الى جانب القسام، ما هي الفصائل الفلسطينية التي تقاتل في غزة؟

تغريد سعادة

حالة النضال الفلسطيني في غزة تشكل استثناءا، اثبتته تلاحم الفصائل الفلسطينية في القطاع رغم اختلاف تياراتها الفكرية والايديولوجية، وسواء الاسلامية او اليسارية او العلمانية لتنضوي جميعها فيما اصطلح على تسميته “غرفة العمليات المشتركة”. وهذه الغرفة تضم الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية، شُكّلت لأول مرّة في 2006 بين حركة المقاومة الإسلامية حماس، وحركة الجهاد الإسلامي، ثم تطورت وتوسعت لتضم  12 جناح عسكري حينما تم الاعلان عنها بشكل رسمي عام 2018. 

ووفقا لبيان الاعلان فان الهدف من غرفة العمليات المشتركة ان تعمل على ضبط عمليات المقاومة، والتغلب على سلبيات الفردية في الرد على اعتداءات قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي، عبر قرار موحد وتنسيق الفعل المقاوم الميداني، لمنع استفراد العمليات ضد الاحتلال بكل فصيل على حدة، وتنظيم حالة التشاور فيها لفتح الطريق أمام الاستفادة من قدرات كل فصيل وتبادل الخبرات بين فصائل المقاومة.

فما هي الفصائل التي تشارك في غرفة العمليات المشتركة وتقود القتال الحاصل في طوفان الاقصى: 

كتائب عز الدين القسام

الفصيل الأقوى بين فصائل المقاومة، ويمكن اعتبارها جيشا نظاميا صغيرا نظرا بما تمتلكه من إمكانات عسكرية تفوق مختلف الفصائل الأخرى، وأُعلِن تأسيسها رسميا في عام 1987 مع اندلاع الانتفاضة الأولى، وقد بدأت الكتائب على يد القيادي في الحركة “صلاح شحادة” تحت اسم “المجاهدون الفلسطينيون”، قبل أن تحمل اسم “عز الدين القسام” في نهايات الانتفاضة الأولى عام 1992. 

في سنوات لاحقة، طورت “القسام” من قوتها وبنت مواقع عسكرية علنية، وعملت بتنظيم هرمي، وجندت الآلاف في صفوف مقاتليها، وسط تقديرات بأن لديها نحو 40 ألف مقاتل. تتوزع قواتها على “قوات النخبة” وكتائب تابعة للمناطق الجغرافية، وفيها وحدات خاصة للأنفاق والتصنيع العسكري والاستخبارات.

عمليتها الأضخم والأبرز كانت عملية “طوفان الأقصى” بقيادة قائدها الحالي “محمد الضيف“.

تتبنى القسام التوجه الإسلامي، وتعتبر “الجهاد والمقاومة الوسيلة الأنجع لاسترداد الحقوق وتحرير الأرض، ومن أهدافها تحرير كل  فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي” . 

أبرز قادتها الذين اغتالهم الاحتلال الإسرائيلي هم  الشيخ احمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي ويحيى عياش وعماد عقل وصلاح شحادة وفوزي أبو القرع وأحمد الجعبري ورائد العطار وأحمد الغندور، بينما نجا محمد الضيف والرقم 1 المطلوب للاحتلال منذ أكثر من 30 عاماً، وبعد عدة محاولات فاشلة لاغتياله.

سرايا القدس

وتُعد ثاني أشهر الفصائل المقاومة في غزة بعد كتائب القسام، وقد مرت هي ايضا بمراحل التطور ذاتها، فبدأت في مطلع الثمانينيات بعمليات فطعن الى أن وصلت إلى تشكيلات عسكرية برئاسة المؤسس الشهيد “فتحي الشقاقي” وتتخذ شكلها القتالي عام 1987 . 

وهي ذات شعبية كبيرة بين الجمهور الفلسطيني، وتمتلك أذرعا مسلحة في الضفة شأنها شأن القسام لكن بكثافة أعلى، مثل كتيبة جنين النشطة في مخيم جنين، وكتيبة طولكرم المتمركزة في مخيم نور شمس، وكتيبة عقبة جبر في أريحا . 

برز اسم سرايا القدس باسمها الحالي عام 2002 حين شاركت بمعركة مخيم جنين التي قادها محمود طوالبة.

وهي شريك رسمي في “طوفان الأقصى” برفقة القسام.

ترتبط “سرايا القدس” بإيران و”حزب الله” أكثر من غيرها من الأجنحة المسلحة الأخرى، وتدرب المئات من قياداتها وكوادرها في إيران وسوريا، الذين عادوا لقطاع غزة، وقاموا بتصنيع صواريخ وطائرات بدون طيار، لكنها أقل درجة من حيث التأثير وتحسين قدراتها، مقارنة بما تمتلكه “كتائب القسام”.

