سجل في القائمة البريدية

Edit Template

عن كتائب الاقصى الجناح العسكري لحركة فتح

تغريد سعادة

في 28 من سبتمبر/ ايلول عام 2000 اعلن عن تشكيل كتائب الاقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، خلال انتفاضة الاقصى في فلسطين. وعلى الرغم من الحصار الذي تتعرض له، والذي فرضه عليها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، خصوصاً في الضفة الغربية، إلا أنها استطاعت أن تؤكد حضورها وتنفّذ عمليات في مقاومة الاحتلال. فقد شاركت في التصدي للعدوان الإسرائيلي على غزة، وبادرت إلى تنفيذ عمليات نوعية في مواجهته. وهي تعتبر المقاومة خيارها لتحرير فلسطين، وهو ما آمنت به حركة “فتح” منذ نشأتها قبل أكثر من خمسة عقود. ووفقاً لقيادات الكتائب، لن يكون سلاحها موجهاً إلا للاحتلال، مهما توسعت حدة خلافاتها مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية.

ترى كتائب “شهداء الأقصى” نفسها حامية إرث حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” التي أطلقت الشرارة الأولى للثورة الفلسطينية، وقد أقسمت أنها لن تترك السلاح، حتى دحر الاحتلال. وإذ تعتبر نفسها الجناح العسكري التابع لحركة فتح، وباقية في مواجهة الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة، منذ انطلاقتها، فإنها تسعى دائماً إلى إعادة بناء نفسها، وإثبات حضورها، على الرغم من أن قياداتها الأساسية اعتقلها الاحتلال أو اغتيلت أو استشهدت.

وعلى الرغم من صدور قرار تفكيكها في عام 2008، بمرسوم من الرئيس عباس، إلا أن بعض ألويتها حافظت على البقاء ورفضت القرار. وتواجه كتائب شهداء الأقصى تحديّاً مع الاحتلال والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، على غير حالها في قطاع غزة، حيث تمتعت بهامش أكبر من التسليح والتدريب.

النظام الداخلي لكتائب شهداء الأقصى هو ذاته برنامج “فتح” الذي وضعه مؤسسو الحركة في الستينيات. وكما تعلن في موقعها الإلكتروني، فإنها تعتبر خيار الكفاح المسلح والمقاومة الوحيد، وأن “الكفاح المسلح استراتيجية وليس تكتيكاً، والثورة المسلحة للشعب العربي الفلسطيني عامل حاسم في معركة التحرير وتصفية الوجود الصهيوني، ولن يتوقف هذا الكفاح إلا بالقضاء على الكيان الصهيوني وتحرير فلسطين”.

وتعتبر كتائب شهداء الأقصى أكثر تنظيماً وعتاداً في قطاع غزة، عما هو حالها في الضفة الغربية، بسبب التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، لتنفيذ ما نصت عليه اتفاقيات أوسلو، ما ضيق الخناق عليها، وبسبب قرار حل الأجنحة العسكرية في الضفة الغربية عام 2008، واعتبر أن حملة السلاح مطلوبين لدى السلطة. وقد واجهت قياداتها وعناصرها ملاحقة أجهزة أمن السلطة الفلسطينية.

عناصر الكتائب موجودة في كل مدن الضفة الغربية، مجموعات متفرقة ولا قيادة مركزية لها، على عكس باقي تشكيلات المجموعات المسلحة في الضفة الغربية وقطاع غزة، كالتي تتبع حركتي المقاومة الإسلامية “حماس”، والجهاد الإسلامي، وللجبهتين، الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين، وذلك بسبب قرار عباس حل الكتائب وكل التشكيلات المسلحة في الضفة الغربية، عقب تسلّمه رئاسة السلطة، ولقناعته بالمفاوضات خياراً وحيداً، فدفعت كتائب شهداء الأقصى الثمن الأكبر، لأن عباس يرأس الحركة. هذا ما يقوله قيادي سابق لكتائب الأقصى في رام الله، لكنه يضيف “على الرغم من كل هذا الحصار، فإنها لا تزال حاضرة.

ولا ينفي أن ثمة أسلحة في حوزة كتائب الأقصى في الضفة الغربية، لكنها غير ثقيلة، بسبب الظروف التي تعيشها في ظل قيادة السلطة الفلسطينية”. ويلفت إلى أن كوادرها في الضفة الغربية لا تتلقى التدريبات اللازمة، مثلما كان عليه الوضع أيام الزعيم الراحل، ياسر عرفات.

