اوتاوا – زيتون نيوز
أُلغيَت حفلات المغني والواعظ الأميركي شون فوشت، المعروف بانتمائه إلى اليمين المسيحي المتشدد وحركة “ماغا” (Make America Great Again)، في ست مدن كندية على الأقل، حتى قبل انطلاق جولته الموسيقية المقررة في البلاد.
وجاءت سلسلة الإلغاءات تباعا منذ يوم الأربعاء، حيث سحبت تصاريح الحفلات في مدن هاليفاكس، شارلوت تاون، مونكتون، كيبيك، وغاتينو، وصولا إلى مدينة فوغان في أونتاريو صباح الخميس.
ويعرف فوشت، وهو مرشح سابق للكونغرس الأميركي عام 2020، بمواقفه المتشددة المؤيدة للرئيس الامريكي دونالد ترامب، ورفضه لتدابير الوقاية الصحية خلال جائحة كوفيد-19، إضافة إلى تبنيه نظريات مؤامرة وخطابا هجومياً ضد مجتمع الميم ومناصري حقوق الإجهاض. وغالبا ما يربط في تصريحاته بين مجتمع الميم وعبادة الشيطان، ويصف أفراده بـ”المتحرّشين بالأطفال”، ويُطلق على مؤيدي الإجهاض وصف “الشياطين”.
وكان من المقرر أن تنطلق جولته الكندية من مدينة هاليفاكس الأربعاء الماضي، في موقع “يورك ريدوبت” التاريخي، غير أن وكالة “باركس كندا” سحبت التصريح عشية الحفل لأسباب أمنية، بعد دعوات لتنظيم مظاهرات احتجاجية على وجوده. ورد فوشت بغضب عبر منصة X قائلاً: “هل يُقصد أن المكان الذي استضاف مسيرة فخر المثليين الأسبوع الماضي لا يسمح للمسيحيين بالصلاة هذا الأسبوع؟ هذه ليست كندا متسامحة.”
ونقل فوشت حفله إلى بلدة شوبيناكادي، على بعد حوالي 60 كيلومترا، في أرض تابعة لكنيسة محلية.
في مونتريال، التي انطلقت فيها فعاليات “فخر المثليين” الأربعاء، صرح المدير التنفيذي للمهرجان سيمون غاماش قائلاً: “حرية التعبير حق أساسي، لكن عندما يتحول الخطاب إلى كراهية وتحريض على العنف، يصبح الأمر غير مقبول.”
وبحلول الخميس، توالت الإلغاءات من إدارات المدن والمؤسسات العامة، إذ ألغت مونكتون وشارلوت تاون حفلات فوشت، كما ألغى مركز “إكسبو سيتي” في مدينة كيبيك حفله المقرر الجمعة. وفي أوتاوا، أعلنت “هيئة العاصمة الوطنية” أنها لن تمنح تصريحا لإقامة حفله في حديقة جاك كارتييه في غاتينو.
وفي رد جديد، كتب فوشت على X: “بيان رسمي من أوتاوا: حرية التعبير في كندا منتهية. الحرية الدينية للمسيحيين غير مقبولة. على الكنيسة في كندا أن تستفيق.”
وكان فوشت قد أطلق جولته تحت شعار “دعونا نعود إلى العبادة من جديد”، مدعياً أن مهمته هي “إنقاذ كندا”، وأنه سيكون سببا في “تحرير وشفاء وخلاص مئات المؤمنين، وسحق السحرة”، بحسب وصفه في فيديو ترويجي للجولة.
وتنتقد جهات عديدة في كندا إقامة حفلات فوشت في أماكن تمولها الأموال العامة، معتبرين أن خطابه “يحمل طابعا عنيفا ومعاديا لمجتمع الميم والمتحولين جنسيا، ويحرض على الكراهية الدينية والاجتماعية”.
ويعد فوشت من أبرز الشخصيات الدينية المؤثرة في التيار اليميني الأميركي، ويساهم في حملات تسعى لجعل القيم المسيحية التقليدية أساسا للنظام السياسي في الولايات المتحدة، في وقت تشهد فيه البلاد انقسامات حادة على خلفية قضايا الهوية والحقوق.