يبلغ عدد مقاتلي “سرايا القدس”، وفق تقديرات، نحو 11 ألف مقاتل، ويمتلكون أسلحة خفيفة ومتوسطة وآلاف الصواريخ متوسطة المدى، والعشرات من الصواريخ البعيدة التي تصل إلى تل أبيب والقدس. لكن لا تملك صواريخ بحجم أو تأثير “القسام”، كما أنها لا تمتلك منظومة أنفاق كبيرة كما “القسام”.

على مدار سنوات، اغتال الاحتلال العديد من قياداتها في قطاع غزة والضفة الغربية، من أبرزهم مقلد حميد وبشير الدبش وعزيز الشامي وخالد الدحدوح وماجد الحرازين وبهاء أبو العطا وخالد منصور، وغيرهم الكثير من غزة والضفة.

كتائب شهداء الأقصى

تعد “كتائب شهداء الأقصى”، الجناح العسكري لحركة “فتح”، من الكتائب الهامة وكانت في بدايات “انتفاضة الأقصى” القوة الأولى عسكريا، ونفذت حينها سلسلة هجمات كبيرة ضد الاحتلال.

كانت تسمى سابقاً بعدة أسماء منها “العاصفة”، وخاضت عمليات كثيرة على مدار عقود من النضال الفلسطيني داخل وخارج فلسطين.

كانت البذور الأولى لكتائب “شهداء الأقصى” على يد القيادي في الحركة ثابت ثابت، الذي كان يشغل منصب أمين سر الحركة في مدينة طولكرم، إلا أن الاحتلال اغتالته نهاية العام 2000.

وثأراً لاغتياله، تشكلت مجموعات عسكرية صغيرة من مقاتلي الحركة بقيادة رائد الكرمي، تحت اسم “شهداء الأقصى”، عملت على مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى.

مع اندلاع انتفاضة الأقصى في أيلول 2000، أمر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عناصر الكتائب بتكثيف عملياتها، وعُرفت كقوة عسكرية تضاهي كتائب “القسام” قوة وعتاداً، ونفذت عمليات نوعية في الضفة الغربية وقطاع غزة وداخل الخط الاخضر. وأطلقت المئات من الصواريخ باتجاه مواقع الاحتلال الإسرائيلي من الضفة والقطاع.

في العام 2007، أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرسوما حل فيه كتائب “شهداء الأقصى”، وضم عناصره للأجهزة الأمنية الفلسطينية، وذلك بناء على اتفاق مع الاحتلال يقضي بتسليم سلاح الكتائب ومنع عملياتها العلنية والسرية، في مقابل وقف سلطات الاحتلال ملاحقة عناصرها وإصدار عفو نهائي عنهم.

تتشكل الكتائب حاليا من مجموعات عسكرية تنتشر في مختلف مناطق القطاع، أبرزها مجموعة أيمن أبو جودة، ومجموعة نضال العامودي، ومجموعة نبيل مسعود، وتنفذ عمليات إلى جانب فصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى من قطاع غزة.

تمتلك حالياً، بمختلف تشكيلاتها العسكرية، أسلحة خفيفة ومتوسطة وعشرات الصواريخ محلية الصنع، التي تصل فقط لنحو 16 كم من حدود غزة.

عاد بعض رجالها للظهور في السنوات الماضية في جنين ونابلس. واتسمت العلاقة مع حركة فتح برعاية ولكن غير مباشرة. حيث تتواصل الكتائب مع اعضاء مركزية فتح والمجلس الثوري الا انه لا يتم الاعلان عن ذلك. ووفقا لغير مصدر فان العلاقة مع الحركة الام لا يمكن تحديدها، لانها احيانا قد تصل للصدام مع الاجهزة الامنية في الضفة. 

ألوية الناصر صلاح الدين

تأسست بالتزامن مع الانتفاضة الثانية عام 2000 علي يد القيادي بحركة فتح الشهيد جمال أبو سمهدانة، كجناح عسكري للجان المقاومة الشعبية، وبرز دورها في الهجوم على غزة عام 2008، قبل أن تعلن انشقاقها عن لجان المقاومة الشعبية، وتأسيس كيان مستقل بنفس الاسم.

أسس الألوية مجموعة من مقاتلي حركة “فتح”، ومعظمهم من اللاجئين، وحظيت بحاضنة شعبية بارزة في مختلف مناطق فلسطين، وفي بلدان اللجوء، وتعتبر من الفصائل البارزة في قطاع غزة عددا وعتادا.

تشير تقديرات انها تضم نحو 5 آلاف مقاتل، وتمتلك العشرات من الصواريخ وقذائف الهاون.

منذ تأسيسها، اغتال الاحتلال الإسرائيلي أبرز قادتها ومؤسسيها، بمن فيهم جمال أبو سمهدانة وياسر زنون وأبو عبير عبد العال ومبارك الحسنات وأبو يوسف القوقا.

