تغريد سعادة
الراية السوداء المكتوب عليها لا اله الا الله، محمد رسول الله، واقامة دولة الخلافة، هو ما يجمع ما بين داعش وحزب التحرير، الا ان ما يفرق التنظيمين الكثير. وباعلان داعش لدولة الخلافة على مناطق في العراق وسوريا تكون قد وجهت صفعة لحزب التحرير الذي استنكر هذا الاعلان واعتبره باطلا لان حزب التحرير هو من حمل هذا البرنامج – اقامة دولة الخلافة – لما يزيد عن سته عقود.
يقول عضو المكتب الاعلامي لحزب التحرير في فلسطين باهر صالح لـ ” زيتون نيوز”، إن إعلان تنظيم الدولة – داعش – عن الخلافة هو لغو لا مضمون له، فهو كالذين سبقوه في إعلان الخلافة دون حقائق على الأرض وبلا مقومات، بل لإشباع شيء في أنفسهم، وهو إعلان لا يقدم ولا يؤخر في واقع تنظيم الدولة، فالتنظيم هو حركة مسلحة قبل الإعلان وبعد الإعلان، شأنه شأن باقي الحركات المسلحة تتقاتل فيما بينها ومع الأنظمة دون أن تبسط أي من هذه الفصائل سلطاناً على سوريا أو على العراق أو على كليهما.
حزب التحرير في سطور
وحسب ادبيات حزب التحرير المنشورة على موقعه على الانترنت فيعرفونه انه حزب سياسي مبدأه الإسلام. فالسياسة عمله، والإسلام مبدأه، وهو يعمل بين الأمة ومعها لتتخذ الإسلام قضية لها، وليقودها لإعادة الخلافة والحكم بما أنزل الله إلى الوجود.
ويقر بوجوب قيام أحزاب سياسية شرعاً وتكون التكتلات أحزاباً إسلامية، مهمتها الدعوة إلى الإسلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر – وفق أحكام الإسلام. حزب التحرير تأسس في القدس عام 1953 على يد القاضي تقي الدين النبهاني. والامير الحالي للحزب عطا خليل ابو الرشتة حيث تولى منصبه منذ عام 2003.
صالح يعتبر أنّ هناك علامات استفهام حول توقيت اعلان داعش اقامة دولة الخلافة دون سلطان ظاهر مستقر لأصحاب الإعلان يحفظ أمن هذه الدولة الداخلي والخارجي، بل هكذا على الفيسبوك أو الإعلام.
هذا التوقيت حسب رايه مشبوه، وبخاصة وأن الحركات المسلحة القائمة على غير أساس تكتلي فكري يجعل اختراقها سهلاً، ودخول أشرار الشرق والغرب في صفوفها ميسورا، وحسب ما قال فإن الغرب والشرق يكيدون للإسلام وللخلافة، ويهمهم أن يشوهوا صورتها، وإن لم يستطيعوا طمس اسمها، فهم مهتمون بأن لا تكون الخلافة إلا اسماً يتسمى به من شاء دون محتوى ذي بال.
ووجه حزب التحرير نداء أمل ورجاء إلى تنظيم الدولة داعش “بأن يتقي الله فيما يفعل فيوقف قتل المسلمين، فدم المسلم عند الله عظيم، ويرجع عما أعلنه من خلافة مزعومة على غير وجه حق، فالطريق إلى الخلافة معلوم وليس مجهولا، وقد بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سيرته بياناً أبيض ناصِعاً، وهو بطلبِ نصرةِ أهل القوة في بلد له مقومات الدولة، ثم تكون بيعة أهل ذلك البلد بالرضا والاختيار… ولكن التنظيم – داعش – لم يأخذ بما أوجبه الشرع، وكل عمل على غير أمر الشرع يُفضي إلى تنازع وفتنة، وهكذا كان، فاشتعل الاقتتال بين التنظيم والحركات الأخرى، وصُبغت العلاقة بينه وبينها بصبغة الدم، وأصبح أهل كل بلد يدخله التنظيم يفرون منه بدل أن يأمنوا بجانبه… فليرجع التنظيم عن تلك الخطايا، والرجوع عن الخطأ فضيلة.”
وقال صالح ان الخلافة التي نريد خلافة على منهاج النبوة، بالطريقة التي رسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنارها وأضاءها صلى الله عليه وسلم بوحي من العزيز الحكيم… وأية طريقة غيرها قد توصل إلى حكم في وقت أقرب ولكنه حكم سقيم أليم، لا يرضاه الله ورسوله والمؤمنون… فليست الخلافة اسما فارغاً من مضمونه… بل هي خلافة آمنة مطمئنة، يهاجر لها الناس للأمن والأمان في ظلالها، لا أن يفروا منها خوفاً وقهرا… خلافة يأمن الناس فيها على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم وديارهم، لا أن تُسفك فيها الدماء وتنتهك الأعراض وتُهدم البيوت ويُعتدى على الأموال… خلافة تنشر الخير ليس فقط في بلاد المسلمين، بل تنقل حضارتها إلى العالم، خلافة يأمن فيها المسلم وغير المسلم، ويأخذ كلٌّ حقه في عدلٍ واطمئنان.
