تغريد سعادة
فاز زهران ممداني، المرشح من أصول هندية والمسلم، برئاسة بلدية نيويورك ضمن الحزب الديمقراطي الكبير. ورغم الاهتمام الإعلامي والرمزية التي يمثلها كأول مسلم ومن خلفية جنوب آسيوية في هذا المنصب، فإن فوزه ليس كما يبدو خطوة تاريخية للأقليات بحد ذاتها، بل استغلال رمزي يخدم الحزب الديمقراطي في توسيع قاعدة الناخبين والمنافسة مع الحزب الجمهوري. فالالتزام بالبرنامج الحزبي يفرض على ممداني اتباع سياسات الحزب، وليس تنفيذ مطالب الأقليات مباشرة.
ولد ممداني في كمبالا، أوغندا، لأبوين من أصول هندية، والده أستاذ جامعي، وأمه مخرجة أفلام شهيرة. وانتقلت الأسرة إلى نيويورك في طفولته. درس في كلية بودين Bowdoin وتخصص في الدراسات الإفريقية، وعمل في البداية في المجال الاجتماعي، مدافعا عن السكان ذوي الدخل المحدود. وفي 2020 فاز بعضوية جمعية ولاية نيويورك، وبرز كمرشح تقدمي ضمن جناح الحزب الديمقراطي.
في انتخابات 2025، خاض ممداني السباق ضمن الحزب الديمقراطي ضد اندرو كومو Andrew Cuomo، الحاكم السابق لنيويورك، وواجه منافسة من المرشح الجمهوري كيرتيز سليوا Curtis Sliwa.
يظهر هذا الفوز القوة الرمزية للهوية، كون ممداني مسلما ومن أصول جنوب آسيوية يجعل الأقليات في نيويورك تشعر بوجودها في مواقع القيادة. لكن الولاء الأساسي للمرشح هو الحزب الديمقراطي وبرنامجه، مما يعني أن السياسات التي تنفذها إدارته ستخدم أولويات الحزب أكثر من المطالب الخاصة للأقليات. الحزب نفسه يسعى من خلال هذا الفوز إلى توسيع قاعدة الناخبين من الأقليات، وليس بالضرورة ترجمة كل مطالبهم إلى برامج ملموسة.
الرمزية وحدها لا تكفي، فوز مرشح من الأقليات يستغل عادة لتعزيز مصالح الحزب وليس لتغيير ملموس في حياة الأقليات. والالتزام الحزبي يفرض قيودا على مدى القدرة على تحويل التمثيل الرمزي إلى تأثير حقيقي على السياسات.
المشاركة السياسية للاثنيات مهمة، لكن يجب أن تكون مصحوبة بمراقبة حقيقية للقرارات والسياسات، لضمان ألا يبقى الانتصار مجرد عنوان إعلامي أو وسيلة للحزب الديمقراطي لمنافسة الجمهوريين، مع التأكيد ان موقفه من غزة يثير الاستحسان وهو موقف تيار داخل الحزب الديموقراطي الامريكي.
29 Total Count