كتائب أبو علي مصطفى

تأسست كتائب “الشهيد أبو علي مصطفى” في عام 2000 تحت اسم “قوات المقاومة الشعبية” كجناح عسكري لـ “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، وتم تغيير اسمها إلى كتائب “الشهيد أبو علي مصطفى” في عام 2001 بعد اغتيال الاحتلال الإسرائيلي أمينها العام في آب 2001.

نشطت الكتائب في الضفة الغربية وقطاع غزة، ونفذت هجمات ضد دوريات الاحتلال وعمليات نوعية في مستوطنات الضفة، وكانت أبرز عملياتها اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي، رحبعام زئيفي، في أحد فنادق مدينة القدس، في تشرين الأول 2001 ردا على اغتيال امينها العام ابو على مصطفى.

تعد القوة الخامسة بين فصائل المقاومة، وتضم مئات المقاتلين بغزة والضفة، وتمتلك أسلحة خفيفة ومتوسطة وصواريخ محلية الصنع.

كتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية

وهي الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وقد تشكلت مع اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000، وتتبنى وجودا عسكريا مسلحا في كل من غزة والضفة والقدس.

تضم مئات المقاتلين في صفوفها، وتعد القوة السادسة بين الفصائل الفلسطينية، وتمتلك أسلحة خفيفة ومتوسطة وصواريخ محلية الصنع.

عُرف من مؤسسيها وقادتها الأوائل، زاهي العارضة في الضفة الغربية وإبراهيم أبو علبة وأيمن البهداري في قطاع غزة، وثلاثتهم اغتالهم الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى لؤي نوفل ووجدي جودة، اللذين سبق أن اعتقلهما الاحتلال. ويقدر عدد عناصرها حاليا بألفي مقاتل.

كتائب المجاهدين

وهي حركة فلسطينية خرجت من رحم حركة فتح، وقد بدأت بكتيبة المجاهدين التابعة لكتائب الأقصى وهي تميل إلى حركة الجهاد الإسلامي وبعض التيارات السلفية، وأسسها عمر أبو شريعة عام 2006.

وفق مصادر صحفية فلسطينية، يصل عدد عناصر الكتائب إلى المئات، وتمتلك قذائف وصواريخ مصنعة محليا، إلى جانب صواريخ “غراد” و”سام” أرض – جو مستوردة، وقذائف RPG، وبنادق قنص، وأسلحة قتالية أخرى.

كما شاركت “كتائب المجاهدين” بحفر الأنفاق في غزة، وتملك أنفاقاً خاصة بها، تستخدمها في أعمالها القتالية والتنظيمية ونقل السلاح والمواد الأولية لتصنيع الصواريخ.

كتائب أحمد أبو الريش

انبثقت كتائب “أحمد أبو الريش” عن مجموعة “صقور فتح”، وهي إحدى التشكيلات العسكرية التابعة لحركة “فتح”، شكلها عمرو أبو ستة من عناصر الحركة في 2000، وحملت اسم أحمد خالد أبو الريش، وهو أحد قياديي “فتح”، قُتل خلال اشتباك مع الجيش الإسرائيلي في خانيونس خلال الانتفاضة الأولى في 1993.

كان لكتائب “أحمد أبو الريش” دور بارز خلال فترة انتفاضة الأقصى، وبعد وفاة عرفات، اتخذت موقف معارض لحركة “فتح” ورافضا للتسوية مع الاحتلال، وشاركت في عمليات عسكرية مع فصائل المقاومة الأخرى.

كتائب عبد القادر الحسيني

وهي أحد الأجنحة العسكرية التابعة لحركة “فتح”، أسسها مقاتلون منشقون عن كتائب “شهداء الأقصى”، يبلغ تعداد مقاتليها نحو 500 مقاتل، وتمتلك أسلحة خفيفة بما فيها صواريخ متوسطة المدى.

كتائب الأنصار

تأسست عام 2007 كجناح عسكري لحركة الأحرار الفلسطينية، بعد أن أعلن عدد من قادة حركة فتح الانفصال عن الحركة.

جيش الإسلام

“جيش الإسلام”، انشق عن “لجان المقاومة الشعبية” في عام 2006، وقاده ممتاز دغمش، وعُرف بتوجهه السلفي ودعمه لـ “تنظيم القاعدة” و”تنظيم الدولة”، وكان له دور بارز في عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

كما توجد فصائل تعرف بتوجهها السلفي والجهادي، منها “كتائب أنصار بين المقدس” و”جيش الأمة” و”مجلس شورى المجاهدين” وجماعة “التوحيد والجهاد”.

كتائب جهاد جبريل

هي الذراع العسكري لحركة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، المقربة من حركتي حماس وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وهي من أوائل الذين أدخلوا صواريخ بي إم-21 غراد إلى قطاع غزة.

تمت تسميتها بهذا الاسم نسبة إلى جهاد أحمد جبريل إبن مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة الذي اغتيل في بيروت عام 2002.