اوتاوا – وكالات – زيتون نيوز
وفقا لتقرير صادر عن معهد كيل للاقتصاد العالمي الألماني، انخفضت المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا بنسبة 43% في شهري يوليو وأغسطس 2025 مقارنة بالنصف الأول من العام، رغم إطلاق مبادرة “قائمة أولويات احتياجات أوكرانيا” (PURL) من قبل الناتو. هذه المبادرة تهدف إلى تمكين الدول الأعضاء من شراء الأسلحة الأمريكية وتقديمها لأوكرانيا، لكن التنفيذ الفعلي للمساعدات لم يواكب التوقعات.
على وجه الخصوص، انخفضت المساعدات العسكرية الأوروبية بنسبة 57%، رغم استمرار بعض الدول مثل المملكة المتحدة في تقديم الدعم من خلال تزويد أوكرانيا بطائرات مسيرة.
وأوضح المعهد أن إجمالي المساعدات العسكرية التي أرسلتها أو خصصتها أوروبا لأوكرانيا بلغ 3,3 مليارات يورو (3,8 مليارات دولار) في شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس، أي بمعدل 1,65 مليار يورو شهريا.
أدى هذا التراجع إلى تقليص قدرة أوكرانيا على مواجهة الهجمات الروسية، خاصة في ظل الهجمات الجوية المستمرة على البنية التحتية الحيوية. الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انتقد هذا التراجع، داعيا إلى زيادة الدعم العسكري الغربي.
من الناحية الاقتصادية، يشير الخبراء إلى أن تراجع المساعدات العسكرية قد يؤدي إلى زيادة الضغوط على الاقتصاد الأوكراني، حيث تعتمد أوكرانيا بشكل كبير على الدعم الغربي في تمويل عملياتها العسكرية. هذا النقص في الإمدادات العسكرية قد يعيق قدرة أوكرانيا على الحفاظ على استراتيجياتها الدفاعية، مما قد يؤدي إلى مزيد من التدهور في الوضع الاقتصادي.
و منذ بداية عام 2022، التزمت كندا بتقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 6.5 مليار دولار كندي، مع تعهدات بتوفير الدعم حتى عام 2029.
في أغسطس 2025، أعلنت كندا عن حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 2 مليار دولار كندي، تشمل توفير طائرات مسيرة ومركبات مدرعة من طراز “بافار” و”كويتي”، بالإضافة إلى دعم جهود إعادة الإعمار والمرونة الرقمية.
رغم إطلاق مبادرة “قائمة أولويات احتياجات أوكرانيا” PURL، يواجه تنفيذها تحديات كبيرة، بما في ذلك تأخيرات في توريد الأسلحة وصعوبة التنسيق بين الدول الأعضاء. هذه التحديات قد تؤثر سلبا على فعالية الدعم العسكري المقدم لأوكرانيا.
وقال مدير الأبحاث في معهد “كيل” ورئيس مشروع “متابعة دعم أوكرانيا” كريستوف تريبيش إن “أوروبا تقلص دعمها العسكري الإجمالي، والمهم الآن هو كيفية تطور الأرقام خلال الخريف”.
وأوضح أن معظم المساعدات العسكرية هذا الصيف تم إيصالها عبر آلية “قائمة أولويات أوكرانيا”، وهي آلية أطلقت في تموز/يوليو من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب والأمين العام لحلف الناتو مارك روته، وتتيح للدول الأعضاء شراء أسلحة وذخائر من المخزونات الأميركية الجاهزة للشحن إلى كييف لتجنب تأخير التسليم.
وبحلول نهاية آب/أغسطس، شاركت ثماني دول أعضاء في الحلف، هي بلجيكا وكندا والدنمارك وألمانيا ولاتفيا وهولندا والنرويج والسويد، في البرنامج، بإجمالي بلغ 1,9 مليار يورو.
ومنذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في شباط/فبراير 2022 وحتى نهاية آب/أغسطس 2025، قدمت الدول الأوروبية، بما فيها بريطانيا، مساعدات عسكرية بقيمة 83 مليار يورو، مقارنة بـ 64,6 مليار يورو خصصتها الولايات المتحدة.
وكانت واشنطن المزود الرئيسي للمساعدات إلى كييف قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير، حين غيّر نهج سلفه الديموقراطي جو بايدن تجاه أوكرانيا.
أما المساعدات المالية والإنسانية، فبقيت مستقرة مقارنة بالنصف الأول من العام 2025، عند 7,5 مليارات يورو، رغم عدم تقديم الولايات المتحدة أي مساهمات جديدة.
وختم تريبيش بالقول إنه “من الضروري الآن أن يمتد هذا الاستقرار إلى الدعم العسكري أيضا، لأن أوكرانيا تعتمد عليه لمواصلة جهودها الدفاعية على الأرض”.