وقال ان الحزب يرى ان التغيير انقلابيا جذريا وليس مرحليا ويجب ان يكون في كل مناحي الحياة حتى يتم بناء نظام اسلامي ويطبق الاسلام. وكل ذلك من خلال النصوص الشرعية من اجل اقامة الدولة الاسلامية.
وتابع قائلا: “ان حزبه يعمل على ايجاد وعي عام حول فكرة الاسلام وضرورة تطبيقه جماهيريا، ثم استمالة من بيدهم القدرة للوصول الى الحكم.”
وقال “ان فكرنا يقوم على رفض الاعمال المسلحة وان الاعمال الجهادية والمقاومة والمقاومة الشعبية لا تحرر فلسطين. ان تحرير فلسطين يكون بجيش اسلامي من الدول الاسلامية.”
ورغم موقفهم من داعش الا ان حزب التحرير ينتقد التحالف الدولي ضد داعش، ويقول صالح، ان حلف أوباما ضد تنظيم الدولة ليس لمكافحة الإرهاب بل للهيمنة على المنطقة لهدفين اثنين: ضمان نهب ذهب المنطقة الأسود، وتيسير تدفقه إلى مخازن أمريكا، والثاني أن تحول بين البلاد الإسلامية وبين عودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
تواجده في فلسطين
حزب التحرير يجزم ان له قاعدة عريضة في كل فلسطين وتحديدا في الضفة الغربية وقطاع غزة. كما انه ومن خلال تواجده في كل العالم قد هيأ اشخاص قادرين على تسلم الخلافة ولم يبقى امامه الا اعلان لحظة الصفر.
الدعم المادي للتنظيم وحسب قياداته في فلسطين هو داخلي فردي ولا يقبل اي دعم من اي جهة حتى لو كان تبرع من اشخاص خييرين.
يقول صالح نحن موجودون في فلسطين قبل حركتي فتح وحماس ، وان حزبه ليس حزبا فلسطينيا ولكنه نشأ في فلسطين. ويضيف الكل يعترف بكبر حجمه في فلسطين، وعلى مستوى العالم يعمل الحزب في اكثر من 40 دولة.
ورغم ان حزب التحرير قد عاش فترة تحت قيادة السلطة الفلسطينية الا انه في السنة الاخيرة تعرض للتضييق، ووفقا لقيادت التنظيم فان الحزب لا يوافق على برنامج السلطة. مضيفين انهم لا يؤمنون بالعمل العسكري فالاصل ان يكون مرحب بنا، لكن السلطة الفلسطينية لا تطبق القانون ويعود الى ان الحزب لا يوافقها على برامجها. وقال صالح “ان هناك منع لانشطتنا الثقافية وهناك تضييق علينا.”
لا للانتخابات الفلسطينية
ويعلن حزب التحرير رفضه المشاركة باية انتخابات تشريعية او رئاسية. يقول صالح ان حزبه لن يشارك بالانتخابات التشريعية والرئاسية موضحا ان السلطة تحت الاحتلال والمشاركة بالانتخابات تعني الاعتراف به.
التحرير في سوريا
ويدعم حزب التحرير ثورة سوريا ويؤكد على ثوابتها ومن اهمها “اسقاط النظام بكافة اركانه ورموزه، والتحرر من دولة الكفر وانهاء نفوذها، واقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة.”
كما يدعو الى وقف الاقتتال بين الفصائل وتوحدها وعدم خوض معارك جانبية تستنزف طاقاتها وتوجيه بوصلة القتال إلى الوجهة الصحيحة التي تسقط النظام في دمشق.
ويرفض حزب التحرير مشروع الدولة المدنية الديمقراطية، باعتباره انه يفصل الدين عن الحياة. “فهو مخالف لشرع اللهْ، ولم ينتج للبشرية إلا الضنك والشقاء.”
ويدعو الثورة في سوريا الى تبني مشروع سياسي واضح ومفصل مستنبط من كتاب الله وسنة رسوله يكون أساسه يظهر شكل دولة الخلافة وأنظمتها التي يسعون لإقامتها.
في معركة تحرير القدس
يرى حزب التحرير ان “الاقصى هو مسرى النبي محمد ومعراجه إلى السموات العلا وقبلة المسلمين الأولى، فمكانة الأقصى تنبع من الدين، وبغير الدين يصبح الأقصى مجرد آثار كالأهرامات أو أبو الهول أو تاج محل”.
ويعتبر حزب التحرير ان مكانة الأقصى وفلسطين -الأرض المباركة بنص القرآن- هي التي دفعت الصحابة ومن تبعهم للتضحية بدمائهم في سبيل فتحها وتحريرها والحفاظ عليها، ولولا الإسلام لما تمسك المسلمون بالأقصى وفلسطين إلى الآن، ولولا الإسلام لضاعت فلسطين ولهدم الأقصى ولهاجر أهل فلسطين، لكن الدين هو الذي يثبتهم في أرضهم مرابطين رغم الصعاب والضيق والتآمر والاحتلال.
ويرون ان تحرير فلسطين هو واجب على المسلمين جميعا وهو واجب مستمد من صلب الدين. ويعتبرون إن الأقصى على موعد قريب مع جيوش المسلمين التي ستزحف تحت إمرة خليفة المسلمين وإمامهم تحقيقاً لبشرى رسول الله ولانقاذ الاقصى من الذله وتحريره وإعادته لحياض المسلمين، وليخطب خليفة و إمام المسلمين من على منبر الأقصى.
