تغريد سعادة
رحب الكاتب والناشط الإسرائيلي غرشون باسكين بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب توقيع إسرائيل وحركة حماس على المرحلة الأولى من خطة السلام في قطاع غزة، مؤكدا أن هذه الخطوة تعني عمليا نهاية الحرب ونهاية حكم حماس في القطاع بعد أكثر من 18 عاما في الحكم.
وفي مقال نشره على حسابه علي الفيسبوك بعنوان «ملاحظات أولية قصيرة على بعض الأفكار هذا الصباح»، قال باسكين إن هذا الاتفاق هو ثمرة ضغوط مكثفة من ترامب ومستشاره جاريد كوشنر ورجل الأعمال ستيف ويتكوف، إلى جانب وساطة فعالة من قطر ومصر وتركيا التي ساهمت في تقريب وجهات النظر بين الطرفين.
وأوضح باسكين أنه كان مشاركا في المفاوضات عبر قنوات خلفية غير رسمية، بالتواصل مع قيادات حماس خارج غزة ونقل الاقتراحات والمعلومات للجانب الأميركي. لكنه لم يكن جزءا من الاجتماعات الرسمية مع إسرائيل، ولم يشارك في توقيع الاتفاق، مؤكدا أن دوره اقتصر على دعم التواصل وتحفيز حماس على المشاركة في الاتفاق النهائي.
وبحسب نص الإعلان الذي نشره ترامب على منصة “تروث سوشال”، فإن المرحلة الأولى من الخطة تتضمن انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى خطوط متفق عليها، وإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين، والإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين، إضافةً إلى إدخال مساعدات إنسانية ضخمة إلى غزة بإشراف دولي.
وأشار باسكين إلى أن الاتفاق الجديد “كان يمكن أن يتحقق قبل عام على الأقل، لكن الحكومة الإسرائيلية السابقة رفضت مبادرات مماثلة خشية من الكلفة السياسية الداخلية”، مضيفا أنّ “الجهود الأميركية هذه المرة كانت حاسمة ولا يمكن لأي طرف أن يتجاهلها”.
وأكد الكاتب أن المرحلة التالية ستشهد تشكيل إدارة مدنية فلسطينية جديدة في غزة بدعم من مصر وقطر، “ما يعني عملياً نهاية حكم حماس العسكري والسياسي”، على حدّ وصفه.
وقال ان “الرئيس ترامب يستحق جائزة نوبل للسلام. ستيف ويتكوف هو صانع الصفقات الذي لولاه لما حدث كل هذا. ويتكوف يتحدث باسم الرئيس، والجميع يعرف ذلك. كان دور جاريد كوشنر في هذه المرحلة حاسماً، إذ إن رون ديرمر سيعمل قريبا لصالح كوشنر وليس لصالح نتنياهو. إشراك كوشنر في الجولة النهائية من المفاوضات كان خطوة ذكية أبطلت دور ديرمر التقليدي في إحباط أي فرصة لإنهاء الحرب. رئيس المخابرات التركية، القريب من ويتكوف ومن حماس، لعب هو الآخر دورا حاسماً في ممارسة الضغط على حماس للقبول بالاتفاق وعدم الانسحاب من المفاوضات.”
وأشار باسكين إلى أن المرحلة التالية ستشهد تشكيل إدارة مدنية فلسطينية جديدة في غزة، ما يمثل نهاية الحكم العسكري والسياسي لحماس في القطاع.
وقال في منشوره في الساعة الثانية بعد منتصف الليل، دخل جميع المشاركين في المفاوضات إلى قاعة كبيرة رُتبت فيها الطاولات والكراسي على شكل مربع. جلست الوفود الإسرائيلية في مواجهة وفد حماس. كانت تلك أول مرة في التاريخ يجلس فيها مسؤولون إسرائيليون رسميون ومسؤولون من حماس في قاعة واحدة. تم توقيع الاتفاق، وعلينا الآن أن ننتظر تنفيذه الكامل. والآن يمكننا أخيراً أن نبدأ بالتنفس من جديد.
وينتظر أن تعلن خلال الأسابيع المقبلة تفاصيل إضافية حول المرحلة الثانية من الخطة الأميركية، التي يتوقع أن تشمل إعادة إعمار قطاع غزة وتطبيعا تدريجيا للعلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، بدعم من واشنطن والدوحة والقاهرة وأنقرة.
باسكين لعب دورا محوريا في إتمام صفقة تبادل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2011. خلال سنوات طويلة، حافظ على قنوات اتصال سرية مباشرة مع قيادات من حركة حماس في غزة.
32 Total Count
