تغريد سعادة
أكدت مصادر قريبة من حركة حماس في غزة لـ”زيتون نيوز” أن الحركة تمر بمرحلة تراجع سياسي ومالي وشعبي غير مسبوقة، مشيرة إلى أن الخلافات الداخلية قد تعصف بما تبقى من تماسكها التنظيمي. وأضافت المصادر أن ما تبقى من بنية الحركة لا يتعدى “اليسير”، في ظل تآكل نفوذها الميداني واغتيال معظم قياداتها وتراجع حضورها الشعبي بعد الحرب الأخيرة.
وبحسب هذه المصادر، يدور الخلاف الداخلي حول مسألة تسليم السلاح، حيث يقود خالد مشعل تيارا يدعو إلى ضرورة تسليمه، استجابة لضغوط قطرية متواصلة تطالب الحركة بتبني موقف سياسي أكثر مرونة. في المقابل، لا يزال خليل الحية وقيادات أخرى تناور في هذا الملف، وتتبنى موقفا رافضا لأي خطوة تفسر كتخل عن “المقاومة”.
وتضيف المصادر أن المجلس العسكري لحركة حماس، الذي كان يضم ستة من أبرز قياداتها، محمد الضيف، ومحمد السنوار، وأيمن نوفل، ومروان عيسى، قد تفكك عمليا بعد اغتيال معظم أعضائه على يد الاحتلال الإسرائيلي، ولم يتبق منه سوى عز الدين حداد ورائد سعد. وتشير كوادر في الحركة إلى أن سكان القطاع لم يكونوا يعرفون من هم هؤلاء القادة بالاسم أو الشكل، وهو ما يثير التساؤلات حول كيفية تعرف الاحتلال عليهم بدقة، وفي المقابل، كيف نجا بعضهم رغم الملاحقة المكثفة.
وفي ما يتصل بما يعرف بـ “وحدة السهم” داخل كتائب القسام، أوضحت المصادر الداخلية أن هذه الوحدة أنشأها محمد السنوار عقب الانتخابات الداخلية التي أفضت إلى تسلم يحيى السنوار قيادة الحركة في 10 مارس 2021. وتكونت الوحدة من نحو 500 عنصر جرى تدريبهم بذريعة الحماية من أي اعتداء خارجي، لكن الهدف الفعلي كان، بحسب المصادر، حماية السنوار من أي محاولة انقلاب داخلي. وتشير الروايات إلى أن تأسيس الوحدة جاء بعد أن كانت نتائج الانتخابات تميل لصالح نزار عوض الله، قبل أن يحسم جناح القسام النتيجة لصالح يحيى السنوار بدعم من شقيقه محمد.
وبعد اغتيال محمد السنوار، تفككت “وحدة السهم”، غير أن اسمها بقي يستغل من قبل أحد التيارات الداخلية داخل الحركة لتبرير قبضته على السلطة والسيطرة الأمنية.
في ظل هذه التطورات، تبدو حماس، التي طالما ظهرت قوية إعلاميا، في أضعف حالاتها منذ تأسيسها. فـ”طوفان الأقصى” الذي كانت تعتبره لحظة انتصار رمزية، تحول إلى نقطة انكسار عميقة في بنيتها السياسية والعسكرية. وتشير المصادر إلى أن ما يظهر من إحكام السيطرة على غزة ليس سوى محاولة إعلامية للحفاظ على صورة التنظيم القوي، بينما الواقع الميداني يعكس تآكل نفوذها وتحولها إلى فلول متناثرة.
وترى المصادر أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل تضخيم قدرات حماس في محاولة لتبرير استمرار عملياته العسكرية وتواجده في القطاع والاهم عدم الاستغناء عن خطر مفتعل يهدد اسرائيل. ورغم أن الحركة لم تعد تملك فعليا سوى خيارين صعبي، إما التحول إلى كيان سياسي يتخلى تدريجيا عن السلاح ويبحث عن شرعية جديدة عبر العمل المدني، أو الإصرار على نهج المراوغة والتشدد للحفاظ على صورة “المقاومة”. وفي كلتا الحالتين، تبدو حماس اليوم أمام مرحلة إعادة تعريف شاملة لدورها ومستقبلها في المشهد الفلسطيني، بعد أن فقدت جانبا كبيرا من قوتها وشرعيتها، والأهم استقلال قرارها الداخلي، الذي بات مرتهنا لتجاذبات إقليمية معقدة تمارس فيها قطر وتركيا نفوذهما بشكل مباشر على مسار الحركة وخياراتها والتي ظهرت جلية في تصريحات رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في محاولة الضغظ على حماس للاقرار بضرورة نزع سلاحها. او كورقة امريكية يمنع وجودها تحقيق الترابط بين الاراضي الفلسطينية ومنع اقامة الدولة الفلسطينية.
250 Total Count
