تغريد سعادة
عمل واشنطن على وضع اللمسات الأخيرة لخطة إنشاء “قوة دولية لتثبيت الاستقرار” في قطاع غزة، ضمن إطار اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، في خطوة تهدف إلى إدارة المرحلة الانتقالية بعد انسحاب القوات الإسرائيلية تدريجيا من القطاع.
الخطة، التي تعرف باسم خطة العشرين نقطة في النسخة الأميركية من مبادرة السلام، تضع تصورا لقوة متعددة الجنسيات تتولى ضبط الأمن وتأمين المساعدات وإعادة إعمار غزة، بإشراف وتنسيق دولي بقيادة الولايات المتحدة.
وأكدت وزارة الدفاع الأميركية أن القوات الأميركية لن تدخل القطاع، لكنها ستوفر نحو 200 عنصر دعم لوجستي وتنسيقي يتمركزون داخل إسرائيل، لتأسيس مركز عمليات مدنية – عسكرية (CMCC) يتولى التنسيق بين الأطراف المشاركة.
ويهدف هذا النهج إلى تمكين واشنطن من لعب دور قيادي دون التورط ميدانيا، مع الحفاظ على دعم الحلفاء الإقليميين.
أربع دول في طليعة المشاركين:
إندونيسيا
أبدت جاكرتا استعداداً واضحاً لإرسال قوات إلى غزة ضمن مهمة أممية أو دولية رسمية، بشرط الحصول على تفويض من مجلس الأمن. وتعدّ مشاركتها رمزية من حيث البعد الإسلامي والإنساني، كونها أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان.
أذربيجان
تجري باكو محادثات مع واشنطن وتل أبيب للانضمام إلى القوة، وذكرت تقارير أنها ستشكل “نواة أساسية” مع إندونيسيا. مشاركتها تحمل بعدا استراتيجياً كونها دولة مسلمة ترتبط بعلاقات قوية مع إسرائيل والغرب في آن واحد.
مصر
القاهرة، التي لعبت الدور الأبرز في الوساطة، مرشحة لتكون الطرف القائد والمستشار الميداني للقوة، مستفيدة من حدودها المباشرة مع غزة وخبرتها الأمنية. إلا أن مشاركتها البرية لم تحسم بعد، إذ يرجح أن تكتفي بالدور التنسيقي والقيادي.
الإمارات العربية المتحدة
الإمارات من بين الدول الخليجية التي طلب منها دعم الخطة، ويتوقع أن يكون دورها ماليا ولوجستيا أكثر من كونه ميدانيا، عبر المساهمة في تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية ودعم جهود إعادة الإعمار.
تركيا خارج المشهد
رغم إعلان تركيا استعدادها للمشاركة في القوة، رفضت إسرائيل صراحة وجود قوات تركية في غزة، مشيرة إلى علاقات أنقرة بحركة حماس. وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي أن تل أبيب “لن تقبل مشاركة أي قوة لا تعتبرها صديقة”.
في ذات السياق نشرت شبكة اكسيوس Axios الأميركية تقريرا أكدت فيه أن مسؤولين أميركيين يجرون “محادثات سرية” مع مجموعة من الدول لإنشاء هذه القوات في غزة، مع نية لتقديم خطة مفصلة خلال الأسابيع المقبلة.
وذكر الموقع أن الخطة تشمل إنشاء “قوة شرطة فلسطينية جديدة” تدرب من قِبل الولايات المتحدة ومصر والأردن بالتزامن مع نشر قوات عربية/إسلامية.
وأشارت الشبكة إلى أن نشر القوة مشروط بان لا ينظر إليها كقوة احتلال من قبل حماس.
وبحسب التقرير، سيبدأ نشر القوات أولا في جنوب القطاع حيث لا سيطرة لحماس، كخطوة أولية لتجنب مواجهة مباشرة، وأن بعض الدول لم ترفض مشاركتها لكنها تنتظر التصميم النهائي قبل الالتزام.
وكشفت الموقع الأميركي، ان واشنطن ترى أن إشراك تركيا، إلى جانب مصر وقطر، ضروري لأنها الأطراف الأقدر على التواصل مع حماس و”دفعها للتصرف بمسؤولية”، بحسب أحد المسؤولين الأميركيين.
وأكدت المصادر أن واشنطن حققت تقدما ملحوظا في إعداد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يدعم إنشاء القوة الأمنية، على أن يستخدم القرار كـ”تفويض قانوني” يسمح للدول بالمساهمة بقوات. ومع ذلك، أوضحت المصادر أن القرار لن يحول القوة إلى بعثة تابعة للأمم المتحدة، بل ستظل تحت إشراف الولايات المتحدة، التي ستتولى مراقبة عملياتها والتأثير على قراراتها.
47 Total Count
