رام الله – زيتون نيوز
قال الأمين العام للاتحاد العام للكُتّاب والأدباء الفلسطينيين، الشاعر مراد السوداني، بشأن رحيل الفنان اللبناني الكبير زياد الرحباني، “رحل الوتر المقاتل ، شفيف اللحن، العناد في كوابيس الأعداء، وكنوزنا الخالدة؛ الصامدة مع الرياح للعودة عن غدرٍ كان في البداية، ولم يترك للوتر وسادةً لكي تبقى الأغنية خلف متراسها وتحت اللواء.
رحل زياد الرحباني، صاحب الأصابع الخمسة لحناجر الملايين، تكرّر من بعدها ما جادت به القريحة، وما اتسع فيه المدى دون تراخٍ ،رغم وجع الكبد، وسُقْم الضمائر في مقتلة فلسطين المستمرة.
يموت الملحن، نعم، ولن تموت الأغاني. يموت كاتب النص، ويبقى النص في محاريب العبادة. وهكذا هو زياد الرحباني، صاحب القنطرة العالية في أرض الصامدين، رغم أنف التخاذل، وجفاف الوفاء للقضايا الكبرى.
وإذ نودّع نجمًا به اهتدى هدير المتعبين في مشوار العمر، نغرس زيتونةً لروحه الطاهرة فوق تلةٍ تطل على نبض كل قلبٍ أحبّه، وعرف من صوته وجع الحكايات الصعبة، في سخرية نبيلة صنعتها مسرحيات المواجهة، بلغةٍ تتفتّح على صباحات الحالمين.
ننعى بالوفاء المبين الفنان والإنسان زياد الرحباني من قلب الأرض المنهكة بالمحتلين، والبشارة لأهلها، رغم الدمار السحيق، والفقد لأرواح الأبرياء، أهل السماء الآن.
رغم الجفاف في زمن الرمل والرماديين، إلا أن في وداعه عرفانًا لعطاءٍ يزهر كل صباحٍ مع سماع ألحانه، وكلامه الذي أصبح قناديل تُضيء لكل المتعبين.
رحم الله زياد الرحباني، وخالص العزاء لسيدة الأغنية فيروز، ولعائلة الرحباني، ولبنان، وفلسطين، ولكل محبّيه.
ورحل السبت الموسيقي والمسرحي اللبناني زياد الرحباني عن عمر 69 عاما، بعد مسيرة طويلة صنع خلالها أسلوبا فنيا خاصا جمع بين السخرية والعمق، وبين التمرد والحب.
وهو الابن الأكبر للمطربة فيروز، وأحد أبرز الأسماء في الموسيقى العربية المعاصرة، وترك إرثا كبيرا أثرى به المسرح والموسيقى، وخلف برحيله حزنا واسعا في لبنان والعالم العربي.
أفادت بعض الصحف اللبنانية بأن الفنانة فيروز دخلت في حالة من الانهيار النفسي عقب تلقيها نبأ وفاة نجلها زياد الرحباني، مما استدعى حضور عدد من الأطباء إلى منزلها للاطمئنان على حالتها الصحية.
ويأتي رحيل زياد الرحباني بعد سنوات من الابتعاد عن الساحة الفنية، نتيجة تدهور حالته الصحية التي أثّرت على نشاطه، إذ غاب في العام الماضي عن حفل تكريمه ضمن فعاليات مهرجان الموسيقى العربية في مصر.
ولم تصدر عائلته أي توضيحات رسمية بشأن أسباب الوفاة، رغم ما تردد عن معاناته من مرض في الكبد خلال الفترة الماضية، بينما أشارت تقارير أخرى إلى أن الوفاة جاءت نتيجة أزمة قلبية، من دون أي تعليق من أفراد العائلة.
ونعت عائلة “الرحباني” الفنّان زياد، وأعلنت موعد الصلاة “لراحة نفسه” في كنيسة “رقاد السيدة” في المحيدثة، بكفيا في لبنان، في الرابعة بعد ظهر اليوم الإثنين.
