واشنطن – رام الله – زيتون نيوز
وقع أكثر من 3400 ممثل وفنان ومنتج، بينهم نجوم هوليوود، تعهدا صدر الاثنين، بعدم التعاون مع مؤسسات سينمائية إسرائيلية يعتقد تورطها في الانتهاكات ضد الفلسطينيين، ومِن بين مَن وقّعوا على الوثيقة أوليفيا كولمان وإيما ستون ومارك رافالو وتيلدا سوينتون وريز أحمد وخافيير بارديم وسينثيا نيكسون.
وجاء في التعهد، “نتعهد بعدم عرض الأفلام أو الظهور في المؤسسات السينمائية الإسرائيلية أو العمل معها، بما في ذلك المهرجانات ودور السينما ومؤسسات البث وشركات الإنتاج، الضالعة في الإبادة والفعل العنصري بحق الشعب الفلسطيني”.
وذكرت الوثيقة أن “الدعوة موجهة إلى العاملين في صناعة الأفلام لرفض العمل مع المؤسسات الإسرائيلية المتواطئة في انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان”، وأضافت أن المؤسسات السينمائية الإسرائيلية شاركت في “تمويه أو تبرير” الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون.
واستند الموقعون في اعتماد التعهد إلى حكم محكمة العدل الدولية الذي اعتبر الاحتلال الإسرائيلي غير قانوني، وتقارير حقوقية تقيّم الهجوم على غزة بأنه جريمة إبادة.
في المقابل، رفضت الحكومة الإسرائيلية هذه الدعوات، واعتبرتها تمييزية، مؤكدة أن مقاطعة مؤسساتها الثقافية والفنية ليست سوى محاولة لعزل إسرائيل عن الساحة الدولية.
من جهته، قال وزير الثقافة الفلسطيني عماد حمدان، إن وزارة الثقافة تثمن الموقف التاريخي والشجاع الذي اتخذه صناع السينما في العالم، بينهم ممثلون ومخرجون ومنتجون عالميون حاصلون على جوائز الأوسكار والبافتا والإيمي وكان وبرلين والبندقية والسيزار والغويا والبيبودي، الذين أعلنوا رفضهم التعاون مع المؤسسات السينمائية الإسرائيلية المتورطة في الإبادة الجماعية ونظام الفصل العنصري ضد الشعب الفلسطيني.
وأضاف الوزير حمدان، في بيان، اليوم الأربعاء، “أن أسماءً لامعة مثل أوليفيا كولمان، وأيو إيدبيري، ومارك رافالو، وريز أحمد، وتيلدا سوينتون، وخافيير بارديم، ويورغوس لانثيموس، وآفا دوفيرناي، وآصف كاباديا، وإيما سيليغمان، وبوتس رايلي، وآدم مكاي، وجوشوا أوبنهايمر، ومعهم كبار المخرجين والكتاب والمنتجين من مختلف أنحاء العالم، أكدوا أن الفن الذي يصمت عن الجرائم يتحول إلى تواطؤ، أما الفن الذي ينحاز إلى الإنسانية فهو مقاومة، قائلاً إن هؤلاء الفنانين عبروا بقرارهم عن حقيقة أساسية أن الثقافة وسيلة لمواجهة الظلم والاضطهاد”.
وأكد أن هذا الموقف مستمد من تجربة “صناع الأفلام المتحدون ضد الفصل العنصري” الذين رفضوا في ثمانينيات القرن الماضي التعامل مع نظام الأبارتهايد في جنوب إفريقيا، معتبراً أن ما يجري اليوم يشكل منعطفاً تاريخياً في مسار العدالة الثقافية، مضيفاً: “حين تقر أعلى محكمة في العالم، محكمة العدل الدولية، بوجود خطر معقول لوقوع إبادة جماعية في غزة، فإن التواطؤ مع الاحتلال لم يعد مجرد انحياز سياسي، إنما مشاركة مباشرة في هذه الجريمة”.
وأوضح أن وزارة الثقافة ترى في هذه الخطوة رافعة أخلاقية وإنسانية تعزز دور الحراك الثقافي والفني في مواجهة الإبادة والظلم التاريخي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، داعياً كل المؤسسات السينمائية والمهرجانات الدولية والجامعات الفنية إلى تبني مواقف مماثلة والانضمام إلى هذه المقاطعة العالمية.
واختتم البيان بالتأكيد على أن الشعب الفلسطيني، وهو يواجه أبشع صور الإبادة الجماعية، يجد في مثل هذه المواقف رسالة واضحة بأن معركته غير معزولة عن العالم. قائلاً: إن فلسطين ستبقى منارة وعنواناً لكل صوت حر، ولجميع الأحرار في العالم ضد جميع أشكال الاحتلال والاستعمار والاضطهاد حتى تتحقق العدالة والحرية وتنهار آخر قلاع الاستعمار والتمييز العنصري.
