القدس المحتلة – زيتون نيوز
كشفت صحيفة هآرتس العبرية، في تحقيق استقصائي نشر يوم الاثنين، عن قيام قناص في لواء “ناحال” التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي بقتل العشرات من الفلسطينيين يوميا، معظمهم من طالبي المساعدات الإنسانية، دون أن يشكلوا أي تهديد مباشر عليه.
وأشار التحقيق إلى أن القناص كان يستهدف المدنيين قرب نقاط توزيع الغذاء والماء، وكان يطلق النار عليهم بشكل متعمد، مما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى. وقد وصف الجنود الذين أدلوا بشهاداتهم الوضع بأنه “روتين يومي للقتل” وليس حادثة فردية، مشيرين إلى غياب أي قيود واضحة على استخدام القوة.
ولفتت هآرتس إلى أن الأوامر العسكرية كانت فضفاضة، ما سمح للقناص بإطلاق النار دون تحذير مسبق، وأن الكثير من الضحايا كانوا من المدنيين العزل الباحثين عن المساعدات الأساسية. وأضاف التحقيق أن هذه الممارسات تثير تساؤلات جدية حول مسؤولية القيادة العسكرية العليا واحتمال ارتكاب جرائم حرب.
وأشار التقرير أيضا إلى أن بعض الجنود في لواء “ناحال” لجأوا إلى التهرب من الخدمة العسكرية نتيجة للضغوط النفسية والأخلاقية التي واجهوها أثناء العمليات في غزة:
ووفقا للتحقيق فان الجنود شعروا بثقل الضمير نتيجة الأوامر التي تضمنت استهداف المدنيين، مما دفع بعضهم إلى مغادرة مواقعهم أو طلب الإعفاء من الخدمة.
وزادت حالات التهرب من التأثير على الروح المعنوية للوحدات العسكرية، ما استدعى تدخلات من القيادة العسكرية الاسرائيلية لتقديم الدعم النفسي والمعنوي.
فتحت قيادة الجيش الاسرائيلي تحقيقات داخلية لفهم الظاهرة واتخاذ إجراءات للحد منها، بما في ذلك تقديم الدعم النفسي للجنود المتأثرين.
وأشار حقوقيون وإسرائيليون ناقدون للسياسات العسكرية الاسرائيلية إلى أن هذه الحوادث تكشف عن نهج متبع ضد المدنيين في مناطق النزاع، ودعوا إلى فتح تحقيق مستقل ومحاسبة المسؤولين عن القتل المتعمد.
