غزة – زيتون نيوز
ما يجري في قطاع غزة يعد جريمة إنسانية مركبة تفوق قدرة البشر على الاحتمال أو التعايش معها. فبعد أكثر من عامين من حرب قاسية، يعيش مئات الآلاف من الفلسطينيين في خيام أو في الشوارع بلا مأوى، وسط ادعاءات بوقف الحرب شكليا، بينما لا تزال غزة تقدم الضحايا يوميا، وتعيش ظروفا قاسية بسبب الظروف الجوية القاسية.
ورغم الجهود الدولية، فشلت المبادرات حتى الآن في وقف التدهور الإنساني. ومؤخرا، وقعت إيطاليا وألمانيا إعلانا مشتركا عقب لقاء وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني ونظيره الألماني يوهان فاديفول في روما، شدد على ضرورة ضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وأكد البيان المشترك دعم روما وبرلين لخطة السلام التي أقرها مجلس الأمن الدولي، والداعية إلى استئناف المساعدات الإنسانية دون عوائق، إضافة إلى العمل على إنشاء منصة مشتركة لتنسيق جهود القطاع الخاص والمجتمع المدني، مع التأكيد على الدور المحوري للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية في الاستجابة الإنسانية.
في المقابل، أعلنت الأمم المتحدة أن إسرائيل تواصل عرقلة دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة رغم الظروف الجوية القاسية، محذرة من تزايد خطر تجمد المواليد الجدد بسبب البرد. وأفادت مصادر محلية بأن آلاف العائلات أمضت لياليها في ظروف شديدة القسوة دون مأوى آمن أو وسائل تدفئة، فيما يعاني الأطفال نقصا حادا في الملابس والأغطية الشتوية.
وحذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن تأخير دخول المساعدات يعود إلى إعطاء الأولوية للشحنات التجارية على حساب المساعدات الإنسانية، في وقت تواصل فيه العواصف الشتوية تفاقم الأوضاع المعيشية المتدهورة للعائلات النازحة.
وقالت أولغا تشيريفكو، المتحدثة باسم أوتشا في غزة، إن الاحتياجات الإنسانية تتزايد بوتيرة أسرع من قدرة المنظمات على الاستجابة، مشيرة إلى أن القيود المفروضة على دخول الإمدادات، ومنع إدخال الآلات الثقيلة وقطع الغيار اللازمة لإصلاح البنية التحتية، تعرقل جهود الإغاثة.
وبحسب الأمم المتحدة، لا يزال نحو 1.3 مليون فلسطيني بحاجة إلى مساعدات في مجال المأوى. وخلال الأيام الماضية، وزعت فرق الإغاثة نحو 3,800 خيمة وأكثر من 4,500 غطاء بلاستيكي وآلاف قطع الفرش، استفادت منها قرابة 4,800 عائلة، إضافة إلى تقديم مساعدات غذائية وأدوات طبخ لمواجهة آثار الفيضانات.
كما حذرت تشيريفكو من تزايد مخاطر انخفاض حرارة الجسم، لا سيما بين الرضع، مؤكدة أن الأطفال حديثي الولادة يواجهون خطرا حقيقيًا في ظل نقص وسائل التدفئة.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أن عدد المعابر والطرق المتاحة لإدخال المساعدات لا يزال محدودا، مع تأخيرات متكررة عند المعابر بسبب القيود والإجراءات المفروضة. وشدد مكتب أوتشا على ضرورة رفع جميع هذه العوائق، مؤكدا أن القدرة على الاستجابة موجودة، لكن القيود تعيق الوصول إلى المحتاجين في الوقت المناسب.
وتأتي هذه التحذيرات عقب الإعلان عن وفاة رضيعة في خان يونس جنوب القطاع نتيجة البرد وغرق خيمتها بمياه الأمطار، فيما تحولت آلاف الخيام في مختلف مناطق غزة إلى برك من المياه والطين، وسط تحذيرات من انهيار منازل مدمرة جزئيا تشكل خطرا مباشرا على حياة مئات الآلاف من الفلسطينيين.
