تغريد سعادة
في خضم المأساة التي يعيشها شعبنا في غزة، تتزاحم الأسئلة المؤلمة في صدورنا. هل يعني أن نحمل الاحتلال المسؤولية فقط ونبرئ حماس ليقولوا عنا اننا وطنيين؟ هل يعني أن يقبل شعبنا بالموت والتهجير والفقدان كي لا يقال إن حماس انهزمت؟ ماذا يعني أن يقتل ربع الشعب ويهجر أكثر من مليوني فلسطيني مقابل عشرين أسير إسرائيلي؟
لا شك أن الاحتلال الإسرائيلي هو الجاني، وهو الذي يملك آلة الحرب والتهجير والقصف والقتل الجماعي. إسرائيل تتحمل المسؤولية المباشرة عن إبادة المدنيين وتدمير الأرض واستهداف الإنسان الفلسطيني. لكن، هل يكفي أن نقول ذلك ونصمت عن كل ما هو أبعد؟
حماس، التي اختارت طريقها دون حسابات، متجاهلة التجارب السابقة التي أظهرت أن عمليات اختطاف الجنود لم تحقق سوى المزيد من الدمار، تتحمل بدورها مسؤولية عن إدخال غزة في أتون معركة خاسرة ستقود لمخطط التهجير. قيادات جديدة لها تظهر على الشاشات لا يعرفها الشعب، ترتبك في خطابها، وتخفي حقيقة ارتباطاتها ومصالحها الخارجية، ثم تطالب الناس بالصمود.
المؤلم أن يختزل مصير أكثر من مليوني فلسطيني إلى مشروع سياسي لا يتجاوز إطار جماعة تريد أن تحكم أو تنشر الفوضى. التجربة علمتنا أن حركات الإسلام السياسي، وفي القلب منها مشروع الإخوان المسلمين، لا ترى الوطن إلا ساحة لرهاناتها، بينما تترك الشعوب لمصائر الفقدان والتشريد.
الوطنية لا تعني أن نغلق أعيننا. الوطنية الحقيقية أن نصرخ في وجه الاحتلال ونحمله المسؤولية عن جرائمه، وفي الوقت نفسه نطالب حماس بالمحاسبة. الوطنية تعني أن نقول، كفى موتا. كفى ارتهان لمصيرنا بمغامرات سياسية وعسكرية لا تبقي لنا وطنا ولا حياة.
المعركة اليوم أصبحت معركة من أجل الحق في البقاء. الاحتلال يستفرد بالحقائق على الأرض، يهجر الناس، ويكسر إرادة شعب بأكمله. وحماس، التي ترفض إعلان هزيمتها بينما كل شعبها مهزوم، تزيد الجرح نزيفا.
حربنا من أجل ماذا؟ من أجل أي مستقبل نموت؟ من أجل أي مشروع نتشرد؟ الأسئلة كثيرة والإجابات غائبة. لكن ما نعرفه يقينا أن إنقاذ الإنسان الفلسطيني يجب أن يكون الأولوية الأولى، فوق كل الحسابات والمشاريع.
الوطن ليس شعارا نردده على الشاشات، بل حياة كريمة نعيشها على الأرض. والحق في الحياة هو المعركة الحقيقية التي يجب أن نخوضها اليوم. ما يحدث حتي الان ارهق ارواحنا واوجعنا. حرب شرسة يشنها الاحتلال من اجل تحرير اسراه. والاسرى عند حماس.
بالامس قال احد قيادات حماس محمد نزال، “يريدوننا ان نستسلم، ونقول لهم اما ان ننتصر او الشهادة.” ونسأله كيف سيتحقق النصر وماذا عندكم في موازاة قوة الاحتلال، بل ان الاحتلال حسم الامر منذ بداية المعركة، والاهم كلامكم يصدر من قطر، وليس من غزة !!!!!
