سجل في القائمة البريدية

Edit Template

كلمة إلى الشعب الفلسطيني

تغريد سعادة

سأمارس شجاعة قد يفتقدها البعض، ويمكن لان نساء فلسطين تعلمن الشجاعة دون الاكتراث لاي موقف سياسي واي اعتبار او حسابات. وهيك علمنا اولادنا. وأتحدث بموضوعية عن الرئيس محمود عباس (أبو مازن). وقد اخترت منذ بداية مسيرتي المهنية أن أكون إلى جانب النضال الفلسطيني، وألا أجعل الخلافات الشخصية أو المواقف المسبقة تحجب عني رؤية الحقيقة.

ومن يتابع عملي الصحفي منذ اكثر من عقدين، كتبت عن النضال الفلسطيني، وعن الفساد، ومنها حادثة احدثت عاصفة في السلطة الفلسطينية تتعلق بهشام مكي رئيس التلفزيون الفلسطيني حينها. وسجلي واضح بهذا السياق.

ومن بداية عملي ايضا، كنت أدرك جيدا أن الهجمة التي تتعرض لها حركة فتح ليست بريئة، فهي المستهدفة لأنها العمود الفقري للنضال الفلسطيني. وفي حقبة أبو مازن اتخذ قرارات صعبة أثارت غضب بعض الفصائل، منها اليسار الفلسطيني والمنشقين عن فتح، أو من تضرروا شخصيا منه. و لكن تحويل الخلاف السياسي إلى حقد شخصي بعيد كل البعد عن الوطنية.

أنا مؤمنة أن السياسة ليست شعارات، بل قراءة دقيقة للمرحلة ولموازين القوى. أكتب بضمير وطني، يشهد لي به حتى المعارضون الذين لا يتفقون معي لكنهم يحترمون موضوعيتي. وقد سمعت من أكثر من قيادي معارض يقول: “قد نختلف معك، لكن ما تكتبينه وطني في جوهره.”

هذه القناعة لم تأت من فراغ، بل من مسيرتي كباحثة ومتابعة دقيقة لكل ما ينشر في الصحافة العربية والغربية. ومن خلال عملي الصحفي مع الصحف اليومية العربية والانجليزية.

إن ما تحققه القضية الفلسطينية اليوم لم يأت من صحوة مفاجئة في الضمير الغربي، ولا من عدالة مطلقة في الإعلام الغربي. بل جاء نتيجة عمل فلسطيني مضن وتضحيات جسيمة، ترافقت مع تغيرات في ميزان القوى العالمي. الغرب لم يستيقظ فجأة ليؤيد فلسطين، بل وجد نفسه أمام استحقاقات تاريخية، منها كبح الانفراد الأمريكي بعد تجربة أوكرانيا والصراع التجاري العالمي. كان الموقف من فلسطين جزءا من هذه المعادلة الجديدة.

إذا فهمنا ذلك واستثمرناه بذكاء، سندرك أن علينا التماسك حول الموقف الرسمي لمنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية. فالاحتلال الإسرائيلي قوي، متعنت، وغير مكترث ولا انساني، ويمتلك أدوات ضغط هائلة، والاهم انه يحسم على الارض. بينما نحن نحتاج إلى كل ما يمكن لملمته من أوراق قوة سياسية ودبلوماسية.

و رسالتي للشعب الفلسطيني، انتقدوا، لكن بموضوعية، ضمن السياق، لا من منطلق الحقد ولا من منطلق الأوهام الإعلامية. لا تجعلوا المنابر الخارجية تحدد وعيكم أو تحرككم. انظروا بعمق إلى اللحظة السياسية الراهنة، وستعرفون أن التماسك هو طريق الإنجاز، وأن المزايدات لن تخدم إلا الاحتلال.

والاهم كل هذا، حينما ترك عباس وحيدا للصمود امام مؤامرة صفقة القرن خلال فترة حكم ترامب الاولى، وسط هجوم حماس والكثير من المنابر، دون الاكتراث انه لولا هذا الصمود لما وصلنا هنا خاصة في ظل تواطئ عربي كبير، حتي لمن يحسب انه ضد التطبيع. وانه لولا هذا الصمود، ورغم الحصار المالي والسياسي لسنوات، والدبلوماسية الفلسطينية المثابرة لما تحقق لفلسطين دولة. ولذلك اقول بموضوعية ومن حب لفلسطين، وفي حياته لانه يستحق ان يسمعها، شكرا يا ابو مازن. شكرا كفيت ووفيت.

Post Views44 Total Count

تصفح المواضيع

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Ethical Dimensions in the Digital Age

The Internet is becoming the town square for the global village of tomorrow.

الأكثر قراءة

هاشتاغ

عن زيتون نيوز

زيتون نيوز موقع اعلامي صادر عن مركز رام للدراسات العربية. مختص بالشؤون العربية في كندا، بالاضافة الى الاهتمام بأهم القضايا في الوطن العربي. وهو موقع مهني تشرف عليه الصحفية تغريد سعادة التي تعمل في الصحافة لما يزيد عن عقدين من الزمان.
يقع المكتب الرئيسي في مدينة ادمنتون / ألبرتا. ويعمل على تقديم تغطية شاملة، لكافة الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للعرب في كندا. 

آخر الأخبار

  • All Posts
  • About Us
  • English News
  • أخبار
  • تحقيقات
  • ثقافة
  • شؤون الجالية
  • شؤون عربية
  • لقاءات
  • مقالات
  • منوعات
    •   Back
    • About us
    •   Back
    • Art and Cinema
    • Interviews

أقسام

 Zaytoun News © 2024

error: Content is protected !!