغريد سعادة التي تعمل في الصحافة لما يزيد عن عقدين من الزمان.
يقع المكتب الرئيسي في مدينة ادمنتون / ألبرتا. ويعمل على تقديم تغطية شاملة، لكافة الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للعرب في كندا. 

آخر الأخبار

  • All Posts
  • About Us
  • English News
  • أخبار
  • تحقيقات
  • ثقافة
  • شؤون الجالية
  • شؤون عربية
  • لقاءات
  • مقالات
  • منوعات
    •   Back
    • About us
    •   Back
    • Art and Cinema
    • Interviews

أقسام

 Zaytoun News © 2024

error: Content is protected !!