وحسب القيادي نفسه، فإن مجموعات كتائب شهداء الأقصى تعمل وحدها، بشكل فردي في كل مدينة أو مخيم، ولا قيادة مركزية تعمل في ظلها، أو حتى تمولها، “إنهم يعملون بطريقتهم وبإمكاناتهم”. ويلفت إلى أن قرار حل كتائب الأقصى، وانخراط كثيرين من قياداتها في أجهزة أمن السلطة، وفقاً لقرار العفو الذي وقعوه مع سلطات الاحتلال في عام 2008 في مقابل عدم اعتقالهم كان له أثر سلبي كبير أضعف حضورها.

ويقول القيادي الفتحاوي: لقد تمت محاولة تذويب كتائب الأقصى بدمج عناصرها في الأجهزة الأمنية، من دون إعطائهم أي دور تنفيذي، فكانت كل علاقاتهم مع الأجهزة فقط قبض الرواتب.

ويؤمن عناصر كتائب شهداء الأقصى بأدبيات حركة فتح، ووفقاً لبرنامجها الأساسي، يعترفون بالسلطة الوطنية الفلسطينية وقائدها، خصوصاً أنه من حركة “فتح”. لكن، هذا لم يمنع مجموعات من انتقاده، في بعض الحالات.

وتتمركز عناصر كتائب شهداء الأقصى في المخيمات، حيث يتاح تسليح عناصرها. وفي رام الله، يعتبر مخيما قلنديا والأمعري من أكثر المخيمات صداماً مع أجهزة أمن السلطة، فضلاً عن مخيمي بلاطة وجنين.

ويقول قائد سابق وقع على القرار الإسرائيلي تسليم السلاح من مخيم جنين: إن تسليح الكتائب لم يتوقف وإنها مستمرة، وتحافظ على وجودها على الرغم من كل الصعاب. ويضيف “توجهنا الوطني لا يتعارض مع المبادئ الأساسية لحركة فتح، ونحن جزء من الجسد التنظيمي للحركة، ونعمل وفق برنامجها، ونأتمر ونطبق القرارات التنظيمية الصادرة عن اللجنة المركزية للحركة، ممثلة في الرئيس، محمود عباس، كونها الإطار التنظيمي الأعلى في الحركة وكونها منتخبة”. ويذكر أن كتائب الأقصى مصنفة كمجموعة إرهابية لدى دول وضعتها على قائمة الإرهاب، مثل الولايات المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي واليابان.

يعدّ عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، والمعتقل في سجون الاحتلال منذ 2004، مروان البرغوثي، المسؤول المباشر عن كتائب الأقصى. وفي حينها، كان يشغل موقع رئيس اللجنة الحركية العليا لحركة فتح في الضفة الغربية. حكمت المحكمة المركزية للاحتلال عليه بخمسة مؤبدات و40 عاماً، بسبب موقعه، ولتابعية كتائب شهداء الأقصى لفتح، ولأن أي عمل عسكري قامت به يتحمل مسؤوليته.

أما ناصر عويس، فهو القائد العام للكتائب في فلسطين. اعتقلته سلطات الاحتلال في عام 2002 من مخيم بلاطة شرق نابلس. كان المطلوب الأول لقوات الاحتلال إلى حين اعتقاله. واتهمته المحاكم الإسرائيلية بقيادة كتائب شهداء الأقصى وتأسيسها، وتخطيط وتنفيذ عمليات عسكرية، أوقعت عشرات القتلى والجرحى الإسرائيليين.

وفي غزة، يعتبر نضال حسين العامودي، مؤسس كتائب الأقصى في القطاع، وهو من مخيم الشاطئ. زرع عبوة كبيرة على طريق نتساريم في 14/3/2002 ليفجر ويحطم دبابة المركافاة، وليقتل كل من فيها. وكانت الضربة القاسمة لسلاح دبابات الاحتلال ونسف أسطورة هذه الدبابة. استشهد في 13/1/2008. وشُكل لواء لكتائب الاقصى يحمل اسمه في قطاع غزة، لعب دوراً بارزاً في التصدي للعدوان على غزة أخيراً.

أما ثابت أحمد ثابت، فهو مؤسس كتائب الأقصى في الضفة. درس الطب ويتحدر من قرية رامين شرق طولكرم. من مؤسسي تنظيم فتح في محافظة طولكرم، وتتلمذت على يديه كوادر كثيرة. اغتالته قوات خاصة إسرائيلية بالرصاص في31/12/ 2000، عندما حاول مغادرة منزله بعد سماعه دوي طائرة تحلق فوق منزله.

ولكتائب الأقصى عشرات الأسرى في سجون الاحتلال، منهم المؤسسون. وإلى جانب عويس والبرغوثي، اعتقلت القوات الإسرائيلية قائد الكتائب في الخليل، ياسر أبو تركي وعضو المجلس القوري لحركة فتح زكريا الزبيدي، المسؤول الاول للكتائب في الضفة. كما أن عشرات الأسيرات ينتمين الى حركة فتح اعتقلن بسبب الانتماء الى كتائب شهداء الأقصى، منهن آمنة منى التي أفرج عنها في صفقة التبادل مع الجندي جلعاد شاليط، وأبعدت إلى تركيا.

وتميزت كتائب شهداء الأقصى بدور فاعل للعنصر النسائي الذي نشط في الانتفاضة، فقد نفذت منتسبات عمليات استشهادية، منهن: وفاء إدريس، والتي نفذت عملية في القدس، عندما فجرت نفسها في تجمع في مطعم 27/01/2002 لتقتل جنديّاً إسرائيليّاً وتصيب 140 آخرين بجروح. أما نورا جمال أبو شلهوب، فنفذت عملية حاجز الطيبة العسكري في 25/02/2002، في حين نفذت دارين أبو عيشة هجوماً استشهاديّاً استهدف حاجزاً عسكريّاً إسرائيليّاً قرب رام الله في 27/02/2002.

أما آيات محمد الأخرس، فجرت نفسها في مركز تجاري في القدس في 29/03/2002 فقُتل إسرائيليان، وأصيب 31. وعندليب طقاطقة، نفذت هجوماً استشهاديّاً في القدس في 12/04/2002.

في ظل انعدام دعمها من القيادة المركزية في رام الله، فإن كتائب شهداء الأقصى في غزة، مثل أخواتها في ألويتها في الضفة الغربية، لا تحظى برعاية مركزية، إلا أن عملها ضمن منطقة جغرافية، مثل غزة، عزز مركزية عملها والتنسيق بينها.

ولطالما اصدت الكتائب بيانات عسكرية توضح عملياتها ضد الاحتلال.

والألوية العاملة في غزة لكتائب شهداء الأقصى، وفقاً لبيانات صدرت من غزة هي لواء غزة، مجموعات الشهيد أيمن جودة، لواء الشهيد نضال العامودي، جيش العاصفة، وحدات الاستشهادي نبيل مسعود. وهناك كتائب الشهيد، عبد القادر الحسيني، والتي انشقت عن كتائب الأقصى.

بخصوص الاحداث الجارية في مخيم جنين، والاشتباكات الحاصلة بين الاجهرة الامنية الفلسطينية والمسلحين، فان المؤشرات تقول ان قيادة كتائب الاقصى في مخيم جنين والتي تميز نفسها بلواء الشهداء، وهو الاسم الذي طالما اطلقته الكتائب على نفسها، لم يصدر عنها بيان تدعم ما تقوم به كتيبة جنين. وان البيانات التي تصدر مع كتيبة جنين وقعت باسم كتائب الاقصى – لواء الثأر والتحرير، يبدو انه نشأ خلال الاحداث، مما يشير الى ان الكتائب الرسمية في المخيم لم تقاتل الاجهزة الامنية الفلسطينية والتي تعتبر القتال الفلسطيني محرم.

Post Views16 Total Count

تصفح المواضيع

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Ethical Dimensions in the Digital Age

The Internet is becoming the town square for the global village of tomorrow.

الأكثر قراءة

هاشتاغ

عن زيتون نيوز

زيتون نيوز موقع اعلامي صادر عن مركز رام للدراسات العربية. مختص بالشؤون العربية في كندا، بالاضافة الى الاهتمام بأهم القضايا في الوطن العربي. وهو موقع مهني تشرف عليه الصحفية تغريد سعادة التي تعمل في الصحافة لما يزيد عن عقدين من الزمان.
يقع المكتب الرئيسي في مدينة ادمنتون / ألبرتا. ويعمل على تقديم تغطية شاملة، لكافة الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للعرب في كندا. 

آخر الأخبار

  • All Posts
  • About Us
  • English News
  • أخبار
  • تحقيقات
  • ثقافة
  • شؤون الجالية
  • شؤون عربية
  • لقاءات
  • مقالات
  • منوعات
    •   Back
    • About us

أقسام

 Zaytoun News © 2024

error: Content is protected !!