من غزة إلى كوبا: تضامن على الشاشة وفي النضال

تغريد سعادة

استضاف مجلس السلام في إدمونتون، و”العدالة المناخية إدمونتون”، ومؤسسة سلفادور أليندي في إدمونتون، يوم 26 يوليو 2025، فعالية خاصة بمناسبة يوم مونكادا الكوبي في سينما مترو في المدينة الكندية. تضمن الحدث عرض فيلمين قصيرين: من غزة إلى كوبا (14 دقيقة) و الحرب على كوبا: الحلقة 1 و 2 (25 دقيقة).

يروي فيلم من غزة إلى كوبا قصة مراد أبو خاطر، طالب طب فلسطيني من غزة يدرس في المدرسة اللاتينية للطب في كوبا. بينما تواجه عائلته وأصدقاؤه القصف الإسرائيلي اليومي، يكافح مراد للتركيز على دراسته. أعقب العرض حديث مع مخرجه، فرانك روزاز.

كما سلط الحدث الضوء على عمل مجموعة صانعي الأفلام الكوبيين-الأمريكيين الشهيرة Belly of the Beast، احتفالا بأكثر من ثلاثة عقود من التضامن الكندي مع كوبا.

منذ عام 1993، أرسلت الشبكة الكندية لكوبا وفودا في بعثات تضامنية. في 2025، شارك أربعة من سكان إدمونتون، حيث تعاون المنظم المحلي آدمى بوندو مع مجموعة Belly of the Beast لعرض اثنين من أفلامهم القصيرة لأول مرة في كندا.

تشتهر كوبا بإنسانيتها وصلابتها وإبداعها، خصوصا في مواجهة الحصار الأمريكي القاسي.

من غزة إلى كوبا: قصص التضامن الطبي

لقد مولت الولايات المتحدة ودعمت إبادة إسرائيل في غزة، بما في ذلك تدمير المدارس والمستشفيات. وفي الوقت ذاته، قامت كوبا، التي أدرجتها واشنطن ضمن “الدول الراعية للإرهاب”، بتدريب مئات الأطباء الفلسطينيين مجانا في المدرسة اللاتينية للطب.

واحد من هؤلاء الطلاب هو مراد أبو خاطر، الشاب من غزة الذي تعيش عائلته تحت القصف المستمر. بينما يواجه اهله وعائلته الهجمات الإسرائيلية، يدرس مراد في كوبا مع حلم العودة إلى غزة كطبيب لإنقاذ الأرواح. يروي فيلم من غزة إلى كوبا قصته، موضحا كيف يتجاوز التضامن الكوبي حدود الكلمات.

الحرب على كوبا

في العرض الثاني، الحرب على كوبا: الحلقة 1 و 2، تم استعراض الكلفة الإنسانية للحصار الأمريكي الذي دام ستة عقود، والذي يهدف إلى خنق اقتصاد كوبا وإحداث “الجوع واليأس والإطاحة بالحكومة”.

الشعبان الكوبي والفلسطيني يشتركان في نضال مشترك ضد الاستعمار والإمبريالية، ومن أجل تقرير المصير والكرامة تحملت كوبا حصارا أمريكيا دام 63 عاما. وعانت فلسطين 75 عاما من التطهير العرقي والاحتلال والإبادة الجماعية.

على مدى أكثر من ستة عقود، وقفت كوبا إلى جانب فلسطين:

1959 – منحت الجنسية للفلسطينيين اللاجئين.

1973 – قطعت العلاقات مع إسرائيل واعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية.

1974 – استضافت أول بعثة دبلوماسية لمنظمة التحرير في الأمريكيتين.

1982 – قدمت منحا دراسية مجانية للطلاب الفلسطينيين.

1987 – دربت المقاومة الفلسطينية خلال الانتفاضة الأولى.

2012 – دعمت حصول فلسطين على صفة مراقب في الأمم المتحدة.

2024 – أعلنت عن 200 منحة طبية جديدة.

2025 – انضمت إلى قضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في المحكمة الدولية، وأصبحت عضوا مؤسسا لمجموعة لاهاي التي تهدف إلى محاسبة إسرائيل على جرائم الحرب.

منذ 1982، منحت كوبا أكثر من 1500 فلسطيني تعليما مجانيا، ويبلغ عدد الطلاب الفلسطينيين الدارسين للطب حاليا 250.

التضامن في مواجهة الإمبريالية

في الأمم المتحدة، عارض العالم حصار الولايات المتحدة لكوبا بشكل ساحق على مدار 32 عاما متتالية. في 2024، كان التصويت 187 مقابل 2، حيث كانت الولايات المتحدة وإسرائيل هما الوحيدان اللتان صوتتا ضد كوبا. نفس الحكومة الأمريكية التي تمول الإبادة في غزة كثفت من العقوبات على كوبا، مما أدى إلى تفاقم نقص الموارد والمعاناة.

ومع ذلك، ورغم مواجهة كوبا أحد أطول وأنشد العقوبات في التاريخ، فإنها تواصل تقديم التضامن، لا سيما من خلال العمل الطبي الدولي الذي يحظى بإعجاب عميق من الفلسطينيين.

لم يكن حدث يوم مونكادا مجرد عرض أفلام، بل كان احتفالا بصمود شعبين، وإدانة للإمبراطورية، وتجديدا للعهد بأن التضامن، مثل السينما، قادر على عبور المحيطات.

مقال لتغريد سعادة مترجم من الانجليزية